شؤون فلسطينية : عدد 140-141 (ص 21)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 140-141 (ص 21)
- المحتوى
-
الاخلاص لسدتكم السنية... لا يحل عقدتنا غيرك» واذا أراد الانجليز أن يعملوا فأنهم لا يجدون
أميرا اجتمع اليه الناس بهذا الشكل العجيب»05).
كانت هذه التظاهرة السياسية تمهيدا للدور المقبل الذي سوف يقوم به الأمير عبد الله بعد
أن تتوصل لجنة التحقيق الى النتائج التي سوف تعلنها. وكان عبد الله واثقاً من أن النتائج سوف
تكون لمصلحته. فقد كتب واكهوبء المندوب السامي البريطاني في فلسطين وشرق الأردن» الى وزير
المستعمرات «أن الأمير عبد الله مليء بالاحساس بما سيكون له من شأن في المستقبل»99).
على الصعيد الفلسطيني نفسه. كانت الأجواء أيضا تمهد لطرح مشروع التقسيم. فقد
أجرت حكومة فلسطين الانتدابية» عن طريق عدد من كبار.موظفيها الانجلينء اتصالات فردية
ويصورة سيرية للغاية مع عدد من الشخصيات والزعماء الفلسطينيين» عرضت عليهم خلالها فكرة
التقسيم, وحثتهم على الموافقة عليها والتعاون مع السلطات البريطانية على تنفيذهاء وان عددا
منهم أعلن موافقته على الفكرة من حيث المبداً. وقد ذكر ان هؤلاء الذين وافقوا: هم: راغب
النشاشيبي ويعقوب فراج وأسعد الشقيري وعيسى البندك, ومصطفى الخيري وعلي المستقيم
وسليمان التاجي وخليل تادرس(*), وجميعهم من أوساط الدفاعيين. وقد حانت نقطة الحسم
عندما رفعت اللجنة الملكية تقريرها الى الحكومة البريطانية في ؟؟ حزيران (يونيو) 1971 . وبدأت
الشائعات تدور والأخبار تتسرب عن ملإمج التقرير العامة. عندها تحرك الدفاعيين بشكل يجعلهم
طليقي اليد في قبول المشروع الذي سوف تعلن عنه اللجنة. وكان القيد الذي يكبل أيدي هؤلاء
هو اشتراك حزب الدفاع في اللجنة العربية العلياء وبالتالي التزامهم: في حال بقائهم في هذه الهيئة
التي تعبر عن الموقف الفلسطينيء بكل قرار ستتخذه. وكان واضحا من السجل التاريخي للحاج
أمين الحسيني الذي يقف على رأس اللجنة العربية» أن الرفض سيكون مصير كل مشروع
ينتقص من الحقوق الكاملة لعرب فلسطين في وطنهم . وهكذا فان انسحاب حزب الدفاع من اللجنة
العربية العليا كان خطوة لابد منها لاستقبال توصيات اللجنة الملكية بعيدا عن تأثيرات الحسيني.
وقد تمت هذه الخطوة في "' تموز (يوليو) 137 >» عندما أذاع مغنم مغنم, سكرتير حزب الدفاع,
بيانا أعلن فيه انسحاب الحزب من اللجنة العربية العليا بمبررات جانبية لم تكن لها علاقة
بالموقف الذي أشرنا اليه. فقد أورد البيان أن اجتماعات اللجنة العربية العليا «لم تكن بصورة
منتظمة, حسب ما تتطلبه حالات البلاد». و «أن أكثر الأعضاء بما فيهم مندوبو حزب الدفاع لم
يقفوا على كثير من الاجراءات والمفاوضات التي تتم باسم تلك اللجنة»» و «أن رئيس اللجنة ترك
البلاد في مثل هذه الأوقات العصبية دون اطلاع زملائه باللجنة», و «الحالة في البلاد أصبحت
خطرة من جراء الاغتيالات المتعددة, التي كان يجب على اللجنة أن تعالجها حق المعالجة»,
واستند لذلك ليعلن أن الهيئة المركزية لحزب الدفاع قررت أن يترك مندوباها راغب النشاشيبى
رئيس الحزب ونائبه يعقوب فراج اللجنة العربية العليا «لكي يستطيع الحزب أن يعمل لمصلحة
هذه الأمة مستقلا»(١١). :
غير أن هذه التبريرات لم تكن لتقنع الرأي العام الفلسطينيء «فقد شاع الاعتقاد بشكل
واسع في ذلك الوقت أن الانقسام كان لتمهيد الطريق أمام قبول الحزب بالتقسيم»"١). وقد أكدت
جريدة «فلسطين»., التي كانت آنذاك تؤيد خط النشاشيبيء حقيقة موقف حزب الدفاع عندما
علقت على الموضوع قائلة: «نحسب أننا لا نذيع سرا اذا قلنا أن سليمان طوقان: زعيم الجبل
الأشم [جيل نابيلس] كان من المتحمسين لفكرة الانسحاب إ[من اللجنة العربية | لآنه حريص على
أن تتقدم البلاد لتقول رأيها في تقرير اللجنة [ الملكية] وسياسة الحكومة: وهي طليقة اليد من كل
قيد غير معطلة أدوات التفكير والتعبير.(2'). وقد ربط دروزة بين هذا الموقف وتأثيرات الأمير عبد
الله على الحزب» فقد ذكر «أن قصد الحزب الرئيسي أن يكون حرا [عند] نشر تقرير اللجنة حين
حون - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 140-141
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22322 (3 views)