شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 167)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 167)
- المحتوى
-
الاقتصادية المحابية لليهود والمضايقة لاهل فلسطين. كما ان سيل الهجرة اليهودية لم ينقطع.
وازدادت عمليات بيع الاراضي لليهود واقتلا ع الفلاحين العاملين منها. واستمر المفتي, زغم كل
ذلك على علاقاته الودية مع البريطانيين لدرجة انه طلب قوة من الشرطة لحمايته.
في هذه المرحلة كان الشيح عز الدين القسامء السوري المولد, قد اصبح رئيساً لجميعة
الشبان المسلمين في حيفاء واخذ يناصب السياسة البريطانية الصهيونية العداء السافر, فراح
بعد انتفاضة عام ١975 يتجول في قرى شمالي فلسطين, وتمكن من انشاء خلايا سرية ثورية» .
وبدأ بتحضير اسلحة للقيام بثورة ضد سلطة الانتداب التي اعتبرها حامية للصهيونية . وفي هذه
الاثناء. ازدادت استفزازات الصهاينة فمن تدريب عسكري سافرء الى تهريب اسلحة: الى استيلاء
على الاراضي واخراج المزارعين منها. كل ذلك دفع القسام لبدء ثورته. بعد ان تيقن من هزال
المواقف السياسية في مواقف القيادات الفلسطينية. وسقط الشيخ شهيداً عام 117, فشيع في
حيفا بمظاهرة وطنية كبرى نادت بسقوط الانكليز والوطن القومي اليهوديء ونتج عن ذلك اضطرار
القيادات الفلسطينية الى الابتعاد عن التعاطي الودي مع سلطة الانتداب: تحت ضغط الجماهير
الناقمة على سلطة الانتد اب اكثر من نقمتها على الصهيونيين. واخذ جو التوتر يشتد في فلسطين»
وانفجر الوضع في يافاء سنة 1577., فاعلنت سلطة الانتداب قانون الطواري. فاعلن الاضراب
العام في فلسطين وعمت المظاهرات كافة المناطق» فاستقدمت بريطانيا قوات عسكرية اضافية,
وبدأت بسياسة قمع دموية رهيبة. وفي الوقت نفسه, نشطت اتصالات بريطانيا مع حكام
السعودية والعراق والاردن لحمل الفلسطينيين على حل الاضراب الذي استمر ستة اشهر. ونزولا
عند طلب هؤّلاء الحكام, دعت اللجنة العربية العليا الى حل الاضرابء بناء على تعهدأت هؤلاء
الحكام بحث بريطانيا على الاستجابة لمطالب الفلسطينيين. وكان ان هدأت العاصفة الى حينء
واخذ القادة الفلسطينيون يطالبون بالاستقلال اسوة ببقية البلاد العربية» في حين كان
الصهيونيون يعارضون ذلك بشدة في هذه المرحلة. وعادت النقمة من جديد لتظهر بعنف ضد
بريطانيا بسيب عدم استجابتها لهذا المطلب الاساسيء؛ لاسيما بعد اعلانها عن مشروع التقسيم
الذى رفضه الفلسطينيون بقوة. وتجدر الاشارة الى ان الصلات الودية بين بريطانيا والقيادات
الفلسطينية قد انقطعت اضطرارياً تحت ضغط الجماهير. وعادت سلطة الانتداب الى سياسة
القمع والبطش والنفي بعد اغتيال اندروز حاكم لواء الجليل. واتخذت هذه السلطة قراراً بحل
اللجان القومية وتجريد الحاج امين الحسيني من كل مناصبه؛ الامر الذي ادى الى اشتعال الثورة
المسلحة الكبرى في كل ارجاء فلسطين. فعمدت سلطة الانتداب الى العنف الذي لم يحقق غايتها
في اخماد الثورة, مما اضطرها للتخلي عن مشروع التقسيم والعودة الى استخد ام نفوذ السعودية
والعراق لانهائها. ونتيجة لمداولات متعددة, صدر كتاب مكدونالد الابيضء الذي تعهد بان لا
تصبح فلسطين دولة يهودية بل دولة «يقتسم فيها شعبا فلسطين العرب واليهود السلطة الحكومية
| على نحو يصون المصالح الحيوية لكليهما». ولقد عارض اليهود مضمون هذا الكتاب وتعهدوا
بمقاومته حتى النهاية. اما اللجنة العربية العليا فانها رحبت بهء مع التحفظ على بعض نقاطه.
واستطاعت بريطانيا عام 119 الاجهاض على الثورة سياسياًء بعد ان عجزت, ولمدة ثلاث
سنوات»ء من الاجهاض عليها عسكرياً.
ان التعب من القتال والضغط العسكري المتواصل والامل في ان تتحقق بعض جوانب
الكتاب الابيضء بالاضافة الى معاناة العجز في الاسلحة والذخائر, كل ذلك اسهم في عرقلة
استمرار الثورة. ثم ان اقتراب العالم من حافة الحرب العالمية الثانية حمل الفرنسيين على قمع
مقر رئاسة الثورة في دمشق قمعاً تاماً. ولم تكد تعلن الحرب العلمية الثانية حتى اخذت الثورة
طريقها نحو الاضمحلالء: واصبح في ومع مكمايكل ان يقول في احد تقاريره: «ان المجتمع العريي
111 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22442 (3 views)