شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 87)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 87)
المحتوى
وتكتمل الصورة حين نعرف ان الفالاشا انفسهم غاضبون. ففي ‎١445/١/1‏ رفض
الفالاشا مقابلة المئات من الصحافيين الذين يحضرهم رجال الوكالة اليهودية: وذلك؛ لان الغضب
يتملكهم والقلق يساورهم . وقد تظاهمر الفالاشا مرتين؛ مره ة بقيادة حاخامهم يوسف حداني
للمطالبة بفتح تحقيق عن اسباب فضح العملية؛ ومرة اخرى امام الكنيست والوكالة اليهودية
للاعراب عن سخطهم على قرار ايقاف العملية!"0.
ولعله من الجائز القول ان عملية الفالاشا فتحت ملف الصهيونية من الفه الى ياه ؛ فقد
اريد لهذه العملية: من جملة ما اريد لهاء ان تحقق ضربة اعلامية كبرى وان تنفي تهمة العرقية
عن الصهيونية وتبيض صفحتها وتجدد شبابها؛ الا ان تطوراتها اللاحقة كشفت ان الاخوة
الدينية المزعومة والمبادىء الايديولوجية لاتصمد امام امتخان الواقع القائم في اسرائيلء امام
ميزان المصالحء بل بالاحرى ميزان الحياة. ولن تستطيع الكلمات؛ مهما كانت درجة حرارتهاء ان
تبعث الطمأنينة في النفوس القلقة التي تصدمها مرارة الواقع وجفاف العلاقات الطبقية العنصرية
ما بين اشكنازي وسفارديء وابيض وأسود: ويهودي عربي ... الخ.
في هذه العملية» التي يبدو ان اكشر من طرف متورط فيهاء تكرر الاجهزة الصهيونية
تجربتها في استجلاب اليهود عن طريق صفقات تجزيها مع بعض الحكوماتء وتكرر فيها نفس
المعزوفة. وربما بكلماتها نفسهاء عن عملية انقاذ واسعة وانسانية لمجموعة بشرية مضطهدة: وان
الواجب الانساني يحتم على الصهيونية» في هذه الحالة» اقتلاعهم من تربتهم وجذورهم وجوّهم
الطبيعي وزرعهم في ارض الميعاد والاجداد كي يبدأوا هناك عملية اندماجهم الشاقة والمضنية,
وربما المستحيلة؛ في التجمع البشري الذي يستوطن فلسطين العربية» والمؤلف من هويات وكيانات
هي الى التناقض والتنافر اقرب. وفي حالة ما اذا كان القادمون من اليهود غير الاشكناز (كيهود
اليمن او الهند)؛ فالمشكلة التي تنشا امامهم كبيرة جذا. ففي حين انهم اتواء بحسب الرواية
الرسميةء ليتحرروا من الاضطهاد والعذاب والدونية الاجتماعية فيمساقطرؤوسهمءلا يجدون
امامهم سوى اسفل السلم الاجتماعيء لا لكي يبدأوا التسلق والصعودء بل لكي يمكثوا فيه.
انهم, بكلمات ثانية» يبد أون رحلة معاناة واستلاب مضاعفة. ففي حين يجددون ثقافتهم التقليدية
ويزد ادون تمسكا بها ويعملون على احيائها بطريقة مبالغ فيهاء ولكن مفهومة ‏ وهذا بحد ذاته د لالة
على عدم أندماجهمء وعلى صعوبات هذا الاندماج» وعلى حذينهم لبلادهم التى خرجوا منها ‏ كردة
فعل منطقية حيال الظروف الجديدة, عليهم «الاندماج» في الكيان العام لليشيوف الصهيوني في
اسرائيل: ان يتأقلموا مع نظام صلب.ء قليل المرونة ومنغلق لدرجة يستحيل عليهم فيها سوى ان
يزدادوا تماسكا فيما بينهم وان يتحولوا تدريجيا الى طائفة اوما يشبه الطائفة المنغلقة على نفسهاء
اي ان يكرروا تجربة العصور الوسطى في قلب الدولة العبرية العصرية والحديثة. وهذا واضح.
مثلاء لدى يهود العراق» او اليمن» وبشكل خاص لدى يهود المغربء ان لم نتحدث عن يهود بولونيا
وغيرهم... 1
من هناء يتخذ الاصرار على عملية «تهويدهم» دلالة رمزية زاخرة بالمعاني. انها اشارة
واضحة الى حياتهم الجديدة في «بلادهم» التي «يعودون» اليها. فهم ليسوا مقبولين.-هم ليسوا
84
تاريخ
يناير ١٩٨٥
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39438 (2 views)