شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 29)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 29)
- المحتوى
-
التى كانت قد انتقلت الى هناك اثر احداث -:191١ 19171 في الاردن» الى الانتقال مرة اخرى
الى لبنان» هربا من الضغوط التي تعرضت لها. ومنذ ان دخلت قوات حافظ الاسد الى لبنان؛ في
صيف العام 14177, وحتى ذهاب السادات في زيارته الشهيرة الى القدسء كان همها الرئيسي
منصبا على كيفية تأمين السيطزة على الفلسطينيين هناك وتحجيمهم واحتوائهم. ولم تتوقف هذه
المحاولات بعد ذلك. وان لبست طابعا آخرء انتهى مرحليا بوقوف تلك القوات موقفا «استراتيجيا»
متفرجا على الغزى الاسرائيلي للبنان؛ ثم على حصار بيروت في صيف 1547, بل أن الادهى من
ذلك ان تتطور الامور الى اسوأء فتقوم سوريا بدعم وتغذية مجموعة المنشقين عن «فتح» في محاولة
لتنظيم انقلاب «تصحيحيء في منظمة التحرير الفلسطينية؛ ثم لا تتورع, بعد فشل تلك المحاولة,
عن المشاركة في حصار بري سوريا وبحري أسرائيلي «استراتيجي» مشترك ضد القوات
الفلسطينية في طرابلس مع اواخر سنة 1547ء وهو الحصار الذي انتهى باجلاء تلك القوات عن
المدينة.
اننا لسنا من كبار «المعجبين» ومبهوري الانظار بمنظمة التحرير الفلسطينية: ولا بنظام
«الابوات - الرفاق الاخوة» الذي يسيطر عليهاء بتشعباته وممارساته الغريبة احياناء والذي
يحتاج الى اصلاحات كثيرة. ولكن: على الرغم من ذلك: لا يبدو «النظام» الفلسطيني ٠ الذي انشآته
منظمة التحرير اسوأ بكثير من النظام البعثي التصحيحي المسيطر في دمشقء بل انه حتى يتفوق
عليه في نواح عدةء ولكن هذاء على اهميته. ليس بيت القصيد هنا؛ اذ ان هنالك شأنا آخر اكثر
خطورة. فالمهم هو ان الشعب الفلسطيني قد تمكن في ظروف دولية وعربية واقليمية بالغة التعقيد,
استنادا الى تأييد دولي واسع, ويعد تقديم تضحيات جمة:» من انشاء كيان سياسي معترف يه
هو منظمة التحرير الفلسطينية, بعد ان كان قد «اختفى» من خريطتي العالم, الجغرافية
والسياسية. ولكن رغم ذلك. ورغم التضحيات الجسام التي بذلت في هذا السبيلء لم يتمكن هذا
الشعب حتى الآن من استرجاع شيء يذكر من حقوقه الاساسية. والمصلحة «القومية»: قبل اي
اعتبار آخر (ونقول «قومية» بالمفهوم البعثي) تقضي بمساعدته, بواسطة دعم منظمته؛ مهما كانت
التحفظات البعثية المزعومة تجاههاء على ذلك. اما العكس فهو خطير للغاية» ويؤدي الى نتائج
خيمة: ليس بالنسبة للقضية الفلسطينية: بل للقضية العربية القومية عموما. فشطب منظمة
التحرير الفلسطينية , مثلاء لن يؤدي الى قيام ممثل آخر للفلسطينيين بدلا منهاء اي طائفو بعثي
مثلاء بل سيعيد القضية الفلسطينية برمتها الى ذلك الوضع من الضياع الذي ميزها خلال
الخمسينات واواكل.الستينات, وقد يودي الى تصفيتها النهائية. ولنا في الممارسات والمواقف
الدولية منذ مطلع القرن خير عبرة. فبعد الحرب العالمية الاولى رفضت عصبة الامم؛ عنوة وعلى
رؤوس الاشهاد, تطبيق مبدأ حق تقرير المصير بالنسبة لفلسطين, وقررت اعتماد سياسة تتبنى
اقامة وطن قومي لليهود فيهاء رغم ان عددهم في البلد لم يكن يتجاوز آنذاك 5 بالمئة, متجاهلة
رغبات الاكثرية العربية الساحقة. وبعد الحرب العالمية الثانية, قررت الامم المحدة تقسيم
فلسطين وإقامة دولة يهودية فيها. ولما تعثرت محاولات اقامة الدولة العربية الموازية في البلد
وضمت معظم اراضيها الى الدول. العربية المجاورة. واختفت القضية الفلسطينية تدريجياء لم
يحرك احد ساكنا. وباعتقادنا انه لو ضربت منظمة التحرير الفلسطينية واختفت من الوجود لعاد
الوضع الى ما كان عليهء وضاعت القضية الفلسطينية؛ وهذه المرة نهائياء على ما يعنيه ذلك من
ضرر للعرب ايضاء دون ان يسفر عبث البعث عن اية نتيجة؛ او يتمكن من تحقيق اي انجاز. بل
0. - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 142-143
- تاريخ
- يناير ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10406 (4 views)