شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 134)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 134)
- المحتوى
-
صدر امر وزير الخارجية البريطانية آنئذ إلى هذه القنصلية بوضع اليهود تحت حمايتها ورغايتهاء
كيما تجعل منهم وسيلة للتدخل في الشؤون الداخلية للدولة العثمانية. وبعد ثلاث سنوات, اي
في عام ,188١ انشأت لها في القدس اول اسقفية؛ وجعلت اول أساقفتهاء يهوديا متنصرا (ميكل
سولومون الكسندر) ليقوم على حد زعمهم بمحاولات لتنصير ما امكن من التسعة آلاف يهودي
الذين كانوا يقطنون فلسطين في ذلك الوقت. كما بدأت تنتشر في بريطانيا (منذ اوائل القرن التاسع
عشر) دعوة تغذيها وتشجعها الحكومة البريطانية تهدف إلى تهجير اليهود إلى فلسطين 9 .
وكانت زيارات موببى مونتفيوري وتأسيسه لاول مدرسة يهودية ف فلسطين, تأتي ضمن هذه
الدعوة وبتشجيع مثنها.
وكان للجهود الدبلوماسية التي بذلها القادة الصهيونيون مع المسؤولين البريطانيين اثرها
الكبير في «صهينة» الكثير منهم. كما ساهم كثير منهم باقتراحاتهم وجهودهم في تقديم خدمات جل
للصهيونية. ولعب جوزيف تشمبرلن» احد عتاة الاستعماريين البريطانيين دوره الكبير الى جاني
هرتسل. وكذلك الحال مع كرومر الذي أبلغه هرتسل عام 15١7 بأنه «يفضل ان يأخذ فلسطين
بالفتح وإراقة الدماء»(4).
وبعد وفاة هرتسل عام ؛ ١15١ لم تتوقف الجهود الصهيونية مع بريطانياء بل تابعها وايزمن
وسوكولوف وتشلينوف, «ووضعت الخطط في اتجاهين:
١ كسب اليهود البريطانيين للصهيونية, وهي مهمة كان قد بدأها وايزمن قبيل الحرب"
بترغيب اسرة روتشيلد في مشروع لتأسيس جامعة في فلسطين.
؟ - ايجاد اصدقاء للصهيونية من بين الزعماء الكبار في الحكومة البريطانية (*")». وعلى
هذا الاساسء كان اجتماع حاييم وايزمن عام ١١١7 بآرثر بلفور. اجتماعا مثمراء بدليل تحول
بلفور إلى مؤيد للصهيونية» وهو الذي وصف وإيزمن في ضوء ذلك قائلا «هذا الرجل هو الذى
جعلني صهيونيا»!' ") . ا ا
وبعد بلفورء استمرت اللقاءات والاجتماعات الدبلوماسية؛ حيث تمكن وايزمن من كسب
سكوت رئيس تحرير جريدة «المانشستر غارديان» الذي عرّفه بدوره على لويد جورج» وهريرت
صموئيل» وكانا عضوين في الوزارة البريطانية» فاقتنعا بفكرته وأصبحا صهيونيين. ثم كان مارك
سايكس واللورد روبرت سيسلء اللذين قدّما للصهيونية من الخدمات ما دفع وايزمن نفسه إلى
أن يعترف بفضلهما على الحركة. وجميع هذه المحادثات كانت تتركز على فلسطين بعد أن فشلت
جميع الاقتراحات الاخرى المتعلقة بأوغندا والعريش المصري وقبرص وغيرها. وهذا ما دفع
«اسرائيل زانغويل» احد قادتهم الكبار إلى القول: إن فلسطين وطن بلا سكان فيجب أن يعطى
لشعب بلا وطن. كما قال في معرض آخر ان واجب اليهود في المستقبل هو.أن يضيقوا الخناق على
عرب فلسطين» حتى يضطروهم الى الخروج منها. واعلن كبار زعمائهم انهم يريدون ان تكون
فلسطين يهودية» كما هي انكلترا انكليزية» وفرنسا فرنسية. كما أعلن الكاتب اليهودي «بن آفي»
سنة 197١ أن على اليهون ان يطهّروا وطنهم فلسطين من الغاصبين» وأن آمام المسلمين الصحراء
والحجاز. وأمام المسيحيين لبنان» فليرحلوا الى تلك الاقطار(" . فهذا الدعم البريطاني للصهيونية
لم يكن ليأتي بهذا المستوى لو لم يتفق مع المصالح الانكليزية في المنطقة؛ ولو لم يكن جزءاً من
المخطط الاستعماري البريطاني, وأداة التنفيذ الاساسية فيما يتعلق بالمنطقة وبفلسطين على وجه
الخصوص وهي التي كان يعتبرها الانكليز مفتاح الهند والسيطرة على البحر المتوسط وجواره.
١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10662 (4 views)