شؤون فلسطينية : عدد 140-141 (ص 54)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 140-141 (ص 54)
- المحتوى
-
ولا تقتصر الهوة في الدخل بين الاشكناز واليهود الشرقيين على فئة الاجراء بينهم فقطء وانما
هي شاملة, وفق نتائج احصاء الطاقة البشرية العاملة الذي اجراه مكتب الاحصاء المركزي في
اسرائيل سنة 14171/1917/0. فقد اخذ نموذج معين من اسر الطائفتين» وقسم الى عشر درجات
(سميت اعشارا) حسب معدلات الدخل الفردي القائم (انظر الجدول رقم 4)؛ بحيث شمل العشر
الاسفل تلك العائلات التي لم يتجاوز معدل الدخل الفردي لديها ما قيمته 1٠٠١ ليرة شهريا خلال
تلك الفترة, بينما شمل العشر الاعلى العائلات التي بلغ معدل الدخل الفردي بها نحى 55٠١ ليرة
شهريا. وقد اثبت نتائج هذا التقسيم ان ابناء الطوائف الشرقية يشكلون الاغلبية في العشر
الاسفل (255,5/) والاقلية في العشر الاعلى (/25.1/) بينمان يشكل الاشكناز الاغلبية في العشر
الاعلى (؟,١77/) والاقلية في العشر الاسفل .)/١8,1(
اضافة الى ذلكء فان الهوة في الدخل لا تقتصر فقط على العائلات العاملة بين ابناء
الطاتفتين: وانما تمتد ايضا لتشمل تلك التي لا يعمل اربابها (متقاعدونء ذوى عاهات الخ) بين
اليهود الشرقيين والغربيين» حيث يلاحظ ان هناك هوة بين معدلات الدخل السنوي لكل منهاء لغير
صالح العائلات الشرقية . ويعود السبب في ذلك الى ما تملكه العائلات الاشكنازية من هذا النوع
من ممتلكات اووسائل انتاج مستثمرة» وما تحصل عليه من مساعدات خارجية بالعملة الصعبة,
على غرار التعويضات الفردية من المانيا الغربية» بينما تعتمد العائلات الشرقية من هذه الفئة,
على ما يقدم اليها من مخصصات اجتماعية محدودة.
الهوة السكنية: تشكل الهؤة السكنية القائمة بين اليهوب الشرقيين واليهوب الاشكنازء
مظهرا آخرا من مظاهر التفاوت في مستوى المعيشة بينهم. وتعود جذور هذه الهوة الى ايام المعاير
ومعسكرات المهاجرين خلال الخمسينات والنصف الاول من الستينات: حيث كانت اسرائيل
تواجه ازمة سكنية حادة, بسبب تدفق الهجرة الجماعية اليها. وقد تركز نشاط اسرائيل خلال تلك
الفترة» على انشاء قاعدة سكنية عامة في مدن التطويرء وفي المستوطنات الجديدة, لاستيعاب مئات
الآلاف من المهاجرين الجددء خصوصا الشرقيين منهم. الا ان تلك القاعدة التي كانت تتميز
بمساكنها الضيقة ونوعية البناء الرديئة؛ لم تكن ملائمة لسكن الاسر اليهودية الشرقية الكبيرة في
غالبيتها. ومهما يكن فان اسرائيل لم تستطع توفير حلول سكنية كاملة لجميع المهاجرين ضمن
هذه المساكن العامة, سواء في مدن التطوير او في المستوطنات الزراعيةء فبقي جزء كبير من
المهاجرين الجددء ومعظمهم من اليهود الشرقيينء يعيش داخل الاحياء الفقيرة في المدن الكبيرة
او في ضواحيهاء في ظروف سكنية يائسة. وقد اصبحت هذه الاحياء والضواحيء باكواخها
. وابنيتها القديمة؛ التي لم تتمكن اسرائيل حتى الآن من تطويرها | و ترميمهاء بمثابة حزام أسود
يلف تلك المدن او يخترقهاء فيفرز ظواهر اجتماعية سلبية عديدة.
وقبل الخوض في مميزات وحجم الهوة السكنية القائمةبين اليهود الشرقيين والغربيين, لا
بد من الاشارة اولاء الى ان هناك نوعين من البناء السكني في اسرائيل: البناء العامء الذي تبادر
الى انشائه الحكومة والمؤبسسات العامة والسلطات المحلية, والبناء الخاص الذي تشيده شركات
بناء واسكان تعمل وفق اعتبارات الربح والخسارة» جزء منها ينتمي الى القطاع الخاصء والجزء
الآخر الى الهستدروت. ان البناء العام موجه في الاساس لسد حاجات اسرائيل الاجتماعية
العامة كتوفير مساكن للمهاجرين ولسكان الاحياء الفقيرة. خاصة في مدن التطويرء بينما توجه
اغراض البناء الخاصء منذ قيام اسرائيل وفق ربحيته, التي املت تخصيص البناء السكني به
للفكات السكانية القادرة ماديا. والاختلاف في اغراض كل من فرعى البناء المذكورينء انعكس
ايضا اختلافا في نوعيتهماء سواء لناحية مساحة المساكن في كل منهما (التي وصلت الى ١ مترا
وك - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 140-141
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)