شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 106)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 106)
المحتوى
م.ت.ف. الى آلية الصراعات الداخلية العربية؛ والى موازينها وقيودها. واذا لعبت م.ت.ف. و «فتح» على تلك الموازين:
فان هامش الحرية قد. ضاق وصعبت المناورة. ورافقت هذا التطور حركة العلاقات الخارجية ل «فتح» وم.ت.ف.
بالصين الشعبية والاتحاد السوفياتي والامم المتحدة واورويا الغربية والولايات المتحدة الاميركية. فتستعرض المؤلفة
تطور موقف الدول الاشتراكية حتى مستوى الدعم الثابت: مقارنة بالتقدم البطيء في اورويا الغربية ويالسقف
المفروض على دور الامم المتحدة, نظرا الى استمرار التجاهل الاميركي للفلسطينيين على رغم الحقائق على الارض
واقتراب الرؤساء الاميركيين: بين الحين والآخرء من فتح الحوار مع منظمة التحرير.
* نا *«
امام الانجاز الذي يمثله هذا الكتاب بحد ذاته لا بد للقارىء الفلسطيني والعربي ان يواجه امرين: الاول,
ثمة مجموعة ملاحظات واستنتاجات يجب استنباطها من هذا التاريخ كما فعلت كويان جزئياء والثاني, لا بد من
الانتقال الى كتابة ودراسة تاريخنا الخاص اذا كان لنا ان نستفيد من التجربة وان ننتقل الى مستويات ارقى
ونجاحات اكبر. ويعني ما سبق, ان نتناول استنتاجات هيلينا كوبان, المراقبة الاجنبية؛ وان نحدد الثغرات التي لا
يمكن لغيرنا ان يحددها ويسدها. ‎١‏
يبدو. بعد مطالعة هذا الكتاب» ان كوبان ترى وجود استمرارية وتواصل منطقي في كافة مواقف «فتح»
ومءتاف. عبر مراحّل تطورهما. ومع انها تقرّ بوجود علامات مميزة ونقاط فاصلة» الا انها تصور تاريخ «فتح»
ومات.ف. على أنه مسار مستقيم. بينما يصح القول ان ثمة مفترقا اساسيا وصلت اليه «فتم», في 1518, و/1931,
و16370, و/141, 1913. وف كل حالة من الحالات, كان هناك اختيار بين خطين معروضين تاريخيا. ومما يدل
على ذلك وجود الصراع السياسي والمحوري داخل «فتح» منذ ‎,191١‏ وهو الامر الذي اعتبرته كوبان مجرد توزيع
ادوار. حتى انها تغفل حقيقة وجود نقاش حاد داخل «فتح» قبل البدء بالنشاط العسكري حول ضرورة وطبيعة ذلك
النشاط.
كذلك: تخطىء المؤلفة بعض الشيء في تقدير مدى اهمية تأثير الحرب الاهلية اللبنانية على واقع وفكر المقاومة
ومدى تراجع او ترهل الدعم الفعلي الذي قدمته القاعدة الجماهيرية والتنظيمية للقيادة رغم استمرار الولاء والتأييد
السياسي لتلك القيادة. ويرافق هذا الخطاء عدم ادراك اهمية مؤتمر «فتح» في ربيع ‎١140‏ ومدى تعرض «فتح»
اضغوط الاطراف العربية بواسطة افراد في داخلها.
الا ان هيلينا كوبان تقدم في الفصل الختامي عدة ملاحظات جوهرية لا بد لها ان تؤثر على رؤيتنا لتاريخنا
الخاص. فتؤكدء اولاً. ان اهم ما انجزته حركة المقاومة الفلسطينية المعاصرة هو اعادة الهوية الفلسطينية. وبذلك,
تمسك المؤلفة بعنصر استمرارية حركة «فتح» و م.ت.ف. ويقائهما على قيد الحياة» وهى ايضا العنصر الذي ضمن
استمرار تأييد الشعب الفلسطيني في شتاته لقيادته التاريخية رغم اعمق التحفظات على بعض الاتجاهات الخلقية
او السياسية. ‎١‏ ش
وتؤكد» ثانياء ان قيادة الصف الاول في «فتح» تتألفء كليا؛ من اشخاص شاركوا بتأسيس «فتح» أو بطفولتها
قبل 1576. وتضيف الى ذلك ان كوادر الصف الثانى جاؤوا جميعا قبل معركة الكرامة في آذار 19374: وان الذين
ترقوا الى مراتب قريبة من هذا الصف بعد ‎147١‏ في لبنان: كانوا قد اتوا اليه من الاردن. وتشير هذه الحقائق الى
استمرارية هامة في حياة اية حركة سياسية تمر بموازين وظروف صعبة كظروف الفلسطينيين من جهة؛ والى احد
العناصر التاريخية المؤثرة في مدى انسجام او تنافر القاعدة الجماهيرية وقواعد فصائل المقاومة مع القيادات
السياسية حيثما تواجد الشعب الفلسطيني ضمن ظروفه السياسية والمعيشية والامنية المتنوعة من جهة اخرى.
وثالثاء تلاحظكويان ان العمود الفقري للدعم الثابت الذي تلقته «فتح» عبر السنوات من الشعب الفلسطيني»
كمن في المخيمات وفي مدن وقرى الضفة الغربية .اذ جاء المقاتلون والمتطوعون من تلك القطاعات باعداد غفيرة -
دون أن يعني ذلك تقليل اهمية الدعم المادي والمعنوي الذي اخذت تتلقاه «فتح» بشكل متنام منذ الستينات.
ان الشيء الوحيد الذي أثر سلبا على تضافر هذه العناصر الثلاثة, كان اشتعال الاقتتال الفلسطيني ألذي
هددء للمرة الاولى؛ منجزات «فتح» عبر تهديدها من الداخل. وانه لمن سخرية القدر ان ما يثبت صحة رأي هيلينا
كوبان بالتزاوج الاساسي بين مصير م.ت.ف. ووضع «فتح». هو مدى تهديد مكانة م.ت.ف. اليوم بسبب تمزق
فل
تاريخ
يناير ١٩٨٥
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 6704 (5 views)