شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 30)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 30)
- المحتوى
-
اننا نستغرب كيف لا يستطيع ذلك الفيلسوف البعثي المسمى عبد الحليم خدامء» وهو الذي كان
وزير خارجية لسنوات طويلة» ويفترض فيه ان يكون «فهيما»» ان يدرك مدى المخاطر والاضرار
التى قد تنجم عن تشدقه حول «بدعة» (كذا !) التمثيل الفلسطينيء ويتوقف عن تخرصاته في هذا
الصدد. |
وخلاصة القول ان النظام البعثي الحاكم في دمشق ليس سندا ولا حليفا للنضال
الفلسطينيء بل انه نظام طائفي فاشي يصب نشاطه في طاحونة اعداء الاستقلال الفلسطيني:
وهما اسرائيل والولايات المتحدة وهو ثالثهما. وبالتالي؛ ينبغي التعامل معه على هذا الاساس,
دون غيره. انه نظام يتحدث عن «توازن استراتيجي»: ويعمل من خلال تخلف حضاري. ولا خير
في «استراتيجيته». وكل الضرر في تخلفه.
الجغرافيا مهمة.. كالتاريخ
ان الدعوة الى اعادة النظر في الموقف الفلسطيثى من سورياء انطلاقا مما اوردناهء لا بد
وان تثير استنكارا لدى اولِمّك الذين تتلمذوا على الشعارات القومية» معتبرين ان سوريا هى القوة
الفاعلة. وربما الوحيدة, في المنطقة والتي لن تقوم قائمة للنضال الفلسطيني بدونها. وريماء ريما
فقطء يكون هذا الموقف صحيحا في الوقت الذي تحتضن فيه سوريا فعلا النضال الفلسطيني
وتسمح له بالعمل وتقدم له المعونة والتسهيلات الضرورية: ولكن عندما يتغير هذا الموقف ويصبح
هم البعثو سوريين السيطرة على الفلسطينيين واحتواءهم وتحجيمهمء ودفعهم الى السير على
طريق الممارسات البعثية الشاذة, يتغير الوضع كثيرا. وانطلاقا من مجمل التصرفات السورية
خلال العقد الاخير على الاقلء يبدو ان الوقت قد حان لتبديد الاوهام المضللة والتحرر من تحذيرها
وسخفهاء والكف عن اطعام انفسنا جوزا فارغا ووضع سوريا استراتيجيا وهذه المرة سنتحدث
نحن ايضا «استراتيجيا» في مكانها الواقعي الصحيح تجاه القضية الفلسطينية. وفي هذا
الصدد, لا بد من ان نعيد الى الاذهان اولى البديهيات, وهي ان سوريا لا تستطيع ان تشكل في
الاوضاع السياسية الجغرافية الراهنة, وفي احسن الاحوالء الا عاملا ثانوياء لا يستطيع ان
يصل ابدا الى مرتبة العامل الاولء لايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية. ويكلمة اخرىء يمكن
ان دعت الضرورة لذلك ايجاد حل بالتعاون مع الآخرين, اي مع مصر والاردن مثلاء دون موافقة
سورياء بل ورغم معارضتها. ولكن لا يمكن الوصول الى هذا الحل مع سوريا وحدهاء مهما علا
ضجيج تصريحاتها وتبجح مسؤوليها. وباعتقادنا ان السوريين يدركون هذا الوضع جيدا بل
يحفظونه عن ظهر قلبء. ويخشون اكثر ما يخشون قيام تعاون أو تحالف مصري - اردني -
فلسطينيء يقفز من فوق رؤوسهمء ويسعى لحل مشكلة الشرق الاوسط بدونهمء حتى لا يقاسي
كثيرا من صلفهم وغرورهم وضيق افقهم وحساباتهم الخاطئة دائما وابداء ويستطيع بالتائي» ريماء
احراز تقدم يذكر. مما قد يودي الى عزل النظام الحاكم وتطويقه فأفساده. ومن هنا تأتي
محاولاتهم المحمومة للسيطرة على الفلسطينيين واستيعابهمء ليكونوا ورقة في ايديهم عند بحث اية
تسوية لازمة الشرق الاوسط. والامرء على بساطته. يحتاج الى شيء من التوضيح.
ان مشكلة.سورياء بل نقطة ضعفهاء في تعاملها مع القضية الفلسطينية: وبالتالي المشكلة
السورية الاسرائيلية» هي؛ ببساطة» جغرافية. ولكن رغم تلك «البساطة» فان هذه عقبة كأداء
١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 142-143
- تاريخ
- يناير ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)