شؤون فلسطينية : عدد 140-141 (ص 7)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 140-141 (ص 7)
- المحتوى
-
كلية مستفيدين من ضعف المنظمة ومن تزايد حاجتها الى سوريا. بعد الخروج من بيروت: وبعد
ان عملوا بانفسهم على اخراج قواتها المستقلة من بقية لبنان وتطويع ما بقي منها لصالحهم
مستخدمين في ذلك كل الوسائلء بما فيها دعم المنشقين عسكرياء وفرض الحصار على قوات
المنظمة في طرابلس. وثالث المستجدات هذا التمرد الذي وقع في صفوف «فتح» برعاية سوريا
فاعطى للسوريين ورقة يهزونها في وجه قيادة المنظمة كي ترضخ لمشيئتهم» او يستخدمونها بديلا
لهاء اذا اقتضى الامر وسنحت الظروف المواتية.
ان المتمردين رفعواء عشية انشقاقهم, راية الاصلاحء فان سلوكهم لم ينم ابدا عن
رغبة حقيقية فيه ذلك ان صفوفهم تصدرها نفر من رموز الفساد في «فتح». اما صفوف الذين
ايدوهم من الفصائل الاخرى فقد ضمت الذين كانوا سيصبحون وجبة الحصاد الاولى لاية
اجراءات اصلاحية حين تتم. ثم ان محاولات المنشقين لاكتساب الموالين اتبعت الاساليب ذاتها
التي شكوا منها. وبذا فان راية الاصلاح المنشقة لم تصبح راية جذابة؛ كما ان هذه الراية لم
تعد ترتفع في الصف الآخر الا في معرض الرد على المنشقين. ووسط البلبلة التي احدثتها
الممستجداتء ووسط حمى التنافس على شراء الضمائر والولاءات هنا وهناك؛ ومع استمرار روح
الفساد المستشرية من قبل وركوب رموزها لاحصنة الدعوة لمقاومة الانشقاق والتصدي للهيمنة
السورية. ضاعت, في واقع الامر. قضية الاصلاح برمتها.
ووجدت قيادة منظمة التحرير نفسها في وضع لا يحسدها عليه الا من كانت عيونهم فارغة؛
فالساحة الفلسطينية مقسومة ومرشحة لمزيد من الانقسام؛ وفي الساحة العربية قوى تتناوب
الضغط على المنظمة بين دعوتها الى القبول بالهيمنة التي تقود الى الاستسلام او القبول بالهيمتة
التي تدفع نحو العزلة» وذلك, في الحالتين» من اجل حسابات ليست هي حسابات منظمة التحرير.
وهكذاء بدل ان تجري مكافحة الفساد ازدادات الحاجة لغض الطرف عن مظاهرهء وبدل
ان تصلح المؤسسات عمت الحاجة للولاء الشخصيء وبدل تعميم اساليب العمل الجماهيري عمت
الاساليب التآمرية . وفي ظل منافسات غير عادلة وقوى غير مؤهلة اصلا للاصلاح, ما كان للامور
ان تسير على ذ نحو آخر.
وعلى مدى خمسة وعشرين شهرا بعد الخروج من بيروت» استمرت عملية شد وجذب على ثلاثة
محاور: داخليء بين الاغلبية والمنشقين؛ وعربي بين المنظمة وسوريا؛ وعربي آخر بين من يتمسك
في المنظمة ببرنامجها الوطني ومن يحاول دفعها على طريق الحلول الاميركية. وقد ارتكبت اخطاء
عديدة اثناء هذه العملية متداخلة المحاورء واختلطت اوراق وتشابكت مواقفء دون ان يؤدي اي
شيء الى رأب الصدع الداخلي او الى وقف نزيف الخلاف مع سوريا. ولعل من اسباب ذلك ان
المنشقين» ومعهم سورياء طلبوا رأس المنظمة بالذات فاجهضوا فرص المساومة على ما دون ذلك.
كما لعل من بين الاسباب ان اغلبية عربية ارادت لهذا الشد والجذب ان يستمر فيتحول الى صراع
مزمن يضعف منظمة التحرير وسوريا معاء فيضعف, بذلك, الصف الغربى المستند الى الصداقة
مع الاتحاد السوفياتي والواقف ضد الحل الاميركي. ويسهلء به؛ لمنظمي الفرح العربي -
الاميركي أن يقتادوا الجانبين كليهما الى الفرح.
ومن وسط عملية الشبد والجذب والتهليل العربي لهاء برز موقفان متميزان: على الصعيد
الفلسطيني موقف التحالف الديمقزاطي, الذي ضم الجبهتين الديمقراطية والشعبية والحزب
الشيوعي الفلسطيني وجبهة التحريز الفلسطينية؛ وعلى الصعيد العربي موقف الجزائر واليمن
الديمقراطي ؛ وهؤّلاء جميعا انخرطوا في محاولة طويلة للحيلولة دون وصول الصدوع الى نهاياتها.
ولان في المحاولة ما يستجيب لرغبات في «فتح» بان لا تقع اسيرة احضان عرب اميركا
وحدهمء فقد اثمرت الاتصالات عن توقيع اتفاق عدن الجزائر بين «فتح» وفصائل التحالف
1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 140-141
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39444 (2 views)