شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 146)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 146)
- المحتوى
-
الشعب الفلسطيني وحدهء بل تعدّاه ليشمل العرب والبريطانيين والأمم المتحدة وحتى اليهون
أنفسهم. وكانت المنظمات الارهابية السرية التي نظمها جابوتنسكي ودرّبها وسلّحهاء الأداة الأكثر
ممارسة للارهاب من أجل تحقيق مآرب الصهيونية» وقد لعبت دورا مهما في الوصول إلى أهداف
كانت موضع اهتمام القادة الصهيونيين بشكل أساسي. كما لعبت بريطانيا دورا أساسيا في دعمها
ومساندتها والعطف عليها. وعن طريق المنظمات الصهيونية المسلحة ارتكبت المجازر الرهيبة بحق
شبعب فلسطين بهدف تهويد الآرض وتشريد الشعبء حيث «أن مجرد وجود الشعب العربى في
الأرض المشتهاة جعلها بشكل آلي وحتميء الهدف الأول والأخير للعداء الصهنونى»7""). وكانت
العمليات الارهابية تأتي ضمن برنامج منظم ومخطط بدّقة لاجلاء العرب عن أراضيهم؛ وإحلال
مستوطنين صهيونيين مكانهم. وهكذا كانت مجازر دير ياسين وعين الزيتون وصلاح الدين في
نيسان (أبريل) 1544١ء وحمامات الدم التي عاشتها كل من قرى ومدن فلسطين من أقرت, كانون
الآول (ديسمبر) ١10١ والطيرة, تموز (يوليو) :١1557' وأبو غوشء أيلول (سبتمبر) ١457 وكفر
قاسمء تشرين الأول (أكتوبر) 1557., وعكاء حزيران (يونيو) 1575؛ وغيرها من الفظائع الدموية
التي حصلت في غزة. وخان يونس وقبية والقسطل والحمة وطبريا الخ... وجميع هذه الغارات
والعمليات الارهابية كانت موضع إدانة عالمية نظرا لوحشيتها وفظاعتها وانتهاكها لكل المواثيق
الدولية. وبالرغم من المساعدات الكبرى التي قدمتها بريطانيا لهذه المنظمات, فإنها عانت بعض
إجرامها عندما لاحت في الأفق بوادر انتهاء الدور البريطاني في فلسطين. وكانت عملية «فندق الملك
داوود» عام ١554 ضد القوات البريطانية بتخطيط وتنفيذ مناحيم بيغن وجماعته الارهابية,
كاشارة مبدئية على ضرورة إنهاء الانتداب ورحيل البريطانيين. كما ارتفعت في أواكل شهر آذار
من العام ١187 صيحات الاستنكار البريطانية ضد ال محاولة الصهيونية في تعيين السفير
الاسرائيلي لانكين. سفيرا في بريطانياء حيث يشغل هذا المنصب في دولة جنوب أفريقيا العنصرية
في هذه الفترة. وانطلقت المعارضة البريطانية لهذه الخطوة من اعتبارء أن لانكين هذا مطلوب
للسلطات البريطانية منذ العام :١1544 تحت طائلة العمليات الارهابية ضد قواتها في فلسطين.
وقد حالت هذه المعارضة دون نجاح الخطوة الاسرائيلية هذه وعزفت السلطات اليهودية عن تنفيذ
هذا التعيين. ش -
ولاقت الأمم المتحدة ما لاقته بريطانيا من قبل» حيث «بإأزهنت حادثة اغتيال أول وسيط
للأمم المتحدة ومساعده العسكريء وحوادث حجز بعض مراقبي الأمم المتحدة المتكررة, أنه ليس
من حصانة لمن يقف في طريق الصهيونية... إلا أنه من البدهي أن يكون العنف الصهيونى الموجّه
ضد العرب أطول زمناء وأكثر تنظيماء وأشد قسوة(”6. 2 " ١
ومن أجل تحقيق غايتها في «تهجير» اليهود إلى فلسطين, اعتمدت الحركة الصهيونية وسيلة
الارهاب ضد اليهود أنفسهمء مع اتهام الآخرين بالقيام بهذه العمليات: لدفعهم للهجرة وترك
مواطنهم الأصلية. وهذا ما فعله بن - غوريون نفسه عن طريق أحد عملائه في العراق بوضع
القنابل والمتفجرات في الأحياء اليهودية لاجبار سكانها على المجيء إلى فلسطين.
خاتمة
اللافت للنظرء بعد هذا العرض لنشأة الحركة الصهيونية وامتدادها وممارساتهاء ان
القاسم المشترك بين الاستعمارين الغربي والصهيوني يتجلى بوضوح في الدجل والخداع
والمراوغة: والشعوب الضعيفة في النهاية. هي الضحية. فالدول الاوروبية التى خاضت الحرب
العالمية الثانية باسم «الديمقراطية» وضد «الدكتاتوريات» المتمثلة بالنازية والفاشية في المانيا
١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10663 (4 views)