شؤون فلسطينية : عدد 140-141 (ص 148)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 140-141 (ص 148)
- المحتوى
-
من هذا المأزق بالرغم من اختلالها لبيروت العاصمة
اللبنانية, ققد استمرت المقاومة الوطنية اللبنانية
والفلسطينية وبالرغم من كثافة القوات الاسرائيلية
المحتلة. وقد استعانت اسرائيل بالقوات الامريكية
وبالقوات المتعددة الجنسيات في محاولة منها للحيلولة
دون سيطرة المقاومة اللبنانية على بيروت. لكن ذلك,
كما تعلمون. لم يدم طويلا فقد وجهت المقاومة الوطنية
اللبنانية ضربات قاصمة الىرقوات المارينز الامريكية,
فاضطرت مع القوات المتعددة الجنسيات الى الرحيل
السريع عن بيروت. بعد ان انسحجيت القوات
الاسرائيلية تجر اذيال الفشل الى المناطق الجنوبية.
من هنا ندرك ان الغزى الاسرائيلي للبنان كان يهدف,
اول ما يهدف. الى اخراج القوات الفلسطينية من
مناطق الجنوب اللبناني والسيطرة على هذه المناطق من
اجل استغلال المياه اللبنانية وسرقتهاء وخلق منطقة
عازلة تسيطر عليها بنفسها او تضعها تحت حمايتها
من خلال وجود قوات موالية كقوات العميل انطون
لحد. :
صحيح اننا خرجذا من بيروت وانتشرت قواتنا في
عدد من البلدان العربية, ولكن ذلك لم يؤثر في
معنوياتنا او يقلل من تأثيرنا ما دمنا نوجد كقوى
مسلحة في بقاع اخرى من لبنان» فجاءت مؤّامرة
الانشقاق لتكمل ما بدأته اسرائيل من مخططات ترمى
الى اخراج المقاومة الفلسطينية نهائيا من لبنان. '
الانشقاق داخل «فتح» :
في العاشر من شهر ايار (مايو) لعام »١15/47 قام نفر
من اعضاء «فتح»: بتحريض وبدعم من اطراف عربية
معروفة باعلان التمرد العسكري والانشقاق عن حركة
«فتح» وقيادتهاء واستمر هذا الانشقاق في التوسع في
منطقة البقاع وفي دمشق مستخدما الاقتتال كوسيلة
لاشهار نفسه واحتلال المكاتب والمؤسسات في دمشق.
واصدرت قيادة فتح تعليماتها الى كل الكوادر بعدم
استخدام السلاح مهما كلف الامر. وقامت بالاتصال
بالقيادة السورية في محاولة منها لوقف الاقتتال وحقن
الدم القلسطينيء ولكنها لم تتوصل الى اية نتيجة.
كان الرد ان هذه المشكلة داخلية في «فتح» والمنظمة
.ولا يمكن حلها الا باتفاق الفرقاء المتنازعة, فعمدنا الى
المنظمات الفلسطينية والى اللجنة التنفيذية في محاولة
لوقف هذا النزيف المتدفق والذي يهدد الثورة
الفلسطينية بكل مؤسساتها. وقد بذل اعضاء اللجنة
التنفيذية ولجان من فصائل المقاومة جهوداً مضنية
لوقف الاقتتال واستخدام الحوار الهادىء لحل هذه
المشكلة. كما بذلت «فتح» من داخلها اقصى الجهود
للحوار مع هذه الفئّة المنشقة, فكانت ترفض الحوار او
تفرض شروطاً قاسية لا يقبلها عقل تستهدف حل
الحصركبة وقيادتها ومؤسساتها واعادة تنظيمها من
جديد. وامام كل هذه التطورات الخطيرة كان على
فصائل المقاومة المخلصة وعلى قيادة «فتح» ان تستمر
في ارسال الوساطات واحدة بعد الاخرىء لعلها تتمكن
من ايجاد حل مرض للجميع . ولكن المخطط كان يهدف
انهاء «فتح» واحتواء المنظمة بالنتيجة. وانتقلت
عمليات الاقتتال وتوسعت في منطقة البقاع؛ ونا فشلت
في تحقيق اهدافها طلب من قوات «فتم» ان تغادر
منطقة البقاع الى الشمالء ويالفعل تم ذلك. وكان قد
تم قبل ذلك طلب السلطات السورية من الاخ ابو عمار
مغادرة دمشق فورا.
تجمعت قوات «فتح» في معظمها في مدينة طرابلس
وضواحيها في الشمال اللبناني. ولم تمض اسابيع
قليلة الا وقد قامت قوات مسلحة مدعومة بقوى عربية
اخرى بمهاجمة قوات الثورة الفلسطينية في مخيمي
نهر البارد والبداويء ودارت معارك طاحنة, سقط فيها
المثات من الشهداء الفلسطينيينء ودمر نتيجتها
مخيما نهر البارد والبداوي وتشرد اهلهماء وتعرضت
مدينة طرابلس لموجات عاصفة من القصف المدفعي
الذي لم تشهد مثله سوى بيروت عندما كانت تقوم
السفن والطائرات والمدفعية الارضية الاسرائيلية
بقصفها. وانتهت المعركة بخروج قواتنا من طرايلس
لتنتشر مرة اخرى في البلدان العربية البعيدة. لقد
اسهمت القوات الفلسطينية في حرب الجبل في
بحمدون وسوق الغرب عندما طلبت منا القوى
اللبنانية ذلك: وكادت ان تصل الى مشارف بيروت لولا
أن طلب منها التراجع وعدم التقدم. وطلب من قوات
«فتح» بعد ذلك أن تنسحب الى منطقة طرابلس.
والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا هذا الاقتتال وماذا
اختيرت «فتح» هدفا للمؤامرة.
حركة «فتح» هي اكبر المنظمات الفلسطينية, وهي
التي بادرت باطلاق الرصاصة الاولى عام 1976,
وتمثل العاموب الفقري في حركة المقاومة الفلسطينية,
فاذا كسر هذا العامود الفقري وتحطم اصبحت الثورة
الفلسسطينية بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية
اشلاء محطمة تسهل السيطرة عليها واحتواؤهاء
١ /ا - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 140-141
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10384 (4 views)