شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 79)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 79)
- المحتوى
-
والجنوب.
هذا يفسر سلسلة الحروب التي أجرتها القبائل الامهرية مع مختلف القبائل والممالك
الاخرى؛ ففي الجنوب الشرقي (حيث الملكة الاسلامية) وفي الجنوب الغربي (حيث المملكة
الوثنية) وفي الشمال الغربي حيث مملكة الفالاشا (اليهودية)؛ خاضت الامهرية حرويا استمرت
قرونا طويلة جداء هي عمليا كل التاريخ الاثيوبي المشترك, من اجل فرض هيمنتها وسلطتها وطاعة '
القبائل الاخرى لهذه السلطة. وهذا يفسرّء كذلك: الطابع القبلي/ الديني» والاقتصاديء لهذه
الحروبء كما يفسرٌ حقيقة ان هذه القبائل/ الممالك جميعهاء بما في ذلك الفالاشاء طورت نظاما
عسكريا من الواضح ان هدفه هو حماية نفسها من هجمات الامهرية التي كانت لا تكاد تتوقف
حتى تبدأ من جديد. كما يشرح, في الوقت نفسه. تشابه هذا التنظيم.
فمن المعلوم ان كل القبائل الصغيرة الموجودة في الاطراف الاثيوبية» بما في ذلك الفالاشا
في الشمال الغربي لاثيوبيا (منطقة غوندار), تتمركز في مناطق جبلية وعرة. تسهّل الدفاع
والحماية؛ وهو الامر الذي يفسرّ حقيقة ان هذه القبائل قلّدت القوة الاكبر في طريقة تنظيمهاء تمثلا
بها وظنا بأنهاء بذلك, تحصل على سير قوتها وتتخلص من سر ضعفها في آن.
بكلمات اخرى. ان الوحدة الاثيوبية التي تمت حول سلطة مركزية هي سلطة اباطرة
العشيرة الامهرية (الحبشية) تمتء مثلها في هذا مثل كل الوحدات التي تمت في العصور ما قبل
الحديثة, وفي كل بقاع العالم وقاراته. بفضل مجموعة من الصفات التنظيمية والدوافع
الاقتصادية والمعنوية والقوة العددية التى جعلت من مجموعة بشرية تغدو نواة الوحدة السياسية
والاجتماعية ومركز الاستقطاب فيها. وفي اثيوبياء كما لدى غيرها وخاصة في افريقياء لم يرافق
الوحدة السياسية انصهار اجتماعى كامل. هذا يعني ان الجماعات البشرية المغلوبة على امرها
كانت تستمر في تنظيم حياتها الخاصة بهاء دون تغيير يذكرء سوى الاعتراف بسلطة المركز. وهذا
ما يفسيٌّ مثلاء طريقة الامهرية في فرض سلطتها: تركت بيد افراد القبائل/ الممالك احتكار بعض
النواحي الاقتصادية. فقد تركت بيد المسلمين شؤون التجارة؛ ولقبائل عفار استخراج الملح
وتجارته. وكذلك تركت للفالاشا الصناعة الجلدية والفضية والاواني الخزفية: وهذا يعنيء ايضاء
بلغة اخرىء ان نظام الامهرية في السيطرة قام على نوع من الاستقلالية الداخلية» تتيح للقبائل
ان تنظم شؤونها وفق نظمها اى اعرافها الخاصة بهاء وان تجدّدء بالتالي, ثقافاتها التقليدية وان
تعززها جراء ذلك؛ كما يفسرٌ شبكة العلاقات والتأثير المتبادل بين الاجناس او المجموعات البشرية
التي وصلت الى نوع من التعايش القائم على نوع من الاستقلالية المتبادلة المعترف بهاء والتي
لا ينبغى تجاوزها في الان نفسه. ش
وهذا يشرحء كذلك, حقيقة ان شعوب اثيوبيا الكبرى هي متجانسة الى حد بعيد في العديد
من النواحى. من هذه النواحىء على سبيل المثال» ان معظمها يعتقد ويؤكد انه متحدّر من سلالات
سامية عريقة ليست اثيوبية. والهدف من ذلكء في الحقيقة؛ هو تعزيز وضعها الخاص في شبكة
علاقاتها الداخلية؛ او مع المجموعات الاخرى. فليست الفالاشا هي الوحيدة التي تقول انها من
اصول ارسقراطية قديمة. فالقبائل التي تعتقد ان اصلها من اليهود (الملكسليمان وزوجته سبا)
هيء بالاضافة الى الفالاشاء قبائل الكيمانت؛ وتغريء وكذلك الامهرية والفئة الحاكمة من قبائل
الصومال. اما قبائل لي كونو املك فهي تعتقد انها من احفاد حكام أكُسُمْ االا5»ا2 القدماء والجلك
سليمان وزوجته في أن. اما قبائل بيجوغالا وبعض من قبائل الشمال الاخرى فتعتقد انها تتحد
م٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 142-143
- تاريخ
- يناير ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39444 (2 views)