شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 205)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 205)
- المحتوى
-
بريطانيا ذاتهاء وفاعلة ذلك حتى بعد ان اشرعت الجماهير, بالفعل؛ هذا السلاح العام ١5157
وبنتيجة الوساطة العربية, وتحت ضغط الاحداث وانتشار اعمال العنف ومن ميل واضح
للتهدئة. 'ارسلت الحكومة البريطانية الى قلسطين اهم لجنة من اللجان التي امتها في تاريخها.
واحيط تشكيل هذه الاجنة بكثير من الدعاية والاهتمام. والحقيقة؛ ان اللجنة الملكية لفلسطين اى
لجنة بيلء استطاعت ان ترى اوسع واشمل ما امكن للجنة بريطانية ان تراه من جوانب القضية
كافة. وقد انتهت هذه اللجنة الى القناعة التي عبر عنها تقريرها حينةال :«لقد تبين لنا أن مقترحات
العرب ومقترحات اليهوب, بالصيغة التي عرضت علينا رسمياء لا يمكن اتخاذها اساسا لتسوية
سلمية اوتسوية نهائية»7). وهكذاء فان من رأي اللجنة انه «لا أمل يرتجى في الوصول الى تسوية
دائمة [حتى] على اساس الروح القومية المعتدلة»" لدى الجانبين, علما ان الروح المتطرفة هي
التى كانت سائدة.
<< لقد بنت لجنة بيل قذاعتها هذه في ضوء معاينتها للواقع كما تجلى اواخر العام ١477 واوائل
5990؛ فقد تمايز في البلاد كيانان احدهما عربي والآخر يهودي. ورأت اللجنة كيف صار
«الشعبان المتخاصمان [في وضع] لا يمكن [معه] ان يعمل احدهما على زيادة رفاهية الآخر(",
وذلك بينما «كانت مقتضيات صك الانتداب الخاصة: ايضاء عائقا منيعا يحول دون اتخاذ
سياسة قويمة تعمل على التقريب بين العنصرين»").
وفي ضوء قناعتها هذهء عرضت اللجنة الملكية البريطانية اقتراحاً تضمن خطة تفصيلية
لتقسيم البلاد إلى دولتين: عربية ويهودية؛ وذلك على أساس الانطلاق من «انهاء أجل الانتداب
على فلسطين واستبد اله بنظام معاهدات يتفق مع السابقة التي درج عليها في معاهدتي العراق
وسورياء مع بريطانيا وفرنساء ووضع , انتداب جديد للأماكن المقدسة يكفل تحقيق الغايات»
المتوخاة منها!"". ودعت اللجنة بريطانيا «الى التفاوض مع حكومة شرق الاردن وممثلين لعرب
فلسطين من جهة. ومع الجمعية الصهيونية من الجهة الاخرى, لعقد معاهدة تحالف مع كل من
الفريقين, وان تعلن في هاتين المعاهدتين عن تشكيل دولتين مستقلتين ذاتيّ سيادة». واقترحت ان
«تتالف الدولة العربية من شرق الاردن مع ذلك الجزء من فلسطين الواقع الى الشرق
والجنوب»". الذي خصصته خطة التقسيم لعرب فلسطين.
استيعاد فكرة التقسيم
بروز هذا الاتجاه الى التقسيم بعد اندلاع ثورة ١4377 وتوقفها المؤقت» كان ثمرة هامة من
ثمرات السياسة البريطانية المؤيدة للمشروع الصهيوني, ومن ثمرات النشاط الذي امتدء طيلة
سنوات. لبناء الكيان اليهودي في فلسطين. وهذا البروز لفكرة التقسيمء عكس, على الجانب الآخر,
قصور الجهد العربى في مواجهة الانتداب والصهيونية» حين انصب هذا الجهدء لسنوات طويلة»
ضد الصهيونية وحدها وتردد في مجابهة بريطانياء وحين عجزت القيادة الوطنية العربية عن ان
تصبح قيادة للبلاد بأسرهاء بعربها ويهودهاء او تنتدب نفسها على الاقل انتداباً لدور كهذا فتقوم
بالمبادرة وتسعى لاستقطاب اي يهود معادين للصهيونية وتشجع اي مبادرات يقوم بها غيرها في
هذا السياق.
ولان الامر جرى على هذا النحوء فان عدالة المطالب الوطنية الفلسطينية والبراهين التي لا
18 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)