شؤون فلسطينية : عدد 140-141 (ص 68)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 140-141 (ص 68)
- المحتوى
-
وقد حذد وزير المعارف والثقافة زلمان آران في حينه. اهداف برنامج الاصلاح المذكور بقوله,
انه سيؤدي الى انجاح الدراسة في المراحل الابتدائية والاعد ادية والثانوية» بواسطة استنفاد قدرة
التلاميذ وابراز كفاءاتهم» وتوجيههم وتأهيلهم وفق ميولهم: ثم دفع ابناء الطوائتف الشرقية في
المجال التعليمي وتشجيع مجرى التقارب بين ابناء الطائقتينٍ الشرقية والغزبية من جيل الشياب*")
. وتحدث ايضا رئيس اللجنة البرلمانية النائب ريملط حول اهداف برنامج الاصلاح بقوله» ان
النظام الجديد سيؤدي الى التقاء تلاميذ من طبقات وطوائف مختلفة؛ مما يخلق تحديا وتشجيعا
لدى التلاميذ الضعفاء بوجه خاص*. اي ان الاهداف المعلنة من وراء برنامج الاصلاح
المذكور. تمثلت في رفع مستوى التعليم والتحصيل العلمي والثقافي في جميع المراحل الدراسية,
ثم تقليص الهوة القائمة بين «ابناء الشعب»» فيما يتعلق بمستواهم الثقافي وفرص اندماجهم في
المجتمع» وذلك بواسطة جمعهم في اطارات مدرسية مشتركة, خصوصا في المرحلة الاعدادية.
الا ان الهدف غير المعلن من وراء هذا البرنامج» كان عمليا السعي الى تحقيق الانصهار
الكامل للاولاد اليهوب الشرقيين في الثقافة الاشكنازية الغربية» التي كان ولا زال طابعها ومضمونها'
يسيطران على الاطر والبرامج التعليمية في اسرائيل؛ قالبا وجوهرا. وكانت الخطوة الاساسية التي
نفذت» هي انشاء صفوف «نموذجية» مختلطة من الطلاب الاشكناز والشرقيين في آن واحدء ثم
تقسيمها الى فئات وفق مستوى الطلاب. ولم تكن البرامج الدراسية التي وضعت خصيصا لهذه
الصفوف, تتلاءم ومستوى الطلاب الشرقيين الذين وضعوا في الفئات المتدنية, وانما تلاءعمت
ومستوى تحصيل الطلاب الاشكناز في الفئات العلياء مما ادى الى فشل برنامج الاصلاح المذكور
من اساسه. «فبدلا من ان يكون التوحيد لقاء بين ثقافات, واخصابا واثراء متبادلين» فقد تحول
الى اداة وتعبير عن التجاهل الكامل لجميع قيم وتقاليد ومفاهيم ومعايير مجموعة عرقية واحدة.
وصفت كمن هي «بحاجة الى رعاية». [لذلك] لم يكن بالامكان نجاح توحيد كهذاء اذ بدلا من ان
يكون منفذا لتوفير فرص متكافتة في التعليم» فقد ادى الى تعميق اللامساواة» وابرز مثال على ذلك
هو وضع الطلاب الشرقيين ونسبة تمثيلهم القليلة في الجامعات الاسرائيلية اليوم»!”" .
علي اي حال يبدو ان اي برنامج اصلاح تضعه الاجهزة المختصة في اسرائيل؛ لسد او
تضييق الهوة القائمة في مجال التعليم بين ابناء الاشكناز وابناء اليهود الشرقيين» لن يكتب له
النجاح طلما بقيت على حالها العوامل المسببة لهذه الهوةء خصوصا مستوى الانجاب المرتفع
والدخل المتدني لدى المعيلين من اصل شرقي. وحتى اذا جرى تحييد هذين العاملين» اي تحقيق
مساواة في مستويى الانجاب والدخلء فان افضلية الغربيين من الناحية الثقافية والاقدمية
والمهارة وما شابه ذلك, تجعل احتمال سد الهوة القائمة بين ابناء الطائفتينء في المستقبل المنظور.
امرا غير قابل للتحقيق. وما يمكن تأكيده الآن في ظل المعطيات الحالية وبعد فشل برامج
الاصلاح السابقة التي وضعتها الحكومة؛ هو ان معالجة مسألة الهوة التعليمية» لا يمكن فصلها
في اي حال من الاحوال عن معالجة اسباب وظواهر الهوة القائمة بشكل عام. وهذا ما ادركته
الاجهزة الرسمية؛ منذ مطلع السبعينات على الاقلء اثر تردي الاوضاع الاجتماعية بين السكان
الشرقيين وتفاقم ازمات الشبيبة بينهم» رغم سياسة الانعاش الاجتماعي المتبعة في اسرائيل,
والتي تومن في اطارها خدمات معينة في مجالات الدخل والضمان الاجتماعي والتعليم والاسكان
والصحة, وتوفير اماكن عمل لجميع السكان.
/ا1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 140-141
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39440 (2 views)