شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 33)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 33)
- المحتوى
-
التاريخية, ان جاز القولء ان الحركة الفلسطينية ستشعر يوما ما بشيء من الامتنان والشكر
للاسرائيليين والبعثى سوريين و «المنشقين» على «الخدمات» التي قدموها لتسريع الخروج
الفلسطيني من لبنان» رغم الاساليب التي اتبعت لتحقيق ذلك. وخلاصة القولء لقد كان من
الضروري الخروج من لبنان, لكي تستطيع الحركة الفلسطينية العودة الى رشدها والاتجاه
بانظارها وعقلها وقلبها صوب فلسطين فعلا. ومهما كانت الطرق التي تم بها ذلك؛ ليس هنالك مبرر
للشعور بالحزن والاسى كثيرا نتيجة لذلك الخروج؛ بل ينبغي جعله خشبة للانطلاق منه نحو .
فلسطينء دون غيرها.
غير انه. من ناحية ثانية: يبدو ان الفترة التي مرت منذ الخروج الفلسطيني من لبنان وحتى
اليوم كانت كافية لكي يدرك معظم اللبنانيين: ان لم يكن كلهم, ان مآسيهم لم تكن كامنة في الوجود
الفلسطيني بينهم على علاته؛ بل انها تنبع عمليا من النظام الطائفي المهترىء والموبوء من جهة,
ومحاولات السيطرة. السورية والاسرائيلية عليهم من جهة اخرى. ومن المعطيات المختلفة يبدو انه
من الواضح لمعظم اللبنانيين ان الخطر على استقلاليتهم كامن في محاولات النظام السوري إقامة
مسرح دمى من السياسيين اللبنانيين كافة» تحركه خيوط نهايتها مربوطة في دمشق من جهة,
ومحاولات اسرائيل مد نفوذها في البلد من جهة اخرى. ويبدو ان هذا الوضع الجديدء ثم ظهور
المقاومة الوطنية للاحتلال الاسرائيلي؛ يخلقان ارضية جديدة لنشاط فلسطيني متجدد هناك؛ يكون
هذه المرة عقلانيا وواقعيا ومنضبطاء يخدم المصالح الوطنية اللبنانية والفلسطينية سوية.
مقاومة بدون «اسنان»
ان انتهاج سياسة جديدة تجاه دول الطوق العربية لا تشكل الا نصف معادلة النشاط
الفلسطيني؛ ويبقى هنالك النصف الآخرء الاكثر اهمية؛ وهو انتهاج سياسة جديدة أيضا تجاه
الوطن الفلسطيني المحتل, بشطريه السكانيين: العرب واليهود. ٠
ان نظرة سريعة الى تطور الحركة الوطنية الفلسطينية, خلال العقدين الاخيرين: تظهر ان
تلك الحركة قامت وتبلورت بشكل رئيسي حول هدف مقاومة الاحتلال الاسرائيي» حتى عرفت
اختصارا باسم «المقاومة» او «المقاومة الفلسطينية». غير ان حصيلة عقدين من النشاط في هذا
المجال تظهر ان المقاومة الفلسطينية في داخل الوطن المحتلء او القوى التي ساندتها وغذتها
خارجه؛ لا تستحق هذا الاسم دون تحفظ. لقد بذلت المقاومة الفلسطينية حقاء منذ بداية نشاطها
جهودا كثيرة ومتنوعة, وقدمت اعدادا كبيرة من الشهداءء الا ان حصيلة جهادها لم تكن ابدا
متوازية مع حجم جهودها وتضحياتهاء بل انها على العكس كانت اقل من ذلك بكثير. والادهى من
ذلك هو ان انعكاسات ذلك النشاط على العدو الصهيوني, على المدى الطويلء لم تخدم القضية
الفلسطينية بقدر ما الحقت بها من اضرارء في كثير من الاحيان. فلقد طرحت المقاومة الفلسطينية
شعارات سياسية؛ اقل ما يمكن ان يقال فيها انها تخيف الاسرائيليين ولكنها عندما توجهت لدعم
طلباتها بنشباط عسكري مقاوم؛ لم يكن في ادائها ما يخيف ابدا. ففي احسن الاحوال وصل نشاط
المقاومة الفلسطيتية» من الناحية العسكرية؛ الى درجة اصبح معها عامل ازعاجء احيانا رئيسيا:
بالنسبة للاسرائيليين, لا اكثر من ذلك. ودائما كان بالامكان: اسرائيلياء صد هذا النشاط في نهاية
المطاف او القضاء عليه او احتواءه. ونتيجة لذلك تبلورت «نفسنية» اسرائيلية معينة, تشبث
5 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 142-143
- تاريخ
- يناير ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)