شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 15)

غرض

عنوان

شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 15)

المحتوى

وحتى هذا يبدو انه بحاجة الى جهود وتضحيات اخرى كثيرة؛ اكرر جهود وتضحيات اخرى كثيرة.
غير انه من ناحية ثانية» وعلى رغم الانجازات التي حققها العمل الفلسطيني» والسياسات
العقلانية التي رافقتهاء والسعي الى ايجاد تسوية عادلة للقضية الفلسطينية, بشكل واسلوب
حظيا بتأييد عارم من قبل المجتمع الدولي؛ عدا بعض الانظمة هنا وهناك؛ على اهمية بعضها
واتساع تأثيره, بدا النشاط الفلسطينيء احياناء وبعد عشرين سنة من انطلاقته, كأنه ابعد ما
يكون عن تحقيق اي من أهدافه. والقول صحيح خصوصا بالنسبة للهدف الرئيسي الراهن المتمثل
في السعي الى تحقيق استقلال سياسي فلسطينيء ولو على جزء من ارض الوطن. بل بدا احياناء
في بعض اللحظات الحالكة, كأن الاطر السياسية التي أقيمت بجهد وتعب شديدين؛ ومن خلال
تقديم تضحيات جمة؛ توشك على الانهيار ممهدة لاعادة القضية الفلسطينية الى النقطة التى
بدأت منها قبل عشرين سنة؛ وكأن كل تلك الجهود والتضحيات قد ذهبتء او توشك ان تذهب
ولم نصل الى هذه الحالة» بالطبع» صدفة؛ بل ان ذلك نجم عن تقاعس واهمال واخطاء
واوهام عديدة ومتشابكة؛ فعلت فعلها وافرزت الوضع الذي نعيشه حالياء بعد عمليات خلط اوراق
فلسطينية وعربية واسرائيلية ودولية. كادت تعمي البصر وتسد كافة الطرق. والمسؤولية عن مثل
هذا الوضع يساهم فيها اكثر من طرف. فليست «طبيعة العدى الصهيوني» و «الامبريالية العالمية»
فقط هما اللتان تتسببان في نشوء الاوضاع التى نعيشها حالياء بل ساهمت في ذلك ايضاء وربما
ساعدت عليهء من خلال ردوب فعل او عدمهاء «طبيعة العرب», وكذلك ‏ وهذا! ما يعنينا اساسا
هنا - «طبيعة الفلسطينيين» او. على وجه التحديد؛ طبيعة «منظمة التحرير الفلسطينية» ومعظم,
ان لم يكن كل العاملين في اطرها من تنظيمات اوهيئات او افراد. والقصة طويلة وعريضة, وتحتاج
الى حديث غير قصير. ولأهمية مثل هذا الموضوع, لا بد من التكلم بصراحة.
اعداء الاستقلال الفلسطينى
جوبه النشاط الفلسطيني المتجددء منذ راح يتبلور في حركة فدائية, سرعان ما راحت
تتعاطى السياسة ايضاء وان تم ذلك في بداية الامر على طريقتها البدائية الفجة؛ بمعارضة شديدة
من قبل الكيان الصهيوني في فلسطين, رافقتها ايضا معارضة مماثلة, بدت في.ظاهرها اخف قليلاء
رغم انها كانت احيانا اشد شراسة؛ من قبل بعض الانظمة العربية. وسرعان ما التقت مصالح
الطرفين, حقيقة كانت ام وهمية؛ في سلسلة من الخطوات والاجراءات المعادية لابسط التطلعات
الفلسطينية. وبصورة متواصلة بدا معهاء على الصعيد الاستراتيجي: ان صح التعبير كأن هم
الحركة الوطنية الفلسطينية كان دفع المؤامرات عنها الواحدة تلو الاخرى, مقدمة في كل مرة
تضحيات جمة؛ لم تكن ثمة خبرورة لها لوكان الوضع العربي والفلسطيني على غيرما كان عليه.
لقد ركزت الحركة الفلسطينية تواجدها ونشاطهاء علنيا كان ام غير ذلك بصورة بدت
طبيعية للغاية؛ في ما سمي دول الطوق العربية؛ اي على وجه التحديد الاردن وسوريا ولبنان ومصر.
آملة ان تتاح لها ممارسة النشاط هناك وتجميع قواها الى ان تحين لحظة الانطلاق نحو فلسطين,
حربا ا وسلما. الا ان هذا التركيز. بالذات, دفع الى خلق تركيز مضاد, اسرائيلي ‏ اميركيء بهدف
تقييد النشاط الفلسطيني او تحجيمه؛ وان امكن القضاء عليه. وعملياء لم يكن في هذا التركيز
1

هو جزء من

شؤون فلسطينية : عدد 142-143

تاريخ

يناير ١٩٨٥

المنشئ

منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث

مجموعات العناصر

Generated Pages Set

Periodicals دوريّات