شؤون فلسطينية : عدد 140-141 (ص 153)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 140-141 (ص 153)
المحتوى
لن ننسى المناضل الوطني الكبير المرحوم الشهيد كمال
جنبلاط؛ ولن ننسى معروف سعد., والالاف من
الشهداء .من اقصى نقطة في جنوبه الى اقصى نقطة في
شماله. 1
ايها الاخوة:
لقد شكل خروجنا من بيرو ت عام 1147 نقطة
تحول تاريخية: حيث فقدنا مركرًا اساسيا لعملنا
الثوري. ومع ذلك فسيبقى التاريخ يذكر ذلك الصمود
الاسطوري العظيم للشعبين اللبناني الفلسطيني: على
وقفتهما الشامخة لثلاثة اشهر متواصلة؛ في وجه
الحصار الصهيونى لمدينة بيروت الخالدة.
لقد غادرنا بيروت بمسوجب اتفاق وتعهد خطي»
لحماية المدنيين الفلسطينيين واللبنانيين» وبيضمانة
دولية بان القوات الصهيونية لن تدخل بيروت. وخلفنا
وراءنا شعبا لبنانيا وفلسطينيا مدربا ومسلحاء وها هو
يواصل ضرباته للمحتلين الصهاينة؛ ويمنع جيشهم
من تثبيت دعائمه.
غير ان التحالف الامريكي ومن يدور بفلكه قد
انتهك ذلك الاتفاق وتلك الضمانة الدولية بارتكاب
جريمة العصر في صيرا وشاتيلا. حيث سقط المئّات من
الفلسطينيين واللبنانيين العزل من السلاح, نساء
وشيوخا واطفالا.
ايها الاخوة:
تستمر المشكلة السياسية في لبنان وما يراققها من
صراعات داخلية حتى يومنا هذاء ويعد ان مضى على
خروجنا من بيروت ما يزيد على السنتين. ان استمرار
المشكلة اللبنانية يؤكد من جديدء بأن الوجود
الفلسطيني في لبنان: لم يكن في يوم من الايام سببا في
المشكلة اللبنانية, كما كانت تدعي اسرائيل والفكات
اللبنانية المتعاملة معها. بل على العكسء فان ما يجري
اليوم في لبنان يثبت اننا كذا قوة رادعة في وجه كل توجه
واقتتال طائفى في ذلك القطر الشقيقء انطلاقا من
ايماننا بالوحدة الوطنية اللبنانية.
وبغض النظر عن الاسباب الحقيقة للمشكلة
اللبنانية» التي بذرتها قوى الاستعمار في لبنان» قان
مؤتمري الحوار في كل من جنيف ولوزان اوضحا عمق
المشكلة وصعويتها.
لقد دفع التحالف الامريكي الاسرائيلي بالازمة
اللبنانية في اتجاه الصراعات الطائفية. بهدف تقسيم
لبنان وتفتيته, على اسس مذهبية وطائفية» على غرار
هوية الكيان الاسرائيليء تمهيدا اتفتيت المنطقة
العربية وبلقنتها. وتمكين التحالف الامريكي
الاسرائيلي من السيطرة عليهاء والتحكم بمقدراتهاء
والنفاذ في النتيجة الى المناطق البترولية الغنية» الامر
الذي يضمن استمرارها وتوسعها على حساب الشعب
الفلسطيني والشعوب العربية الاخرى, وذلك خدمة
للمصالح الامبريالية العالمية ومصالح الولايات المتحدة
بالذات. ويهذا يضمن الاستعمار استمرار تدفق
البترول العربيء واستفلال الثروات الطبيعية في
' الوطن العربيء والسيطرة على منطقة استراتيجية
هامة في الصراع الكوني: تربط اوروبا بآسيا وافريقياء
وتتحكم بطرق مواصلاته البحرية والبرية والجوية.
من هنا فلقد طورت حكومة الولايات المتحدة
سياستها مع اسرائيلء وعملت على تنمية قدراتها
العسكرية العدوانية واستخدامها كقاعدة
استراتيجية. تستهدف اخضاع المنطقة وتهديد. الامن
السوفياتي» وتصفية وجوده الصديق في هذه المنطقة
من العالم؛ الى ان انتهت الى توقيع التحالف
الاستراتيجي, الذي كان الاول من نوعه في تاريخ
العسلاقات الامريكية الاسرائيلية. متحدية في ذلك كل
علاقاتها التقليدية والتاريخية في الوطن العربى.
ولكن هذا التحالفء بالرغم من كل ما رصدت له
الولايات المتحدة من امكانيات, وبكل ما قامت به
اسرائيل من ممارسات ارهابية؛ لم يستطع ان يصمد
امام ارادة الشعب اللبنانى الذى رأى اثار هذا
التحالف منذ الرابع من حزيران (يونيو) 1547, حتى
مجزرة صبرا وشاتيلاء فاتضحت له الصورة الكاملة
لهذا التحالف العدواني واهدافه. فتأكد له ان لا سبيل
للخلاصء: اي لا سبيل لاستعادة حرية ووحدة وعروبة
لبنان سوى المقاومة الوطنية؛ والكفاح المسلح, وهي
مناسبة لازجي التحية لرجال المقاومة اللبنانية
واخوانهم الفلسطينيين الذين يقفؤن معهم جنبا الى
جنبء في صنع اسطورة صمود جديدة متحملين في ذلك
كل ما تعرضوا له, وما قد يتعرضون له من غارات
وحشية؛ وصلت حتى الشمال اللبناني والبقاع الغربي
ويعلبك. وإذلك لم يكن مستغرياً فيما بعد. ان نشهد
هذا النهوض الوطني في لبنان؛ وهو يتجلى في اعمال
قدائية جبارة دفعت حكومة واشنطن. لاعادة النظر في
استراتيجيتها في لبنان فسحبت قواتها العسكرية منه.
ونتج عن ذلك إعادة ترتيب موازين القوى في لبنان
وشطب اتفاقية السابع عشر من ايار (مايو) . وكلنا ثقة
ان الشعب اللبناني, وهو يحاول اليوم عبر كافة
١
تاريخ
نوفمبر ١٩٨٤
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10384 (4 views)