شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 129)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 129)
- المحتوى
-
كبيرا كشمعون بيرس يدّعي ان انتصار اليهود ليس نتيجة تفوق عسكري وحسب بل هو نتيجة
تفوق اخلاقي ايضا('') . وقد فرضت على اليهوب في بعض الدول انماط «قانونية» تلائم نزعة
الانغلاقء وذلك عن طريق أسوار «الغيتى» والحياة الخاصة في داخلها. ومن هنا كانت «مدينة
البندقية في ايطالياء التي لم تكن خاضعة لسلطة البابوات» اول من ادخل نظام الغيتى في حياة
اليهوب. عندما أصدر مجلس المدينة سنة ٠ ١5311 أمراً اجبر بموجبه اليهود في المدينة على السكن
في حىّ مغلق خاص بهم1»2"١) . ولكن هذا النظام «القانوني» و«الاجباري» كان خدمة كبرى لليهود»
وتجسيد ا وتكريسا لما يؤْمن به دعاة الانعزال حول رفضهم الاندماج بالشعوب التي كانوا يعيشون
بينها. بيد ان الآخرين الذين فرضوا عليهم نظام الغيتو كانوا يعتقدون بأنهم يقيدون حرية اليهود
ويقدمون خدمة حِلّ للمسيحية والكنيسة . لكن النتيجة كانت عكس ما اعتقده هؤلاء وكأنهم كانوا
يعملون معا يدا بيد من أجل المعتقدات اليهودية وتحقيق أهدافها.
ولم يقتصر نظام الغيتو على ايطاليا وحدهاء بل تعداه ليشمل مدنا في مناطق اخرى. حيث
مئّة عام على إقامة اول غيتى يهودي في البندقية: اقيم غيتىو آخر في سنة 3117 في مدينة
قراذكفورت «حيث فرض نظام الغيتو على اليهود في المدينة المذكورة بناء على اتفاق خاص بذلك
بين مجلس المدينة وسكانها اليهود.. اما في سنة ١774 فقد فرض هذا النظام ايضا في مدينة
فبيناء ولكن هذه المرة بناء على طلب اليهود انفسهم»!2١) . ومما يجب ذكره في هذا المجال» دور
الحركة الاندماجية اليهودية اوما كان يطلق عليها اسم هسكالا 0هاهاوه»1 أي حركة التنور.
وقد دعت هذه الحركة لاندماج اليهود في المجتمعات التي يعيشون فيهاء والقضاء على تميزهم
واستعلائهم. بيد ان الأحداث المتتابعة وفقدان الأمل بقيام مجتمعات اوروبية تحررية عادلة
قادرة على استيعاب اليهود اقتصاديا وسياسيا واجتماعياء أدياء في النهاية» إلى عجز حركة
هسكالا وانتصار دعاة الانغلاق والتعصب العرقيء وتشجيع المتمولين اليهود على الهجرة خارج
حدود القارة الاوروبية خوفا من المنافسة البرجوازية على الصعيد الاوروبي الذي اتخذ من
الجاليات اليهوبية اداة رئيسية في مساعدة الاستعمار الاوروبي خارج نطاق القارة. وهذا ما
حدث مثلا اثناء حملة نابوليون على الشرق عام :,» عندما دعا اليهود لمساعدته مقابل إعادتهم
إلى القدس وإعادة بناء هيكل سليمان, وقد وقفوا الى جانبه. وكان انهيار الحركة الاندماجية
(هسكالا) بشكل كامل بعد عملية اغتيال القيصر الروسي الكسندر الثاني عام 184١ والمجازر
التي ارتكبت بحق اليهود: حيث كان من نتيجتها قيام منظمات وجمعيات صهيونية مكانها كان
أولها «جمعية احباء صهيون» والثانية «بيلى» ومغناها رجوع أهل يعقوب الى فلسطين. وكانت المهام
الرئيسية لهاتين الجمعيتين إحياء اللغة العبرية, وشراء الاراضي في فلسطينء وتدريب الشباب
اليهودي وتهجيره إليها. . وتعثير هذه: اليذور السبياسية الاولى للحركة الصهيونية . وتمكنت
الجمعيتان من إنشاء المستعمرات الزراعية في فلسطين للمهاجرين اليهود وكان اولها مستعمرة
ريشون لزيون رمه: وا موطوزم قرب يافا عام 01514845 .
هذا وقد ساهم كثير من المتمولين اليهود في تهجير اليهود إلى فلسطين من أجل الاستيطان
والاستعمار. وكانت اسرة البارون روتشيلد من اكبر الاسر التي لعبت دورا في هذا المجالء إلا ان
هذه العمليات «التهجيرية» بقيت دون المستوى المطلوب لانها لم تأخذ بعدا منظما وتخطيطا دقيقاء
ولم تف. بالتالي» بما هو مطلوب . وهذا ما.اخذه هرتسل على عاتقه منذ عام :١1/851 وذلك بإجراء
التغيير الجذري في الستراتيجية الصهيونية بعد فشل المجهود الأول لزرع جالية من المستوطنين
الصهيونيين في فلسطين في السنوات الخمس عشرة الاولى من الاستعمار الصهيوني ١8485( -
7 والاستعاضة عن ذلك ببرنامج قومي منظم قادر على إحراز النتائج المرجوة.
١8 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10662 (4 views)