شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 201)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 201)
- المحتوى
-
اختلف الموقف العربي بعض الشيء ازاء مشروع جديد لتشكيل مجلس تشريعي؛ عرضه المندوب
السامي على اساس ان يتكون المجلس من ثمانية وعشرين عضواً نصفهم للعرب (مسلمين
ومسيحيين). ويموجب المشروع الجديد؛ يحق للمندوب السامي تعيين خمسة من الاعضاء العرب
بينما التسعة الباقون يتم انتخابهم. وبالرغم من ان صلاحيات هذا المجلس المقترح ليست اوسع
من صلاحيات سابقه وان قراراته ستكون؛ باللحصلة؛ مقيدة بالقيود ذاتها التي قيدت بها قرارات
سابقه, فقد تصدى الزعماء العرب لمناقشته بامعان؛ واجروا بشأنه اتصالات مع السلطات
البريطانية. وقد ركزوا انتقاداتهم على ما يعكسه المشروع من تمسك بريطاني بمساندة الوطن
القومي اليهوديء الا انهم اظهروا الاستعداد للتداول في ما عدا ذلك من بنوب المشروع. وقد نقل
المندوب السامي موقف الزعماء العرب الى حكومته فرد وزير المستعمرات برسالة قال فيها أنه «فهم
بآن الاحزاب العربية عموما قررت ان ترى مجلسا تشريعيا يؤسس.ء اجمالاء على نفس الاسس
التي اقترحتها حكومة جلالته, مع شعورهء كذلك, بانهم يطلبون تغييرات معينة». ودعا الوزير
الزعماء العرب الى زيارة لندن للتفاوضء وقال في رسالته هذه كأنما ليغذي لديهم الميل الى القبول:
ان الوفد اليهودي الذي استقبله «ابدى معارضة شديدة ضد تأسيس مجلس تشريعي في هذا
الوقت»!'"). الا ان هذا الميل العربي الى القبول اصطدم في نهاية المطاف, بالعقبة الدائمة وهي
التمسك البريطاني بالوطن القومي اليهودي. وكان كل من مجلس اللوردات ومجلس العموم,
البريطانيان قد طالب الحكومة بارجاءالعمل بهذا المشروع «لانه من الخطأ ربط فلسطين بشكل
من الدستور يودي بطبيعة الحالء كما ادى في البلاذ الاخرىء الى قيام حكومة مسؤولة في
البلاد»”؟) كما لاحظ تقرير لجنة بيل فيما بعد - فقيام وضع كهذا يعرقل تحقيق المشروع
الصهيوني ويعرض نقوذ بريطانيا ذاته للخطر.
وهكذ!ء لم يتح للمشروع ان يرى النور خصوصا لأن ثورة 21517 التي كانت عواملها
تتجمع منذ البداية» انفجرت في هذا الوقت
وحين ظهرت اقتراحات غير رسمية دعت الى تقسيم البلاد الى مقاطعات «كانتونات» تدار
محلياء اعلن القادة العرب رفضهم لنظام الكانتونات هذاء كما رفضواء بطبيعة الحال, مشروع
التقسيم الذي اقترحته لجنة بيل.
ان القيادة الوطنية؛ التي رفضت على الدوام اية مشاركة للاضطلاع بدور في ادارة البلاد»
كانت لديها اسبابها التي تتصل. في نهاية المطاف؛ برفض الوطن القومي اليهودي وبرفض الاقرار
بأي نوع من المشروعية للوجود “اليهودي في فلسطين» فضلا عن رفض المساواة بين الوجودين»
اليهودي والغربي؛ على اي نحومن انحاء المساواة. وظلت القيادة الوطنية قادرة على ان تقنع الري
العام الفلسطيني بمواقفهاء وهكذا فلم تنجم في وجهها سوى معارضات قليلة التأثير: سواء تلك
التي جاءت من اليمين؛ او من اليسار,
والقيادة الوطنية» مع رفضها المتصل للمشاريع المعروضة: لم تقدم؛ من جانبهاء حتى سنة
© اي بديلء مع ان الاوضاع كانت تتردى وتتفاقم. والمقصود هناء ليس البديل المعبر عنه
في مشروع مكتوب, فمن هذه الناحية اعلنت الحركة الوطنية مطلبها في الاستقلال والحكم البرلماني
الذي يسهم فيه اليهود وفق وجودهم التي يعترف بها العرب, مما بدا من وجهة النظر العربية,
كانه البديلء بل المقصود هو البديل للنشاط المثابر الذي كان يستهدف انشاء الوطن القومي
اليهودي: بنشاط يحقق تصورات العرب في الظروف الملموسة التي كانت تتطور اليها البلاد.
1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)