شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 39)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 39)
المحتوى
الاضطلاع بهذه المهمة؛ اذ ان حقيقة الوضع هي اكثر تعقيدا وصعوية وفذلكة. كما انه لا يجوز
لنا ان نسمح لانفسنا بالوقوع في الاخطاء الناجمة عن التفكير والممارسات احادية الجانب
المسيطرة على نهج هذه الجهة العربية او تلك. ولنا في مواقف بعض الانظمة العربية؛ على النتائج
الشياسية التي ترتبت عليهاء خير عبرة. فهناك نظام عربي معين رأى ان في التعامل مع اسرائيل
سلما خير وسيلة لتحقيق اهدافه؛ ولكن لم يمر وقت طويل حتى خابت آماله. وهنالك نظام آخر ما
دعا يوما الا الى مجابهة اسرائيل عنوة» الا ان «انجازاته», في نهاية الامر, لم تختلف كثيرا عن
تلك التي «حققهاء زملاؤه ‏ مناوئوه. والعبرة من هذه الممارساتء على ما ترتب عليها من
«انجازات», هي ان الطريق السوي للتعامل مع الكيان الصهيوني, يمر في مكان ما بين السلم
والحرب» طورا يقترب من ذاك وتارة يبتعد عن هذاء وفق الظروف والمتطلبات المتغيرة بين الفينة
والاخرى. أن الكيان الصهيونيء بتركيبته الاساسية, كما هو معروفء معقد ومفذلك. تنساب
داخله وحوله تيارات سياسية وفكرية مختلفة» تتغير مواقفها ووجهات نظرها لاعتبارات عديدة
ومتنوعة. والتعامل معه. ليس عسكريا فقط بل سياسيا ايضاء اذا اريد له ان يكون مجديا لا بد
ان يتم من خلال وضع كافة تلك العوامل ومسبباتها في موضعها الصحيح. والنظر اليها بشمولية
قدر الامكان والتعرف على هذا الاساسء دون تحرّْب او ضيق افق او محاولة العوم على شبر من
الماء.
منطق السيادات السبع
لم تكن النواقص التي مر ذكرهاء على اهميتهاء هي النواحي الوحيدة التي قصرّ فيها العمل
الفلسطيني خلال العقدين المنصرمين فاثرت سلبا على مجمل انجازاته في نواح عديدة, بل ان
هنالك نواحي اخرى لا تقل اهمية عنهاء كانت ولا تزال مصدرا للمتاعبء وبستبقى كذلك الى ان
يوجد حل مقبول لها. ونقصد بذلك المسألة التنظيمية بكافة ابعادها.
لقد نما العمل الفلسطيني وتبلورء خلال العقدين الاخيرين؛ على ارضية ظروف عربية معقدة,
من خلال تنظيمات فدائية مسلحة, سرعان ما اتخذ كل منها لنفسه طابعا سياسيا معينا. وخلال
فترة غير قصيرة. خصوصا في بداية طريق خروجها الى العمل العلني, دخلت هذه التنظيمات, في
حالات كثيرة وعديدة؛ في نزاعات مسلحة مع بعضها البعضء نتيجة لخلافات سياسية اولمحاولة
الحصول على المغانم, ذهب ضحيتها العديد من القتلى. غير انه مع مرور الوقت؛ ومن خلال دروس
المأسي العديدة, والمتكررة» تبلور تدريجيا اطار تنظيمي شامل» على شكل مؤسسات تضم ممثلين
عن كافة تلك التنظيمات. ونقصد بذلك المجلس الوطني الفلسطينيء الذي ضم ممثلين عن
التنظيمات والفعاليات الفلسطينية المختلفة, وكذلك اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية
التي روعي عند تشكيلهاء في معظم الاحوال. ضم ممثلين عن كافة تلك القوى. وعند هذا الحد
ظهر كأن نظاما فلسطينيا شبه محترم قد خرج الى حيز الوجود. ونقول «شبه محترم» لانه حتى
بعد ان تم ذلك واصبحت تلك التنظيمات,ء باعتبارها منضوية تحت لواء منظمة التحرير
الفلسطينية, تشكل الممثل الشرعي الوحيد, لا اكثرولا اقل؛ للشعب العربي الفلسطينى وباعتراف
العرب والعالم» بقيت النزاعات المسلحة تدور بينهاء كما شهدت ذلك بيروت وباقي المدن اللبنانية
مرات ومرات.
تاريخ
يناير ١٩٨٥
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17770 (3 views)