شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 17)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 17)
- المحتوى
-
على احتواء الرقم الفلسطيني؛ فقوى لديهم بالتالي اتجاه تجاهل الفلسطينيين ومنظمتهم.
ولقد اصيب هذا الاتجاه الاسرائيلي بنكسة قوية مع الاعتراف العالمي والعربي بمنظمة
التحرير الفلسطينية» في خريف العام 15174., ممثلا شرعيا وحيدا للفلسطينيين. بل راحت ترتفع
داخل الكيان الصهيوني بعض الاصوات الداعية الى اعادة النظر في الموقف من الفلسطينيين
عامة: ومنظمتهم خاصة. غير انه قبل ان يبلغ هذا المسار مداه ويفرز اية تغييرات ملموسة كان
«الرئيس المؤمن» انور السادات, في اولى «شطاراته» اياهاء يوجه طعنة لهذا الانجازء ولم يمر على
تحقيقه الا بضعة اشهرء بدعوته؛ في صيف العام 197/5. الى «اقتسام» تمثيل الفلسطينيين بين
منظمة التحرير الفلسطينية والاردن. وسرعان ما عاد الاسرائيليون الى مواقفهم السابقة: بل زادوا
من شراستهم بعد ان ادركوا ان في مسألة تمثيل الفلسطينيين من الجدية ما يمكن ان يفسد عليهم
الكثير. وقد يسد الطريق الى التفاهم مع العرب. ولذلك, كان لا بد من القضاء على مقولة التمثيل
والممثل معا. ومنذ ذلك الوقتء رأينا العجب العجاب من تواطؤ انظمة دول الطوق او بعض قادتها
مع العدو الصهيوني, كل حسب تطلعاته وقدراته . ففي سنة 1417/1 وفيما الحرب الاهلية مستعرة
في لبنان. في اولى حلقاتها. بعد ان اقحم الفلسطينيون فيها رغما عنهم, توصلت اسرائيل, بواسطة
الاميركيين: الى «تفاهم» مع نظام حافظ الاسد في سورياء غضت بموجبه الطرف عن دخول الجيش
السوري الى لبنان؛ وذلك بهدف معلن هو محاولة العمل على انهاء الحرب الاهلية في لبنان» وآخر
مبطن هو أحتواء منظمة التحرير الفلسطينية واخضاعها للارادة البعثو سورية. ولم يخيب جيش
الاسد آمال الاسرائيليين به. فدخل في معارك طاحنة مع القوات الفلسطينية؛ التي لم «توفره»
بدورها؛ وللتاريخ فقطء كان المنشق ابو موسى احد ابطال تلك المعارك: بطل «بحق وحقيق». وللتاريخ
ايضا «فقط», ان اسحق رابين: رئيس وزراء اسرائيل حينذ اك, قد وصف تلك المعارك بقوله المأثور:
لقد استطاع الجيش السوري ان يقتل خلال يومين عددا من «المخربين»(!) الفلسطينيين يفوق
ذلك الذي قتله منهم الجيش الاسرائيلي خلال سنتين!! ومنذ ذلك الوقت لم تتوقف, على كل حال
المحاولات البعثو سورية للسيطرة على لبنان والفلسطينيين واحتوائهم؛ وان كانت تخلع ثويا
وتلبس آخرء بين الفينة والاخرىء في ضوء المتاعب او التسهيلات التي كانت من نصيب الوجود
السوري هناك, حسب المزاج الطائفي السائد في البلد. ١
ولا تمر الا سنة ونيف على دخول القوات السورية الى لبنان حتئ كان السيد الرئيس انور
السادات يقوم بزيارته الشهيرة الى اسرائيلء التي ادت, في نهاية الامر, الى توقيع اتفاق سلم بين
الكيان الصهيوني ومصى. كبرى الدول العربية. وبموجب هذا الاتفاق «باع» السادات عمليا
المشرق عامة: والفلسطينيسين خاصة:, ومنظمة التحرير الفلسطينية بخصوصية اكثرء تاركا
للاسرائيليين حرية العمل في هذه المجالاتء لقاء استعادة الاراضى المصرية المحتلة في سيناء.
ومزاحمة الاسرائيليين على لعب دوراكبر في كنف السياسة الاميركية. ولقد استفادت اسرائيل من
حرية العمل التي منحت لهاء باخراج مصر من حلبة الصراعء افادة جمة؛ فكثفت استيطانها في
المناطق الفلسطينية المحتلة. وخصوصا الضفة الغربية, وشددت قبضتها على القدسء وقامت
بضم الجولان اليهاء وشنت عشرات الغارات الوحشية على اماكن تجمعات الفلسطينيين في لبنان..
وقبل ان يحين موعد تنفيذ المرحلة الاخيرة من اتفاق السلم ذاك بانسحاب اسرائيل من
سيناء, مما قد يزيح عن كاهل مصر عبئاً صعباً. ويفتح امامها الطريق للعودة الى لعب دور ما مؤثر
على الساحة العربية» كان بشير الجميل, بمباركة والده بيار ومشاركة كميل شمعون وغيرهم من
18 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 142-143
- تاريخ
- يناير ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22322 (3 views)