شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 29)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 29)
- المحتوى
-
الفصل التام بين مستويات النضالء ولا يعني عدم امكان حرق المراحل؛ لكن, ربماء من المفيد
التذكير بان القوة الشعبية التقدمية (المؤلفة من تنظيم سياسي وحيد؛ او من تنظيمات متحالفة,
أو في سبيل التحالف) تستطيع ان تخدم قضيتها السياسية بمقدار ما تكون مستوعبة لاوضاعها
الداخلية وعارفة لمناهج العمل الاكثر فعالية وجدوى وللاطار الاجتماعي - السياسي» الذي تفرضه
عليها طبيعة المرحلة التاريخية حتى التنظيم البروليتاريء لا يستطيع في مجتمع؛ بنية الطبقة
العاملة فيه ضعيفة:؛ الا ان يناضل ديمقراطياء لا بروليتارياء وان يمهد للنضال البروليتاري. في
نفس الوقت, يفترض بالقوة الشعبية التقدمية الا تهمل, مطلقاء البعد العربي والدولي لنضالها,
لانه, اذا حصرت نفسها في الاطار الداخلي. يضعف تفاعلها مع القوى التقدمية الاخرى من جهة,
وتنغلق ايديولوجيتها وطريقتها في معالجة الامور. على نفسها من جهة اخرى. في نفس الوقت, البعد
العربي والذولي لا يغني مطلقا عن الساحة الداخلية: فالانغلاق في الساحة الداخلية خطر,
والضمور لدرجة الاكتفاء بالتحرك الخارجي هو في نفس الدرجة من الخطورة.
التناقض الثاني. اي التناقض في الموقف من القضية الفلسطينية؛ هو في الواقع؛
حساس وخطير. الدول «المعتدلة» تريد تسوية القضية الفلسطينية بأي شكل؛ خوفا من
«الشيوعية». وتحول القوى التقدمية العربية. معنويا على الاقل. دون تحقيق ذلك. هذا يشل
العمل العربي من اجل القضية الفلسطينية, لانه يعرقل» بل يجمد. العمل العربي في منحى
تقدمي» وفي نفس الوقت لا يجرؤ الطرف غير التقدمي على التحرك, الا بحذر شديدء وبكثير من
المناورة. وبمساعدة الضربات الاسرائيلية المتتالية.
هل هذا التناقض (اي التناقض الثاني) يبدأ من القوى التقدمية, إذ يفترض أن تحددء
منفردة ومجتمعة؛ ماذا بامكانها ان تعمل وما هو منظورها الكفاحي في سبيل القضية الفلسطينية
وما هو حلها للقضية الفلسطينية. يفترض طبعاء ان يؤخذ في الاعتبار موقف البلدان الاشتراكية,
والقوى التقدمية الدولية من القضية؛ وان تنسجم القرارات والمنظورات مع الامكانات المتاحة
واقعياء ومع الرأي العام التقدمي الدولي. جميع الاطروحات الشوفينية ليست لمصلحة القضية
الفلسطينية, ولم ينجم عنها في الماضيء ولن ينجم عنها في المستقبل» سوى تبرير الضربات
الامبريالية من جهة (حرب ١177 وقائية لمنع العرب من القاء اليهود في البحر... غزو لبنان من
اجل سلام الجليلء الخ...)» وتبرير الاستسلام «المعتدل» من جهة اخرى (عجز التقدميين عن
تحرير فلسطين, قدرتهم تقتصر على الشعارات الفارغة... الخ): بعدئذء اي بعد ان توضح القوى
التقدمية لنفسها ما تريد, تحاور القوى التقدمية المتحالفة في جبهة واحدة الانظمة «المعتدلة»,
ويمكن ان يدور الحوار حول محورين: الاول؛ هو وضع الانظمة «المعتدلة» امام مسؤولياتها في
موضوع القضية الفلسطينية. فمثلاء ليست مهمة سورياء او اي بلد عربي آخر. ان تحمل وحدها
مسؤولية القضية الفلسطينية؛ وليست مهمة الانظمة «المعتدلة» ان تكتفي بدفع بعض المال؛ اى
بالقول: «اذهب انت وربك فقاتلا...». الثاني؛ هو متابعة الانظمة «المعتدلة حول الحل البديل
لديها عن الكفاح في سبيل القضية. فمن الضروري ان يعرف الحل البديل؛ او الحلول البديلة
زاذ قديكون لدى كل دولة عربية حل خاص بها) لا عن طريق التكهن. ولا عن طريق الامر الواقع
كما في حالة مصر السادات, وانما عن طريق الاقنية الدبلوماسية المختلفة؛ وعن طريق اجهزة
الجامعة العربية؛ وعن طريق الاتصالات الثنائية ومؤتمرات القمة. ومعرفة الحل البديل تساعد
على وضع جميع الاحتمالات في خطط الكفاح التقدمية من اجل القضية الفلسطينية. لنفرض ان
>34 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39354 (2 views)