شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 143)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 143)
- المحتوى
-
الدور الايطاليء جعل من العالم رهينة تحكم المنتصرين (بريطانيا وفرنسا) ومن ورائها الصهيونية
العالمية. خصوصا وأن للمستشارين والمساعدين دورهم الأساسى في أية قضية مصيرية يتوقف
عليها مصير العالم, فكيف بمؤتمر كمؤتمر باريس 115١؟ وقد لعب هؤلاء دورهم المهم إلى جانب
الصهيونية حيث كان إلى جانب لويد جورج الصهيوني سكرتير يهودي اسمه ساسونء حتى أن
لويد جورج نفسه كان رئيس الحكومة البريطانية التي أصدرت وعدها بإعطاء فلسطين وطنا قوميا
يهوديا عن طريق بلفور. كما كان لكليمنصو سكرتير اسمه مندل روتشيلد» ولقد رأينا من قبل
مستشارى الرئيس الأميركي ويلسون ومساعديه والذين كانوا في صلب الحركة الصهيونية
والعاملين بنشاط في سبيل أهدافها.
ومع إطلالة العام ,157١ بدأ التحول الكبير في تاريخ المنطقة العربية بموجب انتقال
الصهيونية إلى مرحلة أرقى من ذي قبلء تلك المرحلة التي حملت في أحشائها روح العقيدة
الصهيونية المتمثلة «بالتجمع والاقتحام». تلك العقيدة التي تعني فيما تعنيه سفك الدماء
واستخدام السيف والدمار وتشكيل الهيئات السرّية التي تمثلت بالهاغاناه (الدفاع القومي)
ونادي النبي موسى وحزب جابوتنسكي ومناحيم بيغن وابراهام شترن. وهو العام الذي يطلق عليه
أسم «عام الدماء الأولى», حيث قتل في هذا التاريخ يوسف ترمبلدورء رفيق جابوتنسكيء والذي
يعتبر من اليهود المغامرين, بعد اشتباكات مع العرب قرب الحدود الشمالية: وحزن عليه اليهود
حزنا كبيرا كما تعاهدوا على الأخذ بثاره. وهذا ما دفع جابوتنسكي لاقتراف مذبحة «يوم النبي
موسى» في 5 نيسان (أبريل) »: حيث كان ترميلدور من المدربين الأساسيين للعصايات
الصهيونية ومن المؤسسين لتنظيماتهم المسلحة, وأشهرها الهاغاناهء حتى أن الحركة الصهيونية
كانت تعتبره أحد كبار رؤوسها المدّبرة. بعد هذه المذبحة (يوم النبي موسى) اعتقل جابوتنسكي
وخوكم من قبل البريطانيين لتسلّله وتهريبه السلاح ثم أفرج عنه أول مندوب سام بريطاني في
فلسطينء وهو الصهيوني» هربرت صموئيل: «الذي كان يطلق عليه اسم أمير اسرائيل الأول أو
عزرا الثاني بعد السبي البابلي؛ ولا ريب أنه يعد من رؤوس الصهيونية العالمية العنيفة»(8".
وأثناء محاكمة جابوتنسكي بعد مجزرة «الدماء الأولى» انتقل من موقع المجرم إلى موقع القاضيء
وتحوّل القضاة (البريطانيون) بدورهم إلى مجرمين ومتهّمين» وبرزت بشكل واضح أصابع
الصهيونية في الدسائس من جراء سرقة الوثائق التي أبرزها جابوتنسكي والتي كان يتباهى
بسرقتها من «صندوق شيفرة» رئيس أركان حرب الجيش البريطاني(”"). وكما المح هربرت
صموئيل في مذكراته؛ فقد كين في المنصب المذكور «مع معرفة حكومة صاحب الجلالة التامة
بعواطفي الصهيونية بل دون شكء بسيب هذه العواطف إلى حد كبير»(١"). وقد كان تعيين هربرت
صموئيل بمثابة الخنجر في قلب العرب لأنه كرسء من ناحيةء التحالف العميق بين الامبريالية
البريطانية والحركة الصهيونية بالاضافة لما حمله من نتائج من ناحية ثانية. ويعتبر عام ١17١
عام المواجهة الجدّية والكفاح العربي ضد الاستعمار والصهيونية معاء كما مثل بداية التحدّي
الدموي بين العرب وأعدائهم على الصعيد القومي والوطني. ويعترف وايزمن بمسؤوليته المباشرة
'والشخصية على ما يبدو عن تعيين صموئيل في هذا المنصبء ويقول في معرض تعليقه على ذلك
«كنت مسؤولا بشكل رئيسي عن تعيين السير هربرت صموئيل لفلسطين. فالسير هربرت صموئيل
صديقناء وقد قبل ذلك المنصب الصعب نزولا عند طلبنا. نحن عيّناه في ذلك المنصب. إنه
صموئيلنا»؟). ش
وجاء مؤتمر سان ريمى في نيسان (أبريل) :١157١ بعد مجزرة «الدماء الأولى» في القدس
بواحد وعشرين يوماء ليكرس اتفاقية سايكس - بيكو تكريسا قانونيا يوزع بموجبه الانتدابات على
دول المنطقة: وليجعل فلسطين من حصة بريطانياء ومنحها الحق في الانتداب عليها. لكن الغريب
1١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10662 (4 views)