شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 23)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 23)
- المحتوى
-
القضية الفلسطينية مع الاردن. وقد تمسك الصهيونيون باكثريتهم, عدا عن التصحيحيين اجداد
الليكود, بثبات بهذا الموقفء باعتباره الخيار السياسي الواقعي الوحيد المفتوح امامهم. وكان
موثي شاريت (شرتوك)؛ وهى رئيس الدائرة السياسية في الوكالة اليهودية واول وزير خارجية في
اسرائيل بعد اقامتهاء من كبار مؤيدي هذا الاتجاه في السياسة الصهيونية؛ لدرجة لقبه بها بعض
معارفه باسم «شاريت الهاشمي». وقد تمسك الصهيونيون بخيارهم هذا في اكثر من مناسبة.
فعندما اقترحت لجنة بيل البريطانية, سنة 14717: تقسيم فلسطين الى دولتينء بين العرب واليهود.
وضم الجزء المخصص للعرب الى شرق الاردن: لم يثر الصهيونيون اية اعتراضات تذكر من حيث
المبدأ. ولم يكتب لهذا المشروع أن يرى النور في حينه؛ على كل حال؛ ولكنه نفذ اخيراء بشكل او
بآخر. مع صدور قرار تقسيم فلسطين في الامم المتحدة سنة 19817 وما تلاه من حرب عربية -
اسرائيلية وقيام اسرائيلء ثم ضم الضفة الغربية الى الاردن. ولم تثر الحكومة الاسرائيلية, في
حينه. اية اعتراضات تذكر على قرار الضم هذا ايضا. بل ان اقتراح حزب مبام, الذي كان آنذاك
في المعارضة: بادراج الموضوع على جدول اعمال الكنيست, لمناقشته على الاقل. سقط عند
التصويت عليه باكثرية اصوات الائتلاف الحكومي بزعامة بن - غوريون. ولم يستغرق النقاش
حوله الا بضع صفحات من محاضر الكنيست. وصمت الاسرائيليون. عموماء صمت اهل القبول
على اجراءات الضم تلك خلال فترة غير قصيرة.
وبعد احتلالها الضفة الغربية سنة 19717: حاولت اسرائيل العودة الى سياستها السابقة
ولكن هذه المرة من خلال منطق المحتل الذي يطالب بثمن باهظ لقاء تقديم بعض التنازلات من
جهته. ولم يكن الاردن» لاسباب مختلفة؛ في وضع يستطيع معه قبول هذا العرض الاسرائيلي؛ او
غيره من العروض والاقتراحات التي توالت. خصوصا وان الاسرائيليين راحوا يرفعون «الثمن»
سنة بعد اخرى؛ ؛ فبقي الوضع على ما هو عليه . واستغرقت عمليات الاخذ والرد هذه سنوات عدة,
استفاق كل من الاسرائيليين والاردنيين في نهايتها ليجدوا ان تطورات مهمة قد حدثت خلال تلك
السنواتء يبدو انهم لم ينتبهوا لها او يقدروها حق قدرها في حينهء تغيرت معها معطيات اساسية
عدة, بصورة تلزم كلا من الطرفين باعادة النظر في موقفه.
ففي اسرائيل» اخذ يتبلور» بعد حرب 2117311 تيار يميني متصلب غذته سياسات الاحتلال
والقمع والضم الزاحف للمناطق المحتلة. وراح هذا التيار يتسع سنة بعد اخرىء تماشياً مع المثل
المعروف: «الشهية تأتي مع الاكل». خصوصا بعد ان رفدته قوى اخرى «قومية دينية» » نمت
في ظل «تطوير» نظام التعليم الاسرائيلي وسيطرة المتدينين عليه. وبعد حرب تشرين الاول (اكتوبر)
47 ونتيجة للانعكاسات التي نجمت عنها وكرد فعل على الاحباط الذي ولدته؛ راح هذا التيار
ينمو ويتعاظم, الى ان وجد متنفساً له في الانتخابات العامة التي جرت في اسرائيل سنة 151/7 ٠
واسفرت عن فوز الليكود , بزعامة مناحيم بيغن» وتسلمه السلطة؛ لاول مرة في تاريخ اسرائيل. وتم
ذلك في وقت كان فيه التيار السياسي العام في اسرائيل يتجه عموما نحو التشدد والتصلبء لدرجة
دفعت بعض الظرفاء الى اسباغ لقب «الليكود ب» على حزب الغمل الاسرائيلي. ورافق هذا التحول,
كما يحدث عادة في مثل هذه الاحوال» ظهور حركات رجعية فاشية واضحة المعالم داخل الكيان
الصهيونيء مثل حركتي غوش ايمونيم وهتحياه؛ ثم منظمات الارهاب اليهودية. وانعكس هذا
التغيير في «المزاج» السياسي الاسرائيلي برمته سلبا على الموقف الصهيوني من الاردن ادى الى
افول نجم التيار «الكلاسيكي» اياه الداعي لحل القضية الفلسطينية اردنياء بعد ان راحت
>33 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 142-143
- تاريخ
- يناير ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22321 (3 views)