شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 26)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 26)
- المحتوى
-
اخرى حدودية. او غيرها. لسنا الآن في صددهاء ولكن كانت الحصيلة طرح شعار «النمر من
ورق»» واتهام الاتحاد السوفياتي بالانحراف. ظن الكثيرون؛ حينذاك؛ ان الطرح الصيني فيه
«ثورية» اشد, واستطاعت الصينء بذلك, ان تحدث صدعا في الحركة الثورية العالمية. لكن برهنت
الاحداث, لا على خطأ الافتراض. فحسبء وانما ايضاء على ان طريق هذه «الثورية» الاشد يؤدي
الى التحالف. لا التعامل فقط. مع الولايات المتحدة, اي مع الامبريالية. الآن. هذا البلد
الاشتراكي العظيم؛ الذي كلف فيه بناء الاشتراكية عقودا من التضحيات, يتحالف مع الامبريالية
في كل المجالات: في مجال الاعتماد على سلاح الولايات المتحدة وتقديم خدمات, مقابل ذلك,
لاستراتيجيتها العدوانية في الشرق الاقصى؛ وفي العدوان على الفيتنام, الرمز العظيم للثورة ضد
الامبريالية: وفي دعم الكثير من حركات الثورة المضادة, فيلتقي مع جنوب افريقيا مثلا؛ في دعم
الاونيتا وغيرهاء ويبارك حتى السادات في خيانته للقضية الوطنية. هذاء عدا انعكاس ذلك كله على
الاوضاع الداخلية؛ وعلى النظام الاشتراكي نفسه.
الافتراض الثاني: اي كون الاتحاد السوفياتي يخفى نوايا عسكرية ضد الولايات المتحدة,
يؤلف ورقة لدى الادارة الاميركية؛ ولدى الاحتكارات الصناعية الحربية الاميركية: وغيرها. ان
الرجعية العالمية الحاكمة. الأميركية والاوروبية واليابانية» تبرر كل عدوانيتها وزيادة ميزانياتها
العسكرية. وما يترتب على ذلك من الخلل الاقتصادي, ومن التضخم الفاحش, ومن التخفيض
للميزانيات الاجتماعية, ومن الانعكاسات على الطبقة العاملة, الخ, بالوقوف ضد «الخطر
السوفياتي».
كلا الافتراضين خطاء لسبب بسيط هو ان القضاء على الامبريالية لا يتم آلياً بمجرد
القضاء على الادارة الرأسمالية الرجعية: حتى ولا بالقضاء على الاحتكاريين كأشخاص. ان انهاء
الامبريالية يتطلب انهاء الملكية الخاصة الاحتكارية لوسائل الانتاج, وانهاء السيطرة الاحتكارية
الخاصة على آلية اصدار النقد. وآلية التمويل المصرفية عموماء وتحويل كل ذلك الى ملكية عامة
اشتراكية؛ اي ملكية عامة لا تخدم اي قطاعات خاصة؛ صغيرة كانت ام كبيرة, وانما توظف لتطوير
المجتمع بكامله. والقيام بذلك هو عملية كفاحية تجري على' مستويين: على مستوى شعب البلد
الراسمالي الاحتكاري. في اطار المركب الاجتماعي - التاريخي الذي يمر به هذا الشعب وطبقته
العاملة : وعلى مستوى شعوب البلدان النامية المستغلة التي تناضل للتحرر من نير الامبريالية,
وايضا ضمن المركب الاجتماعي - التاريخي لحركات التحرر الوطني فيها. ومستويا الكفاح
متفاعلان ديالكتيكياء ويتطوران باستمرار نحو انتصار الشعوب اخيرا على الامبريالية.
التعايش السلمي يعني سيطرة القانون الدوليء لا سيطرة قانون الغاب ولا سيطرة
الفاشية. يعني. عدم قيام دولة ما بالاعتداء على دولة اخرى كلما كانت قوتها العسكرية تسمح
بذلك. فالاتحاد السوفياتي يحترم سيادة واستقلال الولايات المتحدة ولا يلجأ الى القوة في حل
الخلافات الناشبة بينهماء وكذلك يجب على الولايات المتحدة, بالمقابل, احترام سيادة واستقلال
الاتحاد السوفياتي والبلدان الاشتراكية الاخرى؛ وعدم ارتكاب أي عدوان ضد اي من مجموع
الاسرة الاشتراكية.
معنى ذلك. ان ليس ثمة «خطر سوفياتي», حتى ولو كان الاتحاد السوفياتي يرجح بالقوة
على الولايات المتحدة؛ ومعناه ان الخطر هو ٠اميركي» لا سوفياتي؛ لان الولايات المتحدة هي التي
ترفع ميزانياتهاء وميزانيات حلفائهاء العسكرية, وتصعد سباق التسلح؛ والمناداة بالتعايش
>50 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22409 (3 views)