شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 131)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 131)
- المحتوى
-
” - الحصول على حق شرعيء معترف به دوليا لاستعمار فلسطين.
* - انشاء منظمة دائمة لتوحد جميع اليهود من اجل قضية الصهيونية!؟ .
ونظرا لكثافة الحضور في هذا المؤتمر كمندوبين عن المنظنات والجمعيات الصهيونية من
مختلف مناطق العالم, والذين بلغ عددهم حوالي 5 ٠١ مندويين, فقد برز هرتسل كشخصية فاعلة
لها وزنها من خلال التنظيم الدقيق والتخطيط الواعي لمستقبل اليهود في دولة خاصة بهم تخلصهم
من الاضطهاد وتضفي عليهم «طابعا قومياء عنصريا. وخير دليل على تخطيطه المنظم ما ذكره في
مذكراته في اعقاب إنتهاء المؤتمر قائلا: «لو اردت ان اختصر مؤتمر بال في كلمة واحدة - وهذا ما
لن افعله صراحة لقلت: في بال اسست الدولة الصهيونية. ولو أعلنت ذلك اليوم لقابلني العالم
بالسخرية والتهكم. ولكن بعد خمس سنوات على وجه الاحتمال» وبيعد خمسين سنة على وجه
التاكيد سيرى هذه الدولة جميع الناس»9؛') . وقد رأينا قيام دولة اسرائيل بعدواحد وخمسين عاما
على انعقاد المؤتمر الصهيوني الاول وذلك عام .١1115/
وهكذا أوجد مؤتمر بال الصهيونية كحركة سياسية:ء مثلما أوجد المنظمة الصهيونية على
الصعيد العالمي: كما خرج المؤتمريهدف واضح وصريح يتلخص غرضه النهائي بالتالي دان هدف
الصهيونية هو خلق وطن للشعب اليهودي في فلسطين يضمنه القانون العام»!*') . بالاضافة لكل
ذلك؛ فقد برزت الصهيونية إلى الوجود بشكلها العنصري الاستعماري واضعة نصب مخططاتها
اقتلاع شعب فلسطين من ارضه:؛ وتشريده إلى خارج حدوده؛ مقابل اقتلاع جذور يهود العالم من
مجتمعاتهم الموجودين فيها وتهجيرهم الى فلسطين لاقامة دولتهم «القومية» اليهودية فيهاء وتحويل
المضطهدين اليهود إلى مضطهدين بحق شعب فلسطين مع تحميله مسؤولية اضطهادهم من قبل
الذين لا يمون بصلة إلى هذا الشعب. كما توضحت ايضا طبيعة العلاقة بين الصهيونية
والاستعمار كتوأمين متلازمين بالاضافة لرعايا الدول الاستعمارية لهذا «المولود الجديد»؛ لانه
يحقق اهدافها ويحافظ على مصالحها وامتيازاتها في المنطقة التي تعتبرها منطقة نفوذ لها بسبب
ما تدّخر من خيرات وثروات تشكل عصب حياة هذه الدول وشريانها الحيوي: كما تساهم ايضا
في تشديد قبضتها على مستعمرات جديدة ومناطق تابعة.
ورغم ذلك التوافق والتطابق في الاهداف بين الاستعمارين» فقد تميز الاستعمار الصهيوني
لفلسطين. وعلى ضوء مؤتمر بال» بثلاث سمات بارزة!') :
١-بينما كانت دوافع المستعمرين الاوروبيين قائمة على اساس اقتصادي أو سياسي
امبريائي بضم المناطق التابعة والمستعمرة إلى الحكومات الاوروبية الاستعمارية, كان المستعمرون
الصهيونيون ينطلقون بدافع الحصول على وطن خاص بهمء وإقامة دولة يهودية مستقلة عن أية
حكومة قائمة, غير خاضعة لأحدء تجتذب جميع يهود العالم إلى أراضيها مع مرور الزمن.
؟ تعايش المستعمرون الاوروبيون مع السكان الأصليين رغم استغلالهم لهم ونهب
ثروات ارضهم., بيد ان الاستعمار الصهيوني لم يستسغ فكرة التعايش انطلاقا من العنصرية
المتأصلة فيه, ولهذا تناقض تناقضا اساسيا مع الوجود المستمر للسكان الاصليين في الارض
المنشودة, وكانت عملية التهويد وما زالت.
“” كان المستعمرون الاوروبيون يعتمدون على دعم حماتهم الامبرياليين في دولهم الأم»
بيد أن المستعمرين الصهيونيين لم يتوفر لهم هذا العامل حيث كانوا يواجهون بالاضافة الى
مقاومة العرب الفلسطينيين مقاومة الدولة العثمانية التي لم يكن بامكانها ان تنظر بعين العطف
إلى مجتمع غريب يقام على جزء مهم من اراضيها بقصد إنشاء دولة مستقلة.
ويبدو ان ملاحقة اليهوب واضطهادهم وتقصي اخبارهم لم تتوقف في روسيا بعد عملية
1١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10662 (4 views)