شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 27)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 27)
- المحتوى
-
السلمي؛ هي من هذه الزاوية؛ مناداة للوقوف في وجه «الخطر الاميركي» الذي يمكن ان يؤدي الى
حريق تنووي.
يتطبق مبدا التعايش السلمي على البلدان النامية؛ فيجب على الولايات المتحدة ان تحترم
سيادة واستقلال الدول الفتية؛ والا تقوم بالعدوان على هذا البلدء او ذاكء لمجرد ان النظام فيه
لا يعجبها. يجب ان يلغى قانون الغاب من اصول التعامل الدولي» ولا يجوز لدولة كبيرة الاعتداء
على دولة صغيرة لمجرد ان الاولى اقوى من الثانية. هذا الوجوب لا تعبا به طبعاء الولايات المتحدة,
وتقوم بالعدوان كلما طاب لها. هنا يأتي دور حركة التحرر الوطني التي تتصدى للعدوان الامبريالي
وتدافع عن بلدها. اذن, محاربة الامبريالية من جانب البلدان النامية هي دفاع عن النفس وليست
قياما بعمل عدواني ضد الولايات المتحدة, او ادارتها! وهي؛ اذنء تأكيد لمبدأ التعايش السلمي
وليس نقضا له كما يخيل لاول وهلة.
من جهة اخرى. صد العدوان الامبريالي ليس عملية عسكرية بحتة؛ ولا يمكن ان يعتمد,
فقط؛ على الامكانات العسكرية المتواضعة للبلد الناميء او لحركة التحرر. لا بد من ان يعتمد على
التحالف العالمي؛ الذي يضم, بالضرورة. حركات التحرر والبلدان الاشتراكية والقوى
الديمقراطية والتقدمية في البلدان الرأسمالية. يتوثق هذا التحالف اكثر فأكثرء بمقدار ما تزداد
أبعاد المعركة وضوحاء وبمقدار ما تنضج استعدادات الشعوب النضالية. في نفس الوقتء تزداد
خبرة الشعوب الكفاحية اكثر فأكثر, وعلى ضوء ذلك, تزداد حدة المعركة وتزْد اد بالمقابل» شراسة
الامبريالية حتى تبلغ ذروتها. لكن بمقدار ما تشتد هذه الشراسة يشتدء في الوقت نفسه. افلاس
الامبريالية نفسهاء اي ضعفها.
ان قوة الامبريالية لا تقاس بالطريقة التي تصورها الادبيات الرجعية؛ اي بعدد الدول ذات
الحكومات الموالية للبلدان الرأسمالية الصناعية:؛ بالمقارنة مع عدد الدول ذات الحكومات
التقدمية.
يمكن في المرحلة التاريخية الحالية» بغير صعوبة كبيرة, اقامة عدد كبير من الانظمة القمعية
الرجعية الموالية للامبريالية, لا سيما ان البلدان الرأسمالية الصناعية تمتلك مفاصل التمويل
والانتاج الرأسماليين. لكن, عندما تفقد هذه الانظمة شعبيتهاء وتفلس اقتصادياء وهذا الامر
نتيجة طبيعية؛ تفقدء في نفس الوقتء نفعها للامبريالية وتصبح عالة عليها: يجب على هذه ان
تطعمها وان تشتري لها شعبية بكلفة اغلى, فاغلى. لذلك, تتخلص الامبريالية نفسها منها؛ وكما
كان افلاس عملاء الاستعمار القديم بداية النهاية لزوال الاستعمار القديم: فان افلاس عملاء
الامبريالية هو. بدوره؛ بداية النهاية لانهاء الامتداد الامبريالي. لقد سقطت بهذه الطريقة. اي
بالافلاس, دكتاتوريات الارجنتين والبرازيل. وسوف تسقط دكتاتوريات مماثلة عديدة. النظام
الرأسمالي المتطور يستطيع ان يعمر قليلا بالاعتماد على عملية النهب التاريخية التي حصلت»
وعلى انهاك شعبه بالحروب» ودغدغة غرائزه الشوفينية, وعواطفه الدينية؛ اما النظام الرأسمالي
المتخلف, فيستحيل عليه ان يعيش دون تغذية مستمرة بالمال, وبالمنتجات, من الجهة الامبريالية
التي تتبناه. الامر الذي يتناقضء جذرياء مع حاجة الامبريالية للنهب. الرأسمالية العالمية تأخذ
لا تعطى, واذا اعطت قليلا فلكي تأخذ كثيرا؛ ولذاء لا يملك النظام الرأسمالي المتخلف ايا من
اسباب الحياة. حتى الدول النامية الغنية» تبقى عملية النهب فيها مستمرة» وتنضب بسرعة من
جراء ذلك حتى الشروات التي تعتبر اسطورية. اليس امرا ذا مفزى كبير كون فنزويلاء البلد
53 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10604 (4 views)