شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 137)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 137)
- المحتوى
-
فاجتمع سوكولوفء كبير مفكريهم ودهاتهم بالبابا بنديكت الخامس عشر في عام 111١ء وتمكن
من انتزاع كلمة عاطفية منه كانت بمثابة الوثيقة التاريخية لهم. حيث يفخر الصهيونيون بترديدها
دائما كجواب بابوي على مشروع سوكولوف في فلسطين: «نعم اعتقد اننا سنكون جيرانا جيرة
حسنة»7؟*) . كما تابع وايزمن الاتصالات مع البابا بنديكت الخامس عشر ايضا في عام 215171١
وبعد أربع سنوات على مقابلة سوكولوف له, كدليل قاطع على أهمية كلمة البابوية وموقفها من
ناحية؛ واستخدام الصهيونية لجميع وسائلها والدبلوماسية منها خاصة من ناحية ثانية.
على اثر اضطهاد اليهود في روسياء توجه كثير منهمء وبخروج جماعيء إلى «اوروبا الغربية
واميركاء وحوالي ثلاثة آلاف منهم إلى فلسطين» (؛؛) . وكانت الهجرة اليهودية إلى اميركا قد سبقت
هذا التاريخ, مما ادى للشعور الاميركي بهذا الخطر المتزايد يوما بعد يومء حيث «بلغ عددهم في
اميركا سنة ١88٠ حوالي 7٠١ ألفا هاجر معظمهم إليها من اوروبا الغربية واسبانيا
والبرتغال»0*) . وهذا ما دفع بالحكومة الاميركية للتخوف من مخاطر وجودهمء والعمل بشتى
الوسائل للحيلولة دون تزايدهمء ولكي تدير وجوههم شطر بلد آخر. فأوعزت الى سفيرها لدى الباب
العالي للاهتمام بهذا الموضوع ولاسكانهم في فلسطين وسوريا. لكن المحادثات التي جرت مع وزير
الخارجية العثماني لم تسفر عن نتيجة ايجابية بصدد اسكانهم في فلسطين, بينما قبلت السلطنة
باسكانهم في المناطق غير المأهولة في العراق» وعلى ضفاف العاصيء وحول حلب. لكن التطورات
السياسية الاميركية بدأت تكشف الانحياز الاميركي للصهيونية ابتداء من الحرب العالمية الاولى
لاسباب تتعلق بالمصالح الحيوية الاميركية على ضوء التوقعات بانتهاء عظمة الاستعمار البريطاني
والفرنسي, لتحل الولايات المتحدة محلها كوريث شرعي.
وعلى هذا الاساسء لعب الرئيس ويلسون, صاحب المبادىء الاريعة عشر المتضمنة حق
الشعوب في تقرير مصبرها بنفسهاء دوره الخطير إلى جانب الوطن القومي اليهودي من خلال وعد
بلفور الصادر في الثاني من تشرين الثاني 1411ء وهو الذي قال عن اتفاق سايكس - بيكو إنه
ظاهرة من ظواهر الاستعمار وعمل مناقض لحق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها. وعن طريق
المفاوضات, التي جرت بين بريطانيا وأميركا بصدد وعد بلفورى النص الذي يجب أن يصدر به.
كان للرئيس الاميركي ويلسون دوره الأول في اختيار الكلمات التي تضمّنها هذا التصريح» حيث
انتقاها كلمة كلمة, فأتت بما هى معروف اليوم بوعد بلفورء ويشكل كتاب رسمي موجه من بلفور
وزير الخارجية البريطانية إلى اللورد روتشيلد الصهيوني. وقد تلقى ويلسون رئيس الولايات
المتحدةء من لويد جورج ومن وايزمن نص ما اتفق عليه من عبارات وعد بلفور. فوافق على ذلك
وباركه قبل أن يصدر الوعد رسميا في ” تشرين الثاني (نوقمبر) 401951 .
ومن الموّكد ان الرئيس الاميركي لم يوافق على ذلك دون استشارة كبير اخصائييه
ومساعديه والذئ كان يعتبر الابرة المغناطيسية في دماغ ويلسونء وهذا المستشار الأول هو
القاضي الاميركي اليهودي برانديز المشهور بقوله عام 1117 «ان القصد من طلب اليهود تسهيل
الهجرة الى فلسطينء هى ان يصبح اليهوب اكثرية السكان فيهاء وان يرحل العرب عنها إلى
الصحراء»7!؛) . كما كان إلى جانبه ايضاء بالاضافة الى براندينء اثنان من مستشاريه الاقوياء,
وكانا من اليهود ايضا وهما «مترجم لم يعرف الا باسم منت. وآخر اسمه كيش وجميع هؤلاء يرمون
عن قوبس واحدة: بسهام مختلفة إلى حد واحد»(1؛) .
1١1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10662 (4 views)