شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 100)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 100)
- المحتوى
-
ونا كانت عيّنة البحث قد اختيرت على أساس تمثيلها لكافة قطاعات الشعب في اسرائيل.
فان معرفة أكثر من ثلاثة أرباع أفرادها لأشخاص هاجروا في السابق تدل دلالة واضحة على
اتساع نطاق الهجرة المعاكسة وشمولها لكافة طبقات المجتمع واصوله العرقية. كما أن اتجاه
حوالي 817 بالمئة من مجموع من هاجر الى الولايات المتحدة الأميركية للاقامة فيها لدليل على أن
أميركا هي المكان الأكثر قابلية لاستيعاب اليهوب المهاجرين من اسرائيل.
١ - أن 87,8 بالمئة من الراغبين في الهجرة يعتبرون اميركا الشمالية وأوروبا الغربية
المكانين المفضلين اللذين يودون الرحيل اليهما والاقامة فيهما.
/ - ان ,"7 بالمئة من يهود اسرائيل لا يفكرون بالهجرة في الوقت الحاضر.
4 - أن ٠,5 ؛ بالمئة من أولئك الذين لا يفكرون بالهجرة ذكروا أن الايمان بالعقيدة
الصهيونية يعتبر أهم الاسباب التي تدعوهم الى عدم التفكير في الرحيل عن اسرائيل.
9 ان 0١ بالمئة من اليهود قالوا أن اسرائيلء كدولة ومجتمع وعقيدة. فشلت في تحقيق
أحلامهم وتطلعاتهم التي هاجروا من أجلها الى فلسطين.
دان غالبية يهود اسرائيل تقدر أعداد هؤلاء الذين هاجروا من اسرائيل وأقاموا في
الخارج بما يتراوح بين حوالي ٠ ألف و ١.5 مليون شخص.
الموقف من الحياة في اسرائيل ومن موضوع الهجرة
أن حداثة الهجرة اليهودية الى فلسطين تجعل من حركة الهجرة المعاكسة ظاهرة مهمة ذات
دلالة خاصة تتعدى رغبة البعض في ترك اسرائيل والرحيل الى مكان آخر. اذ بينما تعكس تلك
الظاهرة عدم استقرار المجتمع اليهودي في فلسطين, فانها توضح مدى التغيير في نظرة بعض
الاسرائيليين للصهيونية كفمهوم عقائدي وسياسي وموقفهم من اسرائيل كوطن قومي وملاذ ليهود
العالم.
أن مرور أكثر من ثلاثين سنة على وصول غالبية المهاجرين من اليهود الى فلسطين كان
يفترض انصهار هؤلاء أى على الأقل. انصهار أبنائهم؛ في بوتقة واحدة واتجاههم الى الانخراط
قٍِ مجتمع يهودي متجانس هو حصيلة تجربة اليهود والصهيونية العالمية في فلسطين وخارجها.
الا ان ازدياد اعدان المهاجرين من يهود فلسطين الى الخارج وارتفاع نسبة الراغبين منهم في
ايجاد وطن بديل ليدل على عدم ترسخ الفكر الصهيوني لدى هؤلاء. أو على تقصيره في الوفاء
بالوعود لهم. ولذلك, تعكس ظاهرة الهجرة المعاكسة من فلسطين اكتشاف الاعداد الكبيرة من
اليهود لحقيقة الصهيونية كفكر لم يكن باستطاعتهم التكيف لمتطلباته. أو اكتشافهم لانفسهم
كافراد وجماعات لاتنسجم اهدافهم مع أهداف وممارسات الصهيونية.
ومن ناحية أخرىء تؤكد ظاهرة الهجرة المعاكسة فشل اسرائيل. كمجتمع وكدولة؛ في تحقيق
طموحات غالبية اليهود الذين هاجروا اليها وعجزها عن توفير الحياة الافضل والاكثر أمناً
واستقراراً لهم ولابنائهم.
وتدل البيانات على ان نسبة اليهود الذين فكروا بالهجرة من فلسطين في السابق بقيت في
حدود متواضعة خلال عقد الستينات ومعظم السبعينات؛ ثم أخذت بعدها في التزايد بشكل
مضطرد. خاصة بعد استيلاء ائتلاف الليكود على الحكم واتجاه الاوضاع الاقتصادية في اسرائيل
543 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10381 (4 views)