شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 85)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 85)
- المحتوى
-
«بهدف تركيز انتباه وسائل الاعلام حول مسائل الدمج ولكى تبتعد عن الموضوعات الحساسة
وتضع الاشياء في مكانها الصحيح»*0. ١
وصرح ناطق رسمي باسم الوكالة اليهودية بان عملية خروج اليهود من اثيوبيا قد انقطعت
فجأة بسبب الاعلان عنها. اما رئيس دائزة الهجرة في الوكالة اليهودية؛ فوعد بأن العملية
ستستمر حالما يعوب الصمت.
بلغة ثانية» هم الذين اعلنوا عن العملية وهم الذين ارادوا ايقافها. فمنذ اسابيع عديدة
كتبت عنها الصحفء وجرى الحديث عنها في اجتماعات علنية» وكان ثمة الاف من الرجال في
تورنتو ونيويورك وياريس على علم بالامر. ومع ذلكء. فالحكومة اعربت عن ضيقها بسيب كشف
السر. حتى ان حاييم هيرتزوغ: رئيس الدولة العبرية, طالب بفتح تحقيق للكشف عن المسؤول
عن فضح العملية!.
ما القضية اذن؟
برآيناء ثلاثة عوامل تدفع الحكومة الاسرائيلية الى التظاهر بالاهتمام بالفالاشا:
١ هناك موضوع نضب معين الهجرة الى اسرائيل. فاذا كانت هجرة الفالاشا رفعت نسبة
الهجرة لعام ١145 بنسبة 1 بالمئة» وان 04 فالاشا قد وصلوا في اطار عملية موسى: نصفهم
وصل في (ديسمبر) كانون الاول 1584 فهذا يعني ان الدولة الصهيونية مع تزداد الهجرة
المضادة:, الخذت حاجتها الى المهاجرين تزداد الحاحا وراحت تفتش عنهم بشكل ملح واخذت
تضغط على المنظمات الصهيونية في «الدياسبورا» لهذا الغرضء الامر الذي دفع المنظمات
الصهيونية: وخاصة في اميركاء الى ان تعلن عن استعدادها لتمويل عملية هجرة الفالاشا (التى
يجري الحديث عنها منذ 1971 ولذلك قصة اخرى) وان تضغط بدورهاء على حكومة تل ابيب
بهذا الاتجاهء وهى امر وفر للحكومةء في وقت الازمة الاقتصادية :الخانقة. ان تومن مبالغ كبيرة
من المال. يمكن ان نضيف: مع الضغط الصهيوني العالمي على اسرائيل التي تطلب المهاجرين ولا
تجد من يلبي (فالهجرة في انحدار بشكل عامء ومتوقفة في كثير من البلدان) اجابها هؤلاء بضرورة
استقدام الفالاشا. ومع الحاجة اليهم والنفور منهم في آن (كما سنبين بعد قليل), اضطرت
الحكومة الاسرائيلية الى اعلان العملية والى ايقافها في الوقت نفسه.
؟ - هناك الجانب الدعائي السياسي في المسألة. فالصهيونية المتهمة بالعنصرية والتي
اخذ بريقها يبهت منذ اواخر السبعينات وخاصة بعد اجتياح لبنان وحصار بيروت ومجازر صيرا
وشاتيلا وغير ذلك من ازمة اقتصادية وفضائح..الخ, كشفت ان مشروعها ليس جِدَّابا وان وطنها
ليس حلا لما يسمونه ب «المسألة اليهودية». فأصبحت بحاجة الى عملية تجذب الابصار. ثمة,
كذلك؛ المكاسب التي يعوّل عليها شمعون بيريس على مستوى شعبية حزبه وآماله في ان يحقق
بواسطتها سبقا سياسيا قد يفيده في تحسين صورته وتقوية مراكزه الضعيفة» وبهدف تشويه
صورة خصومه؛ من المتدينين الذين يعارضون الفالاشا. هذا يفسر جملته «لا فرق بين يهودي
اسود ويهودي ابيض». كما يفسر تأكيده على ان اسرائيل ستبقى الملجا الوحيد لليهود. بكلمات
ثانية؛ لقد اراد شمعون بيريس تجديد الخطاب الهرتزلي والبن غوريوني فأعاد طرح «جوهر
الصهيونية» من جديد.
1م - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 142-143
- تاريخ
- يناير ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39438 (2 views)