شؤون فلسطينية : عدد 140-141 (ص 74)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 140-141 (ص 74)
- المحتوى
-
نطاقها في المدينة والريف. وتفشت انماط جديدة من الاستهلاك التفاخري والرفاهي غير المعروفة
سابقاء واحدثت هذه بدورها تبدلات جديدة في العادات والتقاليد والقيم الاجتماعية واشكال
السلوك الحياتىء التى تشيع المزيد من الاوهام لدى قطاعات واسعة من الفئات الوسطى
وتستنزف طاقاتها في السعي وراء تحسين الموقع الطبقي والمهني والتنافس مع الاستهلاك07©.
لكن مع ذلك: فقد ربط هذا النمط من النمى الرأسمالي السريع البلاد باسرها ومختلفم
الطبقات والمناطق» بما فيها الاكثر محافظة وتقليدية بنمط انتاج مهيمن ورئيسي هو نمط الانتاج
الرأسمالي, وبعلاقات الانتاج الرأسمالية التي تغلغلت الى مسام المجتمع بأسره. ان الرأسمالية
المحلية التابعة تربط البلاد في اطار سوق واحد متسع ومتعاظم الحجم ومندمج كليا في السوق
الرأسمالي العالمي. ونتيجة لهذاء فقد انحسرت بقوة جميع انماط الانتاج ما قبل الرأسمالية,
وارتبطت بقايا علاقات الانتاج ما قبل الرأسمالية بالسوق وسخرت في خدمة المنتجين الرأسماليين,
مثل بقايا العلاقات الاقطاعية والبطريركية والمعيشية شبه المشاعية. ونتيجة لضعف القاعدة
الانتاجية للاقتصاد الاردنيء فان قدزة هذا الاقتصاد على الصمود في وجه الازمات الرأسمالية
تكاد تكون معدومة. فهذا الاندماج السريع والعميق في اطار السوق الرأسماليء على قاعدة تبعيته
شبه المطلقة. تضع جميع الطبقات وجميع السكان تحت رحمة قوانين السوق الرأسماليء
وتعرضهم بقوة لنتائج الازمة الرأسمالية الدائمة والدورية» الامر الذي يكشف عن هشاشة
الاساس الذي يقوم عليه وضع الانتعاش والنمو السريع الذي يشهده الاقتصاد الاردني» ويفضح
ويعري الاوهام التي اشاعها هذا النمط من النمو والازدهار الرأسمالي الموقت. ولهذاء فمع عام
65م/ مالت معدلات النمو الى الانخفاض السريع؛ وخصوصا في عام ,١1417 حيث بدأت تظهر
علاّم الركوب الحاد على عدد من القطاعات. كما انخفض الطلب على الايدي العاملة ومالت الاجور
الى الانخفاضء فظهرت ظاهرة التسريحات الجماعية 9).
على ان العواقب الاجتماعية والاقتصادية لهذا النمط من النمى الرأسماليء رغم غلبة
الاتجاهات الكومبرادورية والطفيلية على طابعه العام, لا تقتصر فقط على توليده المزيد من
التأزمات والاختلالات التي تشيع الاستياء والاحتجاج العام بل تنطبق اضافة الى ذلك» جملة
من التحولات البنيوية التي لا يستهان بها رغم طابعها الجزئي وتراكمها البطيء نسبياء والتي
تصب في صالح تعزيز حجم الطبقة العاملة وتطوير خصائصها النوعية البروليتارية وتهيء لرفع
مستوى وعيها الطبقي.
قاذا كان صحيها ان اكتساب .الاقتصاد الوطني احجاما ضخمة ونموه السريع؛ لم يترافق
مع تبدل جوهري في الاوزان النسببية لمكانة القطاعات الانتاجية في اطار الاقتصاد الوطنيء فانه
من الصحيح؛ ايضاء ان قظاعات الانتاج قد شهدت نموا مطلقا سريعاء كما جدّ تحسن نسبي
هام على وزن بعض قطاعاتهاء وبشكل خاص قطاعات الصناعة التحويلية والتعدين والكهرباء
والانشاءات, التي شهدت وتيرة نمو سزيعة حسنت من مستوى مساهمتها في توليد الناتج المحلي
الاجمالي. كما تطورت البنية الداخلية للرأسمالية المحلية» سواء من حيث امتدادها وانتشارها
جغرافيا وقطاعياء او من حيث درجة تمركزها ونمو احجام مؤسساتها الكبرى.
تطور بنية الرأسمالية المحلية
يعنيناء هناء رصد بعض اوجه التحولات في بنية الرأسمالية المحلية» من حيث تأثيرها على
نمو الوزن العددي للطبقة العاملة ومدى تحسن مزاياها الداخلية» وليس تقييم اتجاهات نموها
7 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 140-141
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39439 (2 views)