شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 72)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 72)
- المحتوى
-
عليه وان اجتماعاتها باتت غير منتظمة واعضاءها يجرون كثيرا من الاجراءات والمفاوضات: وان
رئيسها «ترك البلاد في ظروف عصيبة دون اخذ رأي بقية الاعضاء في عملية الصلح الناجحة التى
جرت بين السعوديين واليمنيين: هذا بالاضافة الى الاغتيالات التى وضعت البلاد في حالة خطيرة
كان من المفروض على اللجنة العربية العليا معالجتها خوفا من مزيد من الانقسام في صفوف
الامة(*"). لكن بيان انسحاب حزب الدفاع من اللجنة العربية العليا لم يلق اذنا صاغية من قبل
الشعب ولم يتقبله بالاستحسان[67.
وكان المفتي؛ ومعه محمد علي علوية» قام بزيارة مفاجئة للسعودية واليمن للتوسط بينهما
اثر نشوب قتال مسلح. وقد نجحت الوساطة:؛ واتخذ حزب الدفاع تلك الوساطة مدعاة للقيل والقال
والهمس والغمز والتذمرء ثم التوقف عن حضور اجتماعات اللجنة التنفيذية العربية» بحجة عدم
اطلاع المفتي اعضاء اللجنة التنفيذية على سر عملية المصالحة. وقد فضل البعض السكوت وقبول
الامر الواقع خوف التصدع في الصفوفء وشفقة على الوحدة والتضحيات الجسام التي كان يقوم
بها افراد الشعب العربي عامةء والخطر المحدق من جميع النواحي في ظرف يعمل معه العدو على
تفرقة الصفوف7).
ولى صحت الامور التي ذكرها حزب الدفاع, فقد كان عليه ان يحتج لدى اللجنة العربية
العلياء مبينا اهمية التشاور وتبادل الآراء في أمر يهم الجميع. لكن الانسحاب ليس له ما يبرره,
لان اللجنة العربية العليا تمثل الفلسطينيينء وليس رئيس اللجنة العربية العليا وحدهء وان
المصلحة القومية والوطنية يجب ان تعلو فوق النزاعات والخلافات الشخصية والمصلحية. ونظرا
لخطورة الوضع في البلاد, وتأثير الانسحاب السلبىء. فقد اصدرت اللجنة العربية العليا بياناء
باقتراح من عزة دروزة» اشارت فيه الى خطورة التصدع والانقسام في هذه الظروف, موجهة
«نداءها الى ضمير كل فرد من الامة الكريمة باجتناب كل شقاق وتصدع في الجبهة القومية,
وبالبقاء صفا واحدا وشملا مجتمعا لتتمكن البلاد من مواجهة الاحداث المقبلة بما تقتضيه
المصلحة العامة من الاتحاد والتضامن(8).
ان تفكير راغب النشاشيبي بالانسحاب من اللجنة العربية العليا يعود لعدة امور منها:
اولا: خوفه من تجدد الثورة بعد فك الاضراب عام 1415: وان عضوي المعارضة:, المواليين
له. في اللجنة العربية العليا كانا يقاطعان اجتماعاتها خلال شهري تشرين الثاني (نوفمبر) وكانون
الاول (ديسمبر) .من العام 6591911.
ثانيا: التقاء المصالح.بين النشاشيبي والامير عبد الله, فقد توطدت العلاقة بين امير عمان
والمعارضة: وقد هيات المعارضة للامير استقبالا حافلا في القدس وحيفا ونابلس اثناء ذهابه
لحضور حفلات التتويج بلندن: فلم يشترك المجلسيون في تلك الاحتفالات, مما يدل على وجود
. جفاء بين المفتي والامير عبد الله بسبب محاولات الثاني التأثير على اللجنة العربية العليا اثناء
مشكلتي الاضراب الكبير وقدوم اللجنة الملكية ومقاومة المفتي لكلا المحاولتين. وزاد الطين بلة
استشارته للرياض وبغداد (بخصوص العدول عن مقاطعة لجنة بيل), حتى ظهر ان المعارضة
اضحت فريقا واحدا ضد المجلسيين والمتعاونين معهم("'). في هذه الاثناء. كان الامير عبد الله يؤيد
فكرة التقسيم «شرط ان ينضم القسم العربي الى امارته7"). وكان الامير عبد الله يعمل منذ زمن
طويل: لضم اراض غير صحراوية في فلسطين او سورية او العراق الى أمارته, وقد اجرى اتصالات
مع الانجليز بذلك الخصوص2”". بينما كانت طموحات راغب النشاشيبي التعويض عن خسارته
في رئاسة البلدية: وذلك بالحصول على مركز يليق بشخصيته. حيث لم يعوض ذلك في اللجنة
العربية العلياء نظرا لتفوق المفتى عليه في منصب الرئاسة. لذاء وجد فرصته الذهبية في مساعدة
17 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 142-143
- تاريخ
- يناير ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39440 (2 views)