شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 136)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 136)
- المحتوى
-
يستند إلى قاعدة المسيحية الارتوذكسية:, التي كانت تتشدد رووسيا في التمسك بهاء حين كانت
تعارض معارضة كبرى قيام مثل هذا الوطن. والكثير من الروس كانوا يزورون الاماكن المقدسة
في فلسطين سيرا على الأقدام كدليل على شدّة تديّنهم وتمسكهم بالتقاليد الارثوذكسية. ولذلك.
ان هذه المقاومة كانت عاملا ف تأخير صدور تصريح بلفور إلى ما بعد انهيار الحكم القيصري
مياشرة . وهذا ما دفع المؤرخ العالمي الكبير توينبي إلى القول في كتايه «دراسة التاريخ» : «آن انهيار
حكم آل رومانوف الامبراطوري الروبي» قد ازال بالفهل حماية الخرى عن العرب
الفلسطينيين»(5؟)
والواقع ان بذور الصهيونية السياسية وجدت في روسيا بعد عملية اغتيال القيصر الكسندر
00 65166315 » حيث اعترف رسميا بها عام ١89٠ باسم جمعية دعم الزراعيين والحرفيين اليهود .
في فلسطين وسوريا (؛) . وهؤّلاء اليهود المهاجرون من روبسيا هم الذين اسسوا مستعمرة ريشون
لزيون موك ها ممطءنظ عام مم١ ف فلسطين. ٠ ثم كان لحركة «البوند» الروسية دورها في الهجرة
إلى فلسطين. لكن هذه الهجرة لم تحقق أهدافهاء وخصوصا بعد انتصار الثورة الاشتراكية بقيادة
لينين عام 14117, حيث كان نشر الفكر الشيوعي في المنطقة أحد المهمات الاساسية لها: بيد ان
النتيجة كانت عكس ذلك مما جعل المعادين للاشتراكية يستغلون هذه الثغرة للتهجم على الثورة
وقيادتهاء ووصلت القضية عند البعض منهم إلى وضع الصهيونية والشيوعية في كفتي الميزان,
كما كانت الدوائر الامبريالية تأخذ على عاتقها نفقة طباعة هذه الدراسات التى تسعى لاخفاء
الطابع الاستعماري للصهيونية والهجوم على المبادىء الاشتراكية في الفترة التى كانت فيها ثورة
اكتوبر طفلة في المهد. كما لعبت كراهية اليهود دورا مهما في بعض الاحيان في مساعدة
الصهيونية, ونذكر على سبيل المثال ما رواه هرتسل عند لقائه مع بيليف أن حلها وزير داخلية
روسيا من أن بليف قال له «ليس أدعى لاغتباطي من أن يرحل اليهود, وكل اليهود عن روسيا.ء
فإن كانت الصهيونية هي الوسيلة الفعالة لتطهير بلادي من اليهود فأنا على استعداد لتقديم كل
مساعدة»(١4) ,
موقف البابوية
لم يكن احد يتوقع ان يتفوه احد من البابوات» وفي اي عصر.ء بكلمة محيّبة ومشجعة
للصهيونية؛ خاصة وأنهم أدرى بدسائس الصهيونية وألاعيبها وحقدها مما يخالف جوهر
المسيحية وأهدافها. ونظرا للمركز المهم الذي يشغله البابا والتأثير الذي يحظى به في العالم؛ لم
يتردد قادة الصهيونية في الاتصال به لمباركة مشاريعهم الخاصة بعاصمة الديانات السماوية
ومهدهاء فلسطين. وعلى هذا الاساسء كان لقاء تيودور هرتسل مع البابا بيوس العاشر عام
١5 * من أجل كلمة واحدة يعلن فيها البابا عدم تنكره للصهيونية لتستطيع كسب مسيحيي
العالم إلى جانبها. إلا أن جواب البابا لم يكن مشجعاء بل جاء يحمل تهديدا في مضمونه بتعميد
اليهوب في كنائس فلسطين, مخاطبا هرتسل بقوله «صحيح أن ليس بوسعنا منع اليهود من التوجه
إلى القدسء ولكن ليس لنا ان نشجعهم على ذلك. إن أرض القدس مقدسة بحياة المسيحء واليهود
لم يعترفوا بمسيحنا. ولذلك لا نستطيع الاعتراف بالشعب اليهوديء ولا يمكننا تأييد فكرة وجودكم
في فلسطين مطلقاء فإذا ما أقمتم هناك سنعلم الكنائس والكهنة فيها بان يعمدوكم جميعاً (”؛) .
وعلى الرغم من فشل هرتسل في اقناع البابا بيوس العاشرء فون رفاقه الاوفياء تابعوا طريقه,
1١6 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 4912 (6 views)