شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 31)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 31)
المحتوى
الجانب الاكثر تضررا هو الجانب «التقدمي», بسبب عدم التكافؤ بالامكانات الجاهزة لدى كل
طرف . بالاضافة الى ذلك يخلق التحريض نفسه اجواء توترء وهذه الاجواء, هي غالباء في مصلحة
الجانب «المعتدل», لان الرأسمالية في كل مكان تربط الشرائح الشعبية غير الرأسمالية» التي
تجندها في معاركهاء بالاعتماد على التوترات المتلاحقة بالدرجة الاولى, اذ تنقلها من حالة توتر الى
اخرى. اذن, كلا التحريض والتشنجء اللذين تستخدمها القوى العربية التقدمية احيانا على
الساحة العربية, سرعان ما يتحولان لصالح الاطراف «المعتدلة». حتى الهجوم العنيف على
اتفاقات كامب ديفيد لم يقلص الشرائح العربية المؤيدة لها. بمقدار ما زادها تعلقا بهاء باعتبارها
تشكل نوعا من «الحل الواقعي» زعماء لمشكلة الصراع العربي - الاسرائيلي.
طبعاء يجب تحليل المشاريع الاستسلامية, ايا كانت, وتحذير اوسع قطاعات الجماهير
منهاء ويجب تحليل الاوضاع العربية بمختلف جوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية,
وشرح نتائج ذلك. لاوسع القطاعات الشعبية؛ ولا سيما مختلف فثات الطبقة العاملة. ولكن من
المفيد دوماء التركيز على الجوانب الايجابية, لا السلبية في العمل التقدمي السياسي والجماهيري؛
لان الكفاح الاجتماعيء في الساحة العربية: هو عملية تطورية من جهة؛ ولان الكفاح السياسي
العربي ما يزال موقعه في اطار التحرر الوطنيء اي في الاطار الذي يعتمد. من الجملة؛ على شرائح
شعبية اما هي غير بروليتارية او لا تؤمن بالنضال البروليتاري من جهة اخرى. أن توسيع الاطار
الوطني للتحرك على الساحة العربية هو من مصلحة التقدم؛ وبالمقابل» ان تقليص حجم التحركد
الوطني وقصره على مجموعات نخبوية » أى حتى على مجموعات طليعية. ولكن منغلقة على نفسها.ء
يؤلفء كلاهما ؛ خطرا كبيرا على القضية العربية ككل, لكونه يترك الساحة خالية للقوى الاخرى,
غير التقدمية.
في الوقت نفسه. ان توسيع اطار التحرك الوطني هو سلاح ذو حدين, لانه يؤدي» حتماء
الى تعايش تيارين: احدهما تقدمي» ‎٠‏ وربما هو الاضعفء. والآخر غير تقدمي» او انتهازي: وريما
هو الاقوى. اذن, يمكن ان يكون هذا التوسيع وسيلة لانتصار التقدم. او مركبا لانتصار التيار
الآخر. غير ان العامل الذي يبت في نتيجة ذلك يعتمد على مدى تنظيم وتماسك ونضوج القوى
التقدميةء والقوى البروليتارية بالدرجة الاولى.
لكن» حتى لو كان توسيع اطار التحرك يودي إلى الانتكاساتء فلا طريق غيره للعمل
التقدمي المجدي على الساحة العربية.
من جهة اخرى. إذا كانت القوى «المعتدلة» العربية تريد انهاء الصراع العربي -
الاسرائيني باي شكلء وعبر اقنية الدول الرأسمالية الصناعية؛ فإن القوى التقدمية العربية,
بمختلف فصائلهاء لا تستطيع قبول ذلك لانه لن يتم الا على حسابها. مثلاء لن يعطي الطرف
الاميركي - الاسرائيلي اي شيء للفلسطينيين مهما قدموا من تنازلات ومهما وبسطوا «المعتدلين»
العرب او الاوروبيين؛ ولن يعيد الجولان لسوريا؛ ولن يقدم اي «تنازلات», معنوية او مادية؛ لاي
طرف عربي. اذنء ليس أمام القوى التقدمية الا احد امرين: الاول؛ هو الموقف السلبي الصرف
الذي يؤلف نوعا من الانتظار لحدوث مستجدات دولية تساعد على التحرك او على الحل» وهذا ما
هو قائم حاليا بشكل جزئي: والثاني: هو اعطاء ومضة خضراء (لا ضوء اخضر) للانظمة المعتدلة
عسى تستطيع الحصول على شيء ماء ولو قليل؛ من حليفها الاميركي . هناك منحى ثالث ولكن يظهر
ان القوى التقدمية ليست مستعدة له. وهو العمل الكفاحي الواسع الافق؛ وهذا يتطلبء كما قلنا
تاريخ
مارس ١٩٨٥
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39360 (2 views)