شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 206)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 206)
المحتوى
حص لها التي ثبتت احقيتهاء لم تكن كافية للحيلولة دون نمو الكيان اليهودي وتحققه على ارض
الواقع وتشدد القائمين عليه في مطالبهم في ظل دعم بريطانيا لمشروعهم.
كما انه ما من شيء امكن ان يحول دون تمايز الوجود العربي بوصفه طرفا يصطرع مع
طرف آخر موجود ألى حد لم يعد معه الرفض فض العربي قادرا على الغائه . ثم ان الوجود اليهوديء
فضلا عن كل ما تقدم اعلاهء صار في بعض النواحي» متفوقا بما له من هيمنة اقتصادية كاسحة,
وبما حققه من تقدم في التنظيم والادارة والاعداد العسكري. وهذا ما جعله قادرا على مواجهة
التفوق العربي العددي. وكانت التحالفات الخارجية التي انشآها الصهيونيون عديدة ومتينة
ومسعفة لمشروعهم. بينما لم يسع الجائب العربي الى التفاهم الا مع بريطانيا: وفي حالات نادرة
مع اطراف غربية اخرىء وكلها معادية لطموحهم الوطني . اما الاستناد الى المحيط العربي فانه
لم يسعفء باستثناء بعض المساعدات الطفيفة؛ الا في تغذية اوهام القوة المتناقضة مع واقع
الحال.
مع ذلك؛ فان الاتجاه الى التقسيم الذي ظهر بهذا الجلاء في عامي 1575 و 19917 لم
يجد سنداً كافياً في الواقع لتحقيقه؛ فعلى الرغم من ميل ميزان القوى بوضوح لصالح الوجود
اليهوديء فان الغلبة في البلاد كانت, حتى ذلك الوقت, ما تزال لاهلها العرب مع ما يعتور موقفهم
من ضعف نسبي. ثم أن استفادة بريطانيا من ارتباط الدول العربية بها ويحلفائهاء وما لعبه هؤلاء
الملوك والأمراء العرب من دور في ثني عرب فلسطين عن ثورتهم. لم يسعفا بريطانيا الا الى حين؛
ذلك ان الانشطة الثورية لم تلبث ان تجددت على نطاق واسع بعد شيوع الانباء عن اقتراحات
لجنة بيل بتقسيم البلاد. ولم تفلح آية ضغوط, بعد في ثني الفلاحين المهددين بلقمة عيشهم
وعمال المدن المعرضين لفقدان فرص عملهم, وجمهور التجار المتضررين والحرفيين الساخطين.
وكذلك الزعماء المتطلعين للاحتفاظ بدورهم عن استئناف المجابهة من اجل تحقيق المطالب الثلاثة
التي بلورتها الحركة الوطنية حتى ذلك الوقت, الحكم البرئاني ووقف الهجرة اليهودية الى فلسطين
ومنع انتقال الاراضي الى اليهود. ‎١‏
ومن المؤكد, ان بريطانيا لم تكن بغير حول للمضي في تنفيذ سياستها المقررة المنطلقة .رسمياً
من التزامها المزدوج بتناقضه مع بعضه. والمنحازة, عملياء الى المشروع الصهيوني. الا ان الثورة
وقد استمرت على مدى اعوام ثلاثة بينت على نمو جيّ ان الامعان في السياسة المعادية لطموحات
العرب لن يمر بدون مقاومة؛ وان باستطاعة العرب أن ينظموا مقاومة تجعل بسط الهيمنة
البريطانية على البلاد وتهويدها امرا عسيرا.
وهكذ!. بعد أن امتدت الاعمال الثورية طيلة عامي 19317 و 13174 عاد اصحاب الجلالة
والسمو العرب الى التوسطء واستجابت اللجنة العربية العليا لوساطتهم وقبلت دعوة الحكومة
البريطانية كلها للتفاوضء وارسلت وفداً الى لندن. وحددت اللجنة العربية العليا ما وصفه بيانها
الصادر في ‎1477/1/١8‏ بالحد الادنى من المطالب فجعلته «الاعتراف بحق العرب في الاستقلال
التام ببلادهم, والعدول عن تجربة انشاء الوطن القومي اليهوديء وانهاء الانتدداب البريطاني وان
يستبدل بمعاهدة مماثلة للمعاهدة البريطانية ‏ العراقية تنش في فلسطين, بموجبهاء دولة ذات
سيادة. ومنع الهجرة اليهودية ومنع انتقال الاراضي الى اليهود منعا باتاء("» .
وكان الجمهور الفلسطيني الذي حمل السلاح ما يزال يواصل ثورته حين عرضت قيادته
الوطنية هذه المطالب؛ في حين جعلت هذه القيادة تكثف اتصالاتها مع العواصم العربية خصوصا
1
تاريخ
مارس ١٩٨٥
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17766 (3 views)