شؤون فلسطينية : عدد 140-141 (ص 14)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 140-141 (ص 14)
- المحتوى
-
ازدواجية النضال والانتماء الفلسطينى
تميزت المشكلة الفلسطينية بالازدواجية منذ بروزها كقضية سياسية مع نهاية القرن
التاسع عشر ويداية القرن العشرين. ففي الوقت الذي كانت فيه ولايات المشرق العربيء بما فيها
ولايتا عكا والقدس الشريفء تواجه مشكلة «التتريك» والهيمنة العثمانية كانت المناطق
الفلسطينية تواجه ايضا مسألة الاستيطان الصهيوني على الاراضي الفلسطينية التي بدأت مع
اقامة اول مسبتعمرة صهيونية (ريشون لتسيون) في عام ١١18417 وبدأً ذلك الاستيطان يستثيرريبة
العرب الفلسطينيينء فكان اول احتجاج سياسي لهم في عام .١44١ حيث «ابرق زعماء المسلمين
في القدس الى الصدر الاعظم يعربون عن تخوفهم من وصول اعداد كبيرة من المهاجرين اليهود
الى فلسطين»(0). 1
وقد اثار اهتمام الفلسطينيين بقضيتهم المباشرة (مواجهة الاستيطان اليهودي) ريبة
اشقائهم العربء الذين اتهموهم بالتقاعس عن النضال المشترك ضد الهيمنة العثمانية على
الولايات العربية. ويشير الى هذه الحالة ما رد بيه صاحب جريدة «الكرمل» نجيب نصار على اولئّك
العرب في افتتاحية جريدته بالقول: «نحن الفلسطينيين على شفا جرفء فالخطر السياسي
والاجتماعي والاقتصادي يهددنا من كل صوبء والامة التي تنازعنا البقاء في وطننا برهنت على
كونها امة حيّة. .. فلماذا لا يقوم ابناء الامراء والشرفاء والكبراء والمتعلمون والغيورون في فلسطين
لعقد مؤتمر يفكر بتنظيم جامعة عربية فلسطينية» "
لم تمنع هذه الخصوصية عرب فلسطين من الاستمرار الى جانب اشقائهم العرب في
نضالهم لاقامة حكومة عربية مستقلة؛ كانت بريطانيا قد وعدت بمثلها الشريف حسينء؛ شريف
مكة, اذا خاض الحرب الى جانبها ضد تركيا (مراسلات حسين - مكماهون) لكن كشف روسيا
البلشفية للوثائق السرية عن المعاهدات بين دول المتروبول الاوروبية (معاهدة سايكس - بيكو
ووعد بلفور باقامة وطن قومي لليهود في فلسطين) دفع ابناء فلسطين الى الاهتمام اكثر بقضيتهم
الخاصة: فانشأوا الجمعيات الاسلامية المسيحية التى عقدت اول مؤتمر لها في القدس في
كانون الثاني (يناير) 1515. مع ذلك توزع مندوبو المؤتمر على اتجاهين رئيسيين؛ احدهما نادى
«بخصوصية» مشكلة ولايات سوريا الجنوبية (عكاء نابلس والقدس الشريف)» والاخر نادى
بجعلها جزءا من «عمومية» المشكلة التي تواجهها سوريا ككل. وكانت الغلبة للتيار القومي» حيث
ورد في المذكرة التي اقرها المؤتمر لرفعها الى مؤتمر السلم المعقود في باريس «ان تكون مقاطعتنا
جنوب سؤرياء اي فلسطينء غير منفصلة عن الحكومة السورية العربية المستقلة المرتبطة
بالوحدة العربية خارجة عن كل نفون او حماية اجنبية»(). وعلى هذا الاساسء ساهم ممثلو
فلسطين في المؤتمر السوري العامء الذي عقد في دمشق في حزيران (يونيى) 21519 وتقرر فيه
التأكيد على «الاعتراف باستقلال سورياء ومن ضمنها فلسطينء دون حماية او وصاية»!؟). واعتبر
الفلسطينيون انفسهم من رعايا حكومة دمشقء التي وقف على رأسها الملك فيصل ابن الشريف
حسين.
في 1570., احتلت فرنسا جزءا من سوريا (الجزء المخصص لها حسب اتفاقية سايكس -
بيكو), وانهت بذلك سلطة الملك فيصل على سورياء حيث انتقل الى العراق وصار ملكا عليه . وشكل
سقوط حكومة سوريا العربية» خيبة امل للفلسطينيين؛ «فكان حدثا مريكا ومذهلا لعرب فلسطين
عامة. والعناصر النشيطة في قياداتهم التي شاركت في بناء هذا الحكم والدفاع عنه خاصةء("):؛
فعقدوا مؤتمرا خاصا بهم في حيفا في كانون الاول (ديسمبر) ,:155١ وطرحوا فيه مطلب اقامة
1١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 140-141
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10384 (4 views)