شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 14)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 14)
المحتوى
نفسه. في زحمة التطورات. مثل هذا السؤال؛ وان سآلته. يرد بأفكار عامة, مثل التوجه الى الشعب
مباشرة, او الى «قواعد» الطرف التقدمي الآخر, الخ. في هذا المنحى من التفكير مغالطة وخطر في
نفس الوقت: اولاء الشعب ليس رهن اشارة الطرف التقدمي. يحركه باصبعه؛ بالعكس, يثق
الشعب بالطرف التقدمي ويتأثر به بمقدار ما يثق هو بالآخرين ويتعاون معهم في استراتيجية
كفاحية سليمة, وواقعية : ثانياء التأثير في «القواعد» يعني. عملياء محاولة تخريب البنية التنظيمية
للطرف التقدمي الآخر, الامر الذي يستدعي تبادل «التخريب». اي التدمير المتبادل للقوى
التقدمية لبعضهاء وهي التي يفترض بهاء بدلا من ذلك؛ ان تكافح مجتمعة في سبيل القضية
المشتركة؛ ثالثاء ألا يعني هذا النوع من التأثير في «القواعد», ولو حدث عن حسن نية, شكلا غير
مباشر من اشكال خدمة المخططات المعادية, لانه يساعد في تصفية الذات؛ وتصفية الطرف
التقدمي الآخر»
لنلق نظرة على النتائج المتوفرة لدينا حتى الآن. هل كان التناقض «التقدمي» مفيداً في
لبنان؟ ماذا كانت نتائجه؟ هل كان مفيدا بعد لبنان على الساحة الفلسطينية؟ هل هو مفيد على
صعيد الواقع القائم على الساحة العربية؟. لا يهمنا هناء على من تقع المسؤولية, لائنا لسنا في
معرض المحاسبة؛ او حتى اللوم» ولانه, كيفما وزعنا المسؤولية, تبقى النتائج نفسهاء ويكون لا
فرق, حينئذء بين ان يحمل المسؤولية عن ذلك فلان, او فلان: ولانه ايضاء وهذه نقطة هامة,
بمقدار ما يكون المرء اقل مسؤولية عن التمزق والتشتت الحاصل في القوى التقدمية: اي اشد
اخلاصا من غيره في نظر نفسه على الاقل) في الحرص على وحدة القوى التقدمية ووحدة كفاحهاء
يكون حجم المسؤولية اعلى في التصدي للوضع الشاذ ومعالجته.
العائق الاساسي امام انشاء تحالف تقدمي حقيقي هو كما قلناء اختلاف في «الموقع..
واقعياً, »كل طرف تقدمي موجود على الساحة العربية يريد يد أن يكون في الموقع القيادي دون مشاركة
من احد. لقد اوجدت التجارب النضالية العالمية صيغا عديدة للتعاون بين القوى التي تعمل في
مجال واحدء ولكن جميعها غير مرضية عموما للاطراف العربية التقدمية التي يتمسك كل منها
بمملكته؛ ويريد ان يكون هو المرجع للآخرين. التعاون مع الآخرين لم يأخذ حتى الآن؛ على صعيد
الواقع» سوى اتباع احد الطرفين المتعاونين للآخر. في الخمسينات: قام الرئيس الراخل عبد
الناصر بخطوة تاريخية مخلدة له؛ هي اقامة الوحدة مع سوريا. لكن اقتضت الوحدة؛ ان يتعاون
مع قوة شعبية أساسية في سوريا لعبت دورا كبيراء ربما لولاه لما قامت الوحدة, وهذه القوة هي
حزب البعث العربي الاشتراكي. لكن اعتبر كل طرفء ان الطرف الآخر منافس له وكان ذلك عقبة
كبيرة دون التعاون المخلص بين الطرفين التقدميين اللذين بنيا الوحدة؛ وكانت النتيجة البديهية
لذلك؛ ان دمرت الوحدة داخليا ولم تعش سوى لحظة في عمر الزمن. لو تعاون طرفا الوحدة بشكل
وثيق» هل كان باستطاعة اي قوة معادية ان تقوم بانقلاب الانفصال؟
هذا المثال التاريخي البارنء فيه عبرة كبيرة. ان اي طرف تقدمي يتألف, اذا كان تقدميا
فعلا. من مناضلين. والمناضلون لا يقبلون التعاون مع المناضلين الآخرين الا على اساس التكافق,
وعلى اساس احترام الاطراف التقدمية لبعضها البعض. كل شيء يمكن تسويته بعدئذ. يمكن,
تدريجياء توحيد الاجتهادات النظرية وحل المشكلات التنظيمية والبت في المسائل التكتيكية. كل
شيء يمكن حله؛ بل ويمكن اغناء الحل من خلال تمايز الاجتهادات وغنى التجارب.
في كل الحالات؛ لا يمكن لأي تحالف صحيح بين القوى التقدمية ان ينشاء الا اذا بني
1
تاريخ
مارس ١٩٨٥
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10384 (4 views)