شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 36)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 36)
- المحتوى
-
والملائمة فعلا لمثل هذا الجهان. فيما اذا تقررت اقامته, بدلا من اتباع العادة اياها فيلحق به
اعداد من «الموجودين» الذين يرمون انفسهم على تنظيمات المقاومة؛ فتقبلهم في صفوفها دون
التدقيق كثيرا في مؤهلاتهم وخلفياتهم. وفي اطار الحديث عن العناصر الكفؤة المناسبة لمثل هذا
الغملء يكفى ان نشير الى ان الشعب الفلسطينيء الذي تشتت منذ نكبة العام /194 في مشارق
الارض ومغاربهاء قد خرّج من بين صفوفه المئات, ان لم يكن الالاف من الشبان المتعلمين» الذين
تبق ربما جامعة ما في كافة انحاء العالم الا واستضافت اعدادا منهم. ونتيجة لذلك نجد بين
صفوف الفلسطينيين اعداد! كبيرة من المثقفين الذين درسوا كافة انواع العلوم ويتقنون كافة
اللغات ويعرفون عادات وتقاليد الشعوب اجمع, بحيث يمكن من بينهم اقامة جهاز شبه نموذجي
لمتابعة مثل ذلك العمل.
ويموازاة هذا التجديد لا بد ايضاء من تغيير اساليب تجنيد عناصر المقاومة المسلحة وطرق
تدريبهاء رغم الصعويات التي يزعم العاملون في هذا المجال انهم يواجهونها. ففي المناطق المحتلة
منذ سنة 14717 فقط يعيش نحو مليون وربع المليون فلسطيني. ولى افترضنا جدلا انه تم تجنيد
شخص واحد فقط من بين كل خمسة آلاف شخصء ويبدو أن تحقيق هذه النسبة ليس ضربا من
ضروب الخيالء لامكن اقامة قوة مقاومة من نحو 6١ شخصاء كافية في حال تدريب افرادها
وتوزيعهم على خلايا مستقلة غير مرتبطة يبعضها البعض وتكليف كل منها بمهام محددة: لان
تفعل الكثير. بل انه حتى نصف هذا العدد يبدو كافيا لشن مقاومة فعالة.
واضافة الى هذا وذاك؛ يبدو ايضا انه لا بد من تغيير نوعية عمليات المقاومة واحجامها
واهد افهاء وجعلها اكثر منطقية وواقعية وامانا بالنسبة لمنفذيهاء وكذلك اكثر تأثيرا بربطها باهداف
عرقلة المخططات الاسرائيلية في المناطق المحتلة اوما امكن منها على الاقل. فبدلا من زرع متفجرة
هنا او اخرى هناك. يستحسن, مثلاء التركيز على جعل المناطق المحتلة غير آمنة بالنسبة
للمستوطنين اليهود عامة والجنود اليهود خاصة: بداية في اليل ثم اذا امكن في النهار. وبدلا من
العمليات التى تؤدي الى قتل الاسرائيليين هنا وهناك, دون تمييزء يستحسن التركيز على «نوعيات»
معينة. والامثلة في هذا الصدد كثيرة ومتنوعة؛ ولا حاجة؛ لاسباب معروفة, للتوسع في شرحها.
ان تصعيد المقاومة لدرجة يمكن معها ان تسبب الما حقيقيا للمحتل الصهيوني ستجر, دون
شك, المزيد من اجراءات القمع الاسرائيلية. الا ان مثل هذا التطورء فيما اذا احسن استغلاله,
بالتصدي له وفق ما يقترض ان يجري في مثل هذه الحالات, وما يفترض ايضا ان نكون قادرين
على القيام به. ينبغي أن يجر مقاومة اكثر عنفاء يتسع مداها تدريجيا حتى تخلق مشكلة حقيقية
للمحتل الصهيونيء تدفعه الى اعادة النظر في حساباته, كما جرى في جنوب لبنان.
2 ابو صهيو ن»
لم تكن المقاومة المسلحة للاحتلال الاسرائيلي هي المجال الوحيد الذي لم تبل فيه الحركة
الوطنية الفلسطينية بلاء خسناء بل انها قصرّت كذلك في التعامل مع الكيان الصهيوني ككل, من
حيث التعاطي كما ينبغي مع نواحي ضعفه وقوته وعوامل تكوينه الخارجية والد اخلية. والواقع ان
المقاومة الفاسطينية لا تختلف كثيراء في هذا الشأن, عن باقي الانظمة العربية في تقصيرها جميعا
في هذه الناحية. ففيما كان الحديثء ولا يزال» يدور عاليا حول ضرورة التصدي للمخططات
ونا - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 142-143
- تاريخ
- يناير ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)