شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 162)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 162)
- المحتوى
-
الكرمل في حلبة النضال
بين ١93717919159
لعل ابرز ما تمخضت عنه انتفاضة 1١979 نمى الشعور الوحدويء: وعدم اقتصار النضال
السياسي على مقاومة النشاط الصهيوني. فقد بات الاتجاه ملحاً على طلب الاستقلال والتخلص
من الانتداب. ونشأت حركات سرية ثورية؛ منها «الكف الاخضر»؛ التي اخذت تشن هجومات على
المستوطنات اليهودية» لكن نضالها لم يحقق الغاية المرجوة لعدم تجاوب القيادة السياسية مع
فكرة المقاومة المسلحة. وعادت هذه القيادة لمحاورة السلطة. البريطانية في فلسطين وفي لندن؛ غير
متعظة من تجارب الماضيء وغير منسجمة مع القواعد الشعبية/ واستمرت السياسة البريطانية في
اضطهاد الفلاح ومضايقته لحمله على بيع ارضه.ء واغداق وعود كاذبة للقادة السياسيينء كان
آخرها الكتاب الابيض لعام ٠ 15؛ الذي اشعرهم بشيء من الاطمئنان, الامر الذي آثار اليهود
وحرك بينهم موجة من الاحتجاجات؛ فتراجعت بريطانيا عن هذا الكتاب. ثم صدر كتاب مكدوناد
الاسودء الذي تؤكد فيه حكومة صاحب الجلالة التزامها بصك الانتداب» وتنفيذها وعد بلفور
القاضي بانشاء الوطن القومي اليهوديء والسماح بالهجرة اليهودية وشراء الاراضي, وعدم تشغيل .
العمال العرب في المستوطنات اليهودية. وقد صدم الوجهاء السياسيون بهذا الكتاب, وعادت
اللجنة التنفيذية العربية. مضطرة, لان تقول انها فقدت ثقتها ببريطانيا. وفي هذه الاثناء, اقترح
وايزمن ترحيل الفلسطينيين الى شرق الاردن؛ وعادت الاضرابات في فلسطين الى الظهور احتجاحاً
على سياسة بريطانياء واعتراضاً على تسليحها لليهوب. وانعقد في القدس المؤتمر الاسلامي عام
لنصرة القضية الفلسطينية» وعقب ذلك حملات عديدة على الزعامات المنافقة والمتخاذلة.
لكن ذلك لم يغير من مجريات الامور شيئاً. فالهجرة اليهودية تعاظمت ومحاياة بريطانيا لليهود
تزايدت: الى ان انفجر الوضع عام 651551.
ومن الطبيعي ان تتابع «الكرمل» مجريات الاحداث هذه وان يكون لها موقف منهاء ونجد
نصار يحاول استعراض الماضي في مطلع عام .157١ مقارناً ما تم على الساحة الفلسطينية بين
ما قام به الوجهاء الفلسطينيون وما حققه القادة الصهيونيون. فعلى الصعيد الفلسطينى يذكر:
١ انعقاد سبع مؤتمرات؛ ؟ ارسال ثلاثة وفود لانكلترا وواحد للحجاز وآخر للعراق؛ ” - رفع
الاحتجاجات؛ ؛ اقامة حفلات تكريم وتأبين؛ © ترميم الجامع الاقصى. هذا ما حققه القادة
الفلسطينيون, اما القادة الصهيونيون فقد حققوا: ١ جلب ثمانين الف مهاجر؛ ” شراء مليون
ومائتي الف دونم؛ " انشاء عدة معامل تصدر انتاجها للبلدان العربية؛ 4 السيطرة على
التجارة؛ © بناء عشرات المستوطنات.
وبعد هذه المقارنة يعرض نصار المقترحات التالية: ١ انشاء شركات لشراء الاراضى
للحؤول دون انتقالها لليهود؛ ؟ _جمع اموال من بلدان العالم الاسلامي وبناء «ازهر» في فلسطين
وشراء الاراضي للاوقاف؛ ” تنمية الزراعة والصناعة04.
اما موقف «الكرمل» من اطمئنان الساسة الوجهاء لصدور الكتاب الابيض عام ١970
فموقف ساخر وعنيف ؛ فقد كتبتت تقول: :
«تلقى العربي فرحاً متهللاً ايقاف المهاجرة اليهودية ايقافاً مؤقتاً وهو لا يعلم ما يخبيء
له القدر. هو لا يعلم ان ايقاف المهاجرة مع بقاء السياسة الصهيونية على حالها لا ينفع العرب
بقدر ما ينفع اليهود . العربي الفرح بايقاف المهاجرة الموّقت اشبه بطفل يلهو باللعب عن النار التي
تتقد حوله في غرف المنزل»(0). |
هذا الخط السياسي الملتزم لم يرق لسلطة الانتداب, مما حملها على محاكمة صاحب
١ك - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10663 (4 views)