شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 135)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 135)
- المحتوى
-
كان الموقف الفرنسي باستغلال اليهود لتحقيق اهدافه سياقا على البريطانيين. وكان
نابوليون عندما قام بحملته على الشرق عام » قدو عد اليهوب الفرنسيين: بأنه سيعيد الشعب
اليهودي إلى القدسء كما سيعيد بناء هيكل سليمان: إذا وقفوا الى جانبه ومدوا له يد العون
والمساعدة. وكان للدعاية التي انتهجها اثرها الكبيره حتى أنه أصدر منشوراً بهذا الخصوص كان
له وقع طيب في نفوس المتنفذين من يهود فرنسا . لكن هذه الجهود ذهيت ادراج الرياح عندما عجز
نابليون عن افتتاح عكا والسيطرة على فلسطينء حيث تراجع أمام أسوارها معد | حا اه
«لو فتحت عكاء لفتحت الشرق». على ضوء ذلك: نرى ان الصهيونية والاستعمار وجهان لعملة
واحدة: وتوأمان متلازمان, كلاهما مرتبط بالآخرء لا انفصال بينهما ولا قطيعة.
موقف الدولة العثمانية
في الوقت الذي نشطت فيه الحركة الصهيونية» واثناء انتقالها إلى مرحلة العمل المنظم
بعدموّتمر بال »١1441/ كان على رأس السلطنة العثمانية السلطان عبد الحميد الثاني» الذي يعتبر
اشهر سلاطين عهد الانحطاط واكثرهم دهاء. وخلال فترة حكمه؛ كانت خزينة السلطنة تعاني
عجزاً كبيراً. وكانت هذه ثغرة أراد الصهيونيون عن طريق هرتسل التسلل بواسطتها للسيطرة على
فلسطينء التي كانت تمثل جزءا من ممتلكات الدولة العثمانية. وبالاضافة الى ذلك؛ استغل هرتسل
تنامي المقاومة العربية ضد الاتراك: والتي شكلت حركة من النهضة العربية كان لها اثرها الكبير
في مختلف الولايات التي يقطنها العرب» فعرض مساعدته على السلطان في التغلب على المتاعب
المالية التي كانت تعانيها الخزينة» وذلك بإغرائه بمبلغ خمسين مليون جنيه ذهباء وتشكيل قوة
عسكرية يهودية تقف إلى جانب الاتراك ضد الحركة القومية العربية والدفاع عن فلسطين. لكن
رفض السلطان لاغراءات هرتسلء لم .يكن مقنعاء فبقي يرسل الوسيط تل الآخر لاقناع السلطان
والتخلي عن إصراره على الرفضء إلا أن السلطان بقي على موقفه مدركا لمطامع الصهيونيين في
فلسطين مخاطبا الوسطاء بقوله: «انصحوا الدكتور هرتسل بالا يتخذ خطوات جديدة في هذا
الموضوع. إني لا أستطيع ان أتخلى عن شبر واحد من الارض. فهي ليست ملك يميني؛ بل ملك
شعبي . . لقد ناضل شعبي في سبيل هذه الارض» ورواها يدمه . فليحتفظ اليهود بملايينهم, ؛ وإن
مرّقت امبراطوريتي فلعلّهم يستطيعون آنذاك ان يأخذوا فلسطين بلا ثمن. ولكن يجب أن يبدأ
ذلك التمزيق اولا في جثتناء فإني لا أستطيع الموافقة على تشريح اجسادنا ونحن على قيد
الحياة»("") . كما دعم السلطان اقواله هذه بتدابير عملية كان من شأنها منع اليهود من الهجرة
إلى فلسطين.
وكان للنواب العرب في «مجلس المبعوثان» العثماني دورهم ايضا في فضح الالاعيب
الصهيونية ومطامعها. وكان يوسف ضياء الخالدي ويطرس البستاني وشكري العسلي نائب
دمشقء ونجيب نصار الصحاف-اللبناني من اوائل العرب الذين تصدّوا بشجاعة للمحاولات
الصهيونية وكشفوا دسائسهاء بالاضافة لكثير غيرهم.
موقف روسيا
كان الموقف الروسي فيما يتعلق بالصهيونية وإقامة الوطن القومي اليهودي في فلسطين
١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10662 (4 views)