شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 32)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 32)
- المحتوى
-
والشغبء ولا حتى الارهاب.
وخلاصة الخلاصة في الموقف من سوريا هي انناء ببساطة؛ لم نعد بحاجة الى بلد همه ان
يحتوينا ويسيطر علينا ويحكمنا ب «البسطار». ان «فكر» البعث لا يلائمنا وممارساته لا تنفعنا.
ان نظاما كهذا ينبغي. ونستطيع.ء ان نبتعد ونتخلى عنه؛ فلن يقدم شيئًا مفيدا للقضية
الفلسطينية.. سلما او حربا. واذا كان قد نجم «خير» ما عن 'الاجتياح الاسرائيلي للبنان سنة
7 ؛» ومن ثم اخراج المقاومة منه, على المآسي التي رافقت ذلكء فانه كامن في امكانية تحررنا
من الممارسات والضغوط السورية المختلفة. اننا لا نجزم ان التعاون مع غير سوريا سيعود حتما
بفائدة ماء بل على العكس من ذلك قد يكون الجميع» وان اختلفت اساليبهم؛ من الطينة نفسنها.
ولكننا نستطيع ان نجزم بأنه أن الاوان للحركة الوطنية الفلسطينية ان تخرج من مرحلة المراهقة
وتتوقف عن ممارسة الهيام العلني ؤالسري مع سورياء وان تكبر وتنضج. لقد وصلنا الى مدى من
التنظيم والتجذَّر نستطيع معه بسهولة الاستغناء عن خدمات سوريا؛ واتقاء شرورهاء والاستمرار
في متابعة نضالنا من خارج ذلك البلدء وربما بصورة اكثر عقلانية وفاعلية (وسنعود لذلك لاحقا),
الى ان تطرأ التغييرات المرجوة وتعود سوريا الى ممارسة دورها القومي الطبيعي؛ غير البعثي.
ويبقى هنالك من دول الطوق لبنان. لبنان المصاب بالطائفية المقيتة التي تنخر عظامه وتشله
تدريجيا وتكاد تقضي عليه. لقد تواجد النشاط الفلسطيني في لبنان» وبشكل كثيف للغاية؛ ما يقارب
من ٠١ سنوات:؛ اي عمليا خلال السبعينات باسرها. وانطلاقا من مقر مركزه الرئيسى في هذا البلد,
تمكن العمل الفلسطيني خلال تلك الفترة» من احراز مكاسب عديدة ودائمة للقضية الفلسطينية,
ربما لم يكن بالامكان تحقيقها لو كان الفلسطينيون يعملون انطلاقا من اية دولة اخرى,
ويخضعون بالتالي للقيود السائدة هنا او هناك. غير انه كان لهذه الصورة المضيئة الى حد ماء
وجهها الآخر المظلم, بل الحالك في بعض نواحيه. فحالة «الاستقرار» و «الاستقلالية» و «السيادة»
التي ميزت الوجود الفلسطيني في لبنان ادت الى نوع من «الطمأنينة» فالتراخي, انعكس سلبا
على المقدرة في التعاطي مع المواقف الصعبة؛ التي تتطلب قرارات شبه مصيرية» ومكن من التهرب
منها. وبالتالي تركت الامور على غاربهاء على ما تبع ذلك من تجميد للاوضاع وتفويت فرص
الحلولء الواحدة بعد الاخرىء على قلتها. يضاف الى ذلك. وهذا هو الاخطرء ان المقاومة
الفلسطينية» في تلك الاوضاعء انغفمست حتى رقبتها في رمال لبنان المتحركة ومشاكله الداخلية
التي لا تحصى»؛ ومعظمها ذات ابعاد طائفية نتنة» تضر بالجسم والعقل معا. وتم ذلك بصورة
حشرت معهاء في احيان كثيرة, المشاكل الفلسطينية الحقيقية, التي تستدعي الاهتمام, في زوايا
النسيان والاهمال. ويقينا انه لو استمر الحال على ما هو عليه. لبقي «الثوار» يعيثون في ذلك البلد
«ثورة». وان شئتم: انفلاشاً وتجاوزات وعدم انضباطء جرت على البلد المفكك طائفيا في اساسه.
ويلات ومصاعب ومآسي لم تكن من نصيب غيره . ونتيجة لذلك وصل الضيق بالفلسطينيين والتذمر
منهم الى درجة انهم عندما تعرضوا للحصار الاسرائيلي هناك لم يجدوا الاقلة ضئيلة تدافع عنهم,
فيما بدا ان الاكثرية تتوق الى الخلاص منهم.
لقد كان من الضروريء فلسطينياء يوما ما وفي نهاية الامرء النزوح عن المنفى اللبناني»
الذي لم تكن له علاقة بفلسطين ومشاكلها الحقيقية الا في حالات معدودة, ان تم ذلك بهذه الطريقة
او تلك. وفي الظروف التي كانت سائدة في ذلك البلد وبالذهنية» الفلسطينية طبعاء التي تبلورت
في اعقابهاء يشك فيما اذا كان سيتم خروج من هناك بغير الطرق التي تم بها. ويبدو من الناحية
ردن - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 142-143
- تاريخ
- يناير ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)