شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 30)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 30)
- المحتوى
-
هناك حلولا كامب - ديفيدية في الج العربي, فمن الضروري التعرف على تفاصيلها؛ وعلى مدى
تأثيراتهاء الآنية والبعيدة المدى, على هذا العمل الكفاحيء او ذاك. زيادة على ذلك, انه لمن التصور
السطحي للامور, الانطلاق؛ كما يحدث غالباء من اعتبار الانظمة «المعتدلة» وكأنها غير موجودة
على الساحة العربية والفلسطينية او كأنها في حكم المنهارة عندما يشتد الكفاح, او كأن المشكلة
معها هي مشكلة دبلوماسية يمكن, بقليل من «المسايرة». أن تتحرك فيها العاطفة القومية او ان
يتنبه لديها الحس بالخطر من جراء التعامل مع الامبريالية وان تنعطف بمقدار مائة وثمانين درجة
او تسعين درجة.
الانظمة «المعتدلة» موجودة على اساس التعامل مع الدول الرأسمالية الصناعية, ومع
الولايات المتحدة؛ وهي ملتزمة بعلاقاتها مع هذه الدول؛ وحريصة عليها ولا تتحرك الا بما ينسجم
وهذا الالتزام. طبعا يفرض عليها الرأي العام العربي ان تتحرك بحذر في موضوع اسرائيل؛ ولكن
هذا لا يعني ان جوهر موقفها من اسرائيل قد تغير. الصهيونية الدولية موجودة ف البنوك العالمية,
وفي الشركات الصناعية الكبرى المختلفة؛ وفي شركات التعهد الضخمةءوفي كل المؤسسات
الاقتصادية الرأسمالية الكبيرة؛ التي تتعامل معها الانظمة «المعتدلة» واغنياء الانظمة «المعتدلة؛
هذا عدا وجود الصهيونية الواسع في المؤسسات السياسية والاعلامية للدول الرأسمالية
الصناعية. وتعامل الانظمة «المعتدلة» بهذه الطريقة, واقعياء مع الصهيونية الدولية: يعني.
بطبيعة الحال؛ تبني المواقف اى الحلول التي تضعها الدول الرأسمالية. وخصوصا الولايات
المتحدة بشأن اسرائيل؛ بل وتبني المواقف الصهيونية. أن هذه الانظمة لا تشعر بالتناقض مع
اسرائيل» وربما تؤمن الى حد كبير يأطروحة التعاون الاقتصادي التكنولوجي مع اسرائيل» الامر
الذي تطرحه الصهيونية؛ والرجعية الاوروبية, منذ بداية القرن. التناقض بالنسبة لهذه الانظمة
هو مع القوى التقدمية.
اذا تركنا ذلك» وهو معروف بشكل عامء فان هدف الاشارة اليه هو التدليل على ان الانظمة
«المعتدلة» لها وجود سلبي وفعال على الساحة العربية الفلسطينية. ولا يمكن لهذا الوجود ان
يكون حيادياء وإذا بدا حياديا في فترة م!, فانه يكون متربصا. المثال المجسد على الوجود السلبى
الفعال للانظمة «المعتدلة» هو غدر النظام اللبناني بالفلسطينيين, بدءا من النصف الثاني من
السبعينات, والذي توجته مجازر صبرا وشاتيلا. والقوى التقدمية ليست هي الاقوى في الماطقة,
بالعكس تماماء الانظمة «المعتدلة» مدعومة بالاموال؛ وبكل المرتكزات القديمة والحديثة لدول
الغرب الاستعمارية؛ وللولايات المتحدة, وللصهيونية ايضا.
لكن خط المجابهة الاول للقوى العربية التقدمية ليس في مواجهة الانظمة العربية
«المعتدلة», وانما في مواجهة اسرائيل كامتداد الخطبوطي للامبريالية العالمية.
هناك علاقات لا حصر لها بين العرب التقدميين والعرب «المعتدلين». عدا العلاقات على
الصعيد الرسميء هناك اختلاط بشري واسع بنتيجة الهجرات السياسية: والهجرات المعاشية,
من الدول التقدمية العربية الى الدول «المعتدلة». وبالعكس. وهناك تأثيرات سياسية متبادلة على
الصعيد الشعبيء فلا يوجد خط فاصل واضح في اي مكان في المنطقة العربية بين التقدميين
و«المعتدلين». -
في الوقت نفسه؛ ربما ليس من مصلحة التقدميين؛ ولا «المعتدلين». التحريض في هذا البلد
او في ذاك: لان كل تحريض «تقدمي» يقابله تحريض «معتدل» وبالعكس. ربماء ايضا. يكون
5 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39354 (2 views)