شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 82)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 82)
- المحتوى
-
تم انفاقها كافية لاقامة مشاريع لمنطقة كاملة بأسرها في اثيوبيا المنكوبة. هذا اذا لم نتحدث عن
ان تهجير الناس من اماكنهم, واقتلاعهم من بيئاتهم واجوائهم الطبيعية وبالتالي من تراثهم الثقافي
وحضارتهم, لا يمكن اعتباره» بأية حال من الاحوال, عملية انسانية.
ثالثا: لماذا السعي للايقاع بالدول المختلفة؟ لماذا الايحاء وتسريب المعلومات عن دَوْر
يقولون ان الحكومة الاثيوبية قد لعبته (نحن لا نبرئها هنا) وكذلك السودان. فاذا كانت
الحكومتان: او احداهماء قد ساعدتاء بشكل اوبآخرء في هذا الامر, فلماذا التعريض بهما والسعي '
الى «فضحء تعاونهما؟ ١
رابعا: اذا ان القصد هو انجاح هذه العملية الانسانية» التي يقولون انها لم تنته بعدء
. فلماذا كل هذا الاصرار على كشفها؟ هل يراد قطع العملية فعلا لاسباب خاصة بالكيان
الصهيوني؟
تحتاج قضية علاقة الحركة الصهيونية والوكالة اليهودية ثم الدولة العبرية بالفالاشا
الاثيوبيين الى نقطة توضيح اضافية اخرى. فلان الفالاشا «ليسوا يهودا». بحسب الحاخامية
التلمودية الارثوذوكسية السائدة في الصهيونية وفي اسرائيل؛ والتي على ضوء مفاهيمها تمت
صياغة القوانين الاساسية للذولة في العام ١55٠ و507١ وخاصة قانونا العودة والجنسية ",
فان افراد الفالاشا كغيرهم من ابناء الطوائف اليهودية «القديمة», كيهود الصين والهند ويهود
القرائين المصريين, لم تشملهم هذه القوانين لان مفهوم «اليهودي», الذي بني على اساسه صرح
القانون الاسرائيلي العتيد؛ لا ينطبق على ابناء هذه الطوائف تلقائياً. كما هو الحال لدى اكثرية
اليهود. بلغة ثانية. كانوا غير مرغوب بهمء لان حالتهم تشكل مشكلة مستعصية وتثير من
الاشكالات ما لا طاقة للدولة وللبنية السياسية في اسرائيل على تحمّلها. هذا يفسرء كذلك. تجاهل
وجودهم خلال كل السنوات الماضية بالرغم من العلاقات الحسنة التي كانت تربط ما بين اسرائيل
وعهد الامبراطور الاثيوبي هايلا سيلاسي (اي قبل العام 1515).
والافراد القلائل الذين وصلوا الى اسرائيل في العقدين الاخيرين لم يتم قبولهم من حيث هم
يهود مختلفون عن غيرهم. لقد كان عليهم ان يواجهوا مشكلة لم يجدوا لها حلا. حتى ان السلطات
الرسمية خلال الستينات. تجاه تفاقم مشكلتهم بالاضافة الى مشكلات اليهود السود
. الامريكيين! (العبرانيين الاسرائيليين)؛ انكرت عليهم يهوديتهم من اساسها. بل ان يسرائيل
يشعياهو. الرئيس السابق للكنيست, نصحهم, آنذاك, بأن «يحلوا مشكلتهم باعتناق
المسيحية»!). غير ان المشكلة اكبر من ان تحل بمثل هذه الكيفية. فالفلاشاء كغيرهم, يرفضون
ان يتخلوا عن دينهم. والدولة لا تستطيع في خاتمة الامر, ان تنفي عنهم صلتهم؛ على اقل تقدير,
باليهودية. ْ
لقد كان على الفالاشا ان ينتظروا حتى العام 1510: حيث حدث في هذا التاريخ ما يمكن
وصفه بأنه نقطة تحول في تاريخ علاقتهم باسرائيل. ففي هذا العام؛ اعترف بهمء جزئياء بأنهم
يهود. نقول جزئياء لان هذا الاعتراف ظل مشروطا بأن عليهم ان يتهوّدوا من جديدء حالما يصلون
الى اسرائيل فتقوم المؤسسة الدينيه بتعميدهم بواسطة الطقس القداسي الذي ذكرناه آنفاء
ويستفيدونء جراء ذلك؛, من حق اليهودي.
تجدر الاشارة؛ كذلك؛ الى ان هذا الاعترافء القانوني بهملم يحدث نتيجة انتصار نضال
الفالاشاء او نتيجة تساهل من قبل المؤسسات السياسية والدينية في الكيان الصبهيوني: بل جاء
اله - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 142-143
- تاريخ
- يناير ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39442 (2 views)