شؤون فلسطينية : عدد 140-141 (ص 50)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 140-141 (ص 50)
المحتوى
من قبل القيادة الهستدروتية الاشكنازية» التي لم تعمل على تبديل صفوفهاء رغم انضمام عشرات
الآلاف من اليهود الشرقيين الى الهستدروت كأعضاء.
وباختصارء فان مساهمة اليهود الشرقيين في فرع البناءء كمساهمتهم في الفرع الزراعي» لم
تؤّد الى الافادة المباشرة منه عبر توفير حلول لمشاكلهم السكنية؛ بل ‎١‏ دت الى تعزيز السيطرة
الاشكنازية عبر شركات البناء المختلفة على هذا الفرع. عن طريق استغلال الطلب المتزايد في
السوق على البناء السكني والعام من جهة, واستخدام طاقة عمل واسعة ورخيصة نسبيا من
اليهود الشرقيين والعمال العرب من جهة اخرى.
اما الفرع الثالث الذي استقطب طاقة عمل واسعة بين اليهود الشرقيينء فكان الفرع
الصناعي الذي بدأ تطوره متأخرا نسبيا في النصف الثاني من الخمسينات: وذلك بسبب التركيز
الكبير بعد قيام اسرائيل مباشرة. على فرعي الزراعة والبناء. الضروريين لتوفير الغذاء والمسكن
للمهاجرين, ثم بسبب قلة الموارد المالية التي كان يمكن استثمارها في هذا الفرع. ومهما يكن فان
. تطور الصناعة؛ لم يكن ايضا بمعزل عن تأثيرات الهجرة الجماعية الى اسرائيل خلال
الخمسينات. خصوصا هجرة اليهود الشرقيين. فأتساع سوق الطلب المحلىي بعد قدوم هذه
الهجرة؛ ثم الحاجة الى توفير عمل دام للمهاجرين, بدلا من الاعمال المؤقتة في المشاريع المخططة
التي كانت تبادر اليها الحكومة» والتي لم تمنع حدوث بطالة واسعة بين صفوفهم خلال العقد
الاول بعد قيام اسرائيل كانت من الامور التي شجعت وربما املت التطور الصناعي في اسرائيل.
وكما جرى استغلال طاقة العمل الرخيصة والواسعة بين اليهود الشرقيين في فرعى الزراعة
والبناء. فقد بدأ ايضا مسار التطور الصناعي بأستيعاب اعداد غفيرة منهم في المشاريع التي لا
تتطلب خبرة مهنية مميزة في كافة الفروع الصناعية. خصوصا صناعة الانسجة والاغذية. فمثلاء
وصلت نسبة العمال اليهوب الشرقيين بين العاملين في فرع الصناعة, سنة ‎1531١‏ , الى 8,١؟1/‏
بزيادة مقدارها 7 على نسبة مشاركتهم الشاملة في طاقة العملء وكانوا يشكلون النسبة الاكبر
من العمال في ‎١١‏ فرعا صناعياً. من بين 1 فرعاً خلال تلك السنة(). وقذ ساهمت الحكومة .
الاسرائيلية في دفعهم نحو العمل في الصناعة, من خلال تركيزها على تطوير المشاريع؛ التي لا
تعتمد على خبرة مهنية كبيرة» وانما على ايدي عاملة كثيرة, وذلك في المرحلة الاولى من التطوير
الصناعى. فخظة التطوير الصناعى التى اقرتها الحكومة الاسرائيلية للفترة ‎ 1951/‏ 1931, قد
بنيت على اساس توفير اعمال غير مهنية ل 71 الف عامل تقريباً يشكلون نحى 17/ من طاقة
العمل المرشحة للاستيعاب في الصناعة في تلك الفترة(): وكانت اغلبية هؤلاء من العمال اليهود
الشرقيين.
الهوة في مستوى المعيشة
ادى تركيز العمال اليهود الشرقيون في المراتب السفلى من سلم العمالة, والاشكناز في مراتبه
العلياء الى هوة عميقة في مستوى المعيشة بينهم. والحقيقة هي ان هذه الهوة قائمة منذ انشاء
اسرائيل وبدء استيعاب الهجرة الجماعية خلال الخمسيناتء ويزداد اتساعها كلما اشتد تأزم
الاوضاع الاقتصادية هنالك: حيث يسوء وضع «سكان الضائقة» او الفقراء, رغم نظام الخدمات
الاجتماعية المتبع في جميع المجالات. وعملياء فان الهوة في مستوى المعيشة هي عبارة عن مجموعة
من الهوات القائمة بين ابناء الطائفتين في مجالات الدخل المالي والسكن والتعليم والاستهلاك,
تشكل في مجموعهاء صورة كاملة للهوة الاجتماعية القائمة بينهم.
6
تاريخ
نوفمبر ١٩٨٤
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22323 (3 views)