شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 25)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 25)
- المحتوى
-
يشك فيما اذا كانت لديها «عقول» او «ادمغة» تتابع شؤون العدو بالمستوى «العصري» اياهء
وتقدم استنتاجاتها لمن يعنيهم الامر. ولذلك؛ فالارجح هو ان جلالته يحصل على هذه المعلومات
من مصادر اخرى بديلة: بينهاء كما يبدو. اتصالاته المباشرة ولقاءاته. من حين الى آخر, مع
الزعماء الاسرائيليين انفسهم, والتي لا تنقطع؛ حسب ما تفيد به المصادر الاسرائيلية المختلفة؛
وكذلك النصائح والتقارير التى يحصل عليها من اصدقائه في الغرب: اضافة الى مثايرته على
متابعة شؤون اسرائيل شخصيا. ١
ان بيت القصيد في ذلك كله على اي حالء هو ان الاردن يدرك جيدا ان الريح الاسرائيلية
تهب في غير صالحه: ومن هناء باعتقادناء تبلور لديه الاتجاه للتعاون مع منظمة التحرير
الفلسطينية؛ كنوع من الاستراتيجية لا التكتيك. ويبدو ان هذا الاتجاه ازداد عمقا في الاردن بعد
ان اتضح لهء كما يقالء ان احالة القضية الفلسطينية المتعبة الى الفلسطينيين انفسهم
ومنظمتهم, والتركيز على تنظيم شؤون المنطقة الواقعة الى الشرق من النهر, هو ايضا عمل مفيد.
ان الحالة التي وصلت اليها القضية الفلسطينية: اقليميا وعربيا ودولياء تحتم على
الفلسطينيين والاردنيين التنسيق فيما بينهم تنسيقا وثيقا للغاية؛ ولوتم ذلك فقط جريا على قول
المثل: «التقى الخائب مع تعيس الحظء؛ باعتبار ان الفلسطينيين والاردن هما من كبار اللا -
مستفيدين من استمرار الوضع الحالي. كما ان الخطر الراهن الذي يتهدد القضية الفلسطينية,
ممثلا في محاولات هضم المناطق المحتلة سنة ١9717 صههيونياء يشكل في حال استكمال وقوعه
نقطة الانطلاق لخلق التهديد التالي الموجه للاردن: شرقي النهر. اما بالنسبة للفلسطينيين؛ فيكفى
التذكير ببعض البديهيات: ان العلاقة بين اي كيان او دولة فلسطينية قد تنشا في المستقبل وبين
الاردن هيء اولا وقبل كل شيءء. علاقة جغرافية؛ والجغرافيا ليس من السهل تغييرها. وإذا ما
انتهرنا بعثي او قومي عربي سابقء او ثابتء اومتاذ من النظام الاردني» مؤّنباً و «جازماً» -فهكذا
يحلو لاولتك ان يتكلموا عادة ان في هذا المسار ما يساعد الاردن؛ في نهاية الامر. على «ابتلاع»
الفلسطينيين, وذلك تحسسا من العقد الناجمة عن الممارسات السابقة: اوضحنا له ان القضية
الفلسطينية قد كبرت واتسعت وتشعبت وتجذرت» فلسطينيا وعربيا ودولياء لدرجة لم يعد معها
الاردن «المسكين» قادرا على «ابتلاعها»؛ واذا ما حاول ذلك وقبل ان يكمل محاولته. قد يصاب
بتخمة تكون قاتلة. اما بالنسبة لمخاوف الاردن نفسه من «الابتلاع»؛ ويقال ان مثل هذه المخاوف
قائمة؛ فان في تصرف الحركة الوطنية الفلسطينية. ممثلة في المقاومة ومنن لف لفهاء وفي التجارب
التى مرت بهاء ما يبدد هذه المخاوف. فهذه الحركة اقليمية النزعة للغاية, تركز بشدة على ارض
فلسطين, وترفض دائما محاولات جرها الى وطن بديل. كما ان لهذه الحركة والعاملين في اطارها
من التجارب مع الاقليمية العربية المضادة, المنتشرة لدى معظم الشعوب العربية: ان لم يكن كلهاء
ما يجعلها تتمسك بفلسطين اكثر فاكثر. وترفض اي محاولات لخلق بديل لها.
وخلاصة القولء ان الطريق ممهدة لقيام تعاون اردني - فلسطيني وثيقء بل ان هذا
التعاون هو ضرورة حتمية لمجابهة الاخطار التي تهدد الطرفين.
«التوازن الاستراتيجي».. والتخلف الحضاري
ان التدعوة ألى تعاون وتنسيق وثيقين. اردني فلسطيني» تثير عادة «تهما» وتساوّلات
51 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 142-143
- تاريخ
- يناير ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)