شؤون فلسطينية : عدد 140-141 (ص 4)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 140-141 (ص 4)
المحتوى
مجلس الاغلبية والطريق الجديد
فيصل حوراني
بانعقاد الدورة السابعة عشرة للمجلس الوطني الفلسطيني في عمان, خطت منظمة التحرير
الفلسطينية الخطوة الشرعية الاولى على مستهل طريق جديدة؛ ولم يكن في الامر اية مفاجأة فقد
تضافرت عوامل عديدة: بعضها انطوت عليه ظروف ما قبل الخروج من بيروت» وتشكل بعضها
الآخر بعد الخروجء فاوصلت المنظمة الى العتبة التي تضع اقدامها عليها الآن.
ما هي هذه الظروف ف الحالتين؟.
وما هي طبيعة الدرب الجديد؟ والى اي مدى يمكن استشراف آفاقه؟
تلك, كما يقال. هي الاسئلة, وهي توجزء في الواقع, ركاما من الاسئلة يدور ويدور فوق 2
ساحة العمل الوطني الفلسطيني منذ عامين وتتحدد في ضوء الاجابات المقدمة لها مواقع القوى
ومواقفها وأصطفافها بين متحالفة ومتنابذة.
اما الظروف التي سبقت الخروج من بيروت فقد افرزت: مما له صلة بحديثنا هذا » امرين
متعارضين:
اول الامرين» ايجابيء: يتمثل في نضوج الفكر السياسي الفلسطيني وتطوره الى مستوى
القدرة على التعامل مع روح العصر والتفاعل مع تطوراته الايجابية» وهو نضوج نجمت عنه
مواقف استفادت من الاستقلال النسبي الذي تور للمنظمة في لبنان ولم تلبث ان استقطبت
غالبية القوى الفلسطينية وذلك بعد ان صاغت للنضال الوطني الفلسطيني اهدافا قابلة للتحقيق
ومنسجمة مع الشرعية الدولية وموازين القوى. ملخصها العمل لاقامة دولة فلسطينية مستقلة
فوق ما يمكن تحريره من ارض فلسطين. وفي ظل مواقف كهذهء انتظم عمل الاغلبية الساحقة
داخل الارض المحتلة وخارجها على نحو بناء. ويدا كأن الرفض المطلقء الذي ووسم العمل الوطني
الفلسطينى في سنواته السابقة, على وشك ان يلقى براياته مستسلما لصوت العقل. بل انه يمكن
القول ان استسلام الرفض لصوت العقل قد اعلن» حقيقة؛ ابان الحصار الاسرائيلي لبيروت في
صيف ‎,.1١59875‏ حين تبارى قادة الرفض بانفسهم في تأكيد ثقتهم بزعامة ياسر عرفات وقيادته,
وخولوه التفاوض مع من يلزم التفاوض معه للخروج من ازمة الحصارء ووسكتوا عن اعلاناته
المتكررة بانه يقبل حلا لقضية فلسطين على اساس قرارات الامم المتحدة الخاصة بهذه القضية.
اما ثاني الامرين/ اللذين افرزتهما ظروف ما قبل الخروج من بيروت» فهو سلبي» وقد تمثل
في ترهل الجسد الوطني الفلسطيني ونمى الامراض التي نشأت من داخله بحكم بنيته الطبقية
وتكويناته الذاتية, او جاءت من محيطه العربي؛ لقد اصبحت ظواهر ما تلخص وصفه فيما بعد
بالفساد محسوسة الى الحد الذي لا يمكن السكوت عليه. وقد فاقم الآثار السلبية لهذا الفساد
وجود العدد الكبيرمن الخصوم الذين كانوا يغذون »من جهة, » ظواهر الفسادء ويضخمون صورتها
نشيونفلسطيزية !العدد ‎:١4١- ١4١‏ تشرين الثاني/ كانون الاول (نوفمبر/ ديسمير) 10
3
تاريخ
نوفمبر ١٩٨٤
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22323 (3 views)