شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 139)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 139)
- المحتوى
-
للسلطنة العثمانية. ومن شأنه إثارة الذعر لدى بريطانيا وفرنسا ورويسيا (7”).. ثم كان مجىء هتلر
غضبة كبرى ضد اليهود» وقد اعتبرهم سبب هزيمة المانيا والمأسي التي حلت بهاء مما أدى إلى
ارتكابه مجازر عديدة ضدهم.
الموقف الفلسطيني
لم يتنبه العرب الفلسطينيون في بادىء الامر للخطر الصهيوني. ولهذا اعتبروا الدفعة
الآأولى منهم كلاجئين وحجاج:ء هاربين من الاضطهاد الغربيء ليحلوا بينهم كضيوف يستحقون
واجب التكريم وحسن الاستقبال. ومن هذا المنطلق عوملت هذه الدفعة معاملة إنسانية دفعت
بمؤّسس الصهيونية السياسية؛ هرتسل الى ان يعترف بهذا الاستقبال والمعاملة مؤكدا «الموقف
الودّى الذى اظهره سكان البلاد»('*) . لكن هذا الموقف الودي العربي تغير كليا بعد ان توضحت
النوايا الصهيونية على أثر تأسيس المنظمة الصهيونية العالمية والتركيز على الهجرة إلى فلسطين»
مع ما يتطلب ذلك من استيطان للارضء وتشريد للشعب, وخسائر في الارواح» بفضل ما كانت
تحضرّه منظمات الارهاب الصهيوني من فنون القتل والذبح وسفك الدماء. وجاء الاعلان عن وعد
بلفور ليزيد الطين بلّةء بالاضافة للدور الذي لعبه الانتداب البريطاني في فلسطين ويروز التحالف
العضوى بين الامبريالية البريطانية والاستعمار الصهيونيء بعد الخطوات العملية الناتجة عن
مؤتمر «السلام» في باريس عام :١414 حيث بدأ التدفق اليهودي على فلسطين بشكل موجات
ازالت كل اثر للشك في نفوس العرب, ليتوّج بالصدام الدموي والاشتباكات المسلحة بين القرويين
العرب والمستعمرين الصهيونيين في شمال فلسطينء في آذار (مارس) .117١ وقد انتقلت
الصدامات في شهر نيسان (ابريل) إلى القدسء لتشهد البلاد بعدها انتفاضات عديدة في الاعوام
4 و1497 وتتحولى إلى ثورة عارمة تجتاح البلاد في سنة 11757, ثم تتجدد في عام
7 مستمرة حتى نشوب الحرب العالمية الثانية. ثم كانت المعارك الواسعة التي خاضها عرب
فلسطينء والتي كانت معارك حياة او موتء من كانون الاول (ديسمبر) 1151 حتى انسحاب
بريطانيا وإعلان دولة المستوطنين الصهيونيين في ١5 ايار (مايى) /115؛ ضد البريطانيين
والصهيونيين معا. ش
لكن الجدير ذكرهء انه قبل ان تصبح فلسطين وطنا قوميا يهوديا بصورة رسمية عن طريق
وعد بلفورء طرحت مشاريع متعددة بدلا عنها ولكنها رفضت جميعها. وكان من أهمها: مشروع
اوغمنداء حيث طرح في مؤّتمر عام 1407١؛ وكانت خارطة تمثل أوغندا معلقة في صدر المؤتس عندما
وقفت شابة يهودية وصرخت في وجه هرتسل قائلة : يا جناب الرئيسء انت خائن, ثم انتزعت خارطة
اوغند!ا من صدر المؤتمر ومزقتها. ومن المرجح ان وايزمن كان وراء هذا الحادث ضد اقتراح
هرتسل بأن تكون أوغندا هي الوطن القومي بناء على نصيحة تشمبرلن. أما مشروع العريش
المصري» فلم تقتصر معارضته على الصهيونيين المتشددين وحدهم, بل كان للمقاومة العربية
المصرية اثرها ايضا. ومن هذا المنطلق «يمكن اعتبار عدم موافقة مصر على مشروع العريش هذا
أول إشارة إلى معارضة العرب في إقامة وطن يهودي في أراضيهم»”**) . وكان قد عرض ايضا
مشروعان لاستيطان الارجنتين وقبرصء لكنهما لم يلقيا موافقة من المعنيين» وجميع هذه المشاريع
كانت تطرح وتناقش في المؤتمرات الصهيونية المتلاحقة؛ وفيها كانت تصدر المقررات التي تخدم
الهدف الصهيوني.
ومع الاهمية البالغة للمؤتمرات الصهيونية» فقد لعبت القوى الامبريالية دورا خطيرا ايضا
على صعيد المنطقة العربية, لانها كانت تملك خبرة واسعة في تحديد النقاط الاستراتيجية في
١78 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6882 (5 views)