شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 231)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 231)
المحتوى
الاعلامي الى تعميق الهوة واثارة الضغائن بين التصحيحيين والعمال فحسب. بل انه آثار أيضاً
«المعتدلين» بين التصحيحيين, الذين طالبوا جابوتينسكي بالعمل على طرد تلك المجموعة من
الحركة1'"). ال ان الزعيم التصحيحي رد على هذه الطلبات بنشر مقال «حول المغامرات»"), ينم
عن اعجاب ب «جرأة» اولئك «الشباب». وفسّر المقال كتأييد معنوي لهم مما أثار عاصفة داخل
الحركة التصحيحية, دفعت جابوتينسكي الى نشر مقال جديد, «حول المغامرات: مرة أخرى»!",
للتخفيف من حدة الاستنتاجات التى نجمت عن مقاله الاول.
وبموقفه هذا كان جابوتينسكي يحاولء عملياء المحافظة على وحدة الحركة التصحيحية
التي اشتدت نزاعات الكتل المختلفة داخلهاء في صيف 1977, بصورة كادت تهدد بانشقاقهاء
على ابواب مؤتمرها لمقبل!' "). وفي ذلك المؤتمر, وهى الخامسء الذي عقد في فيينا خلال 7 آب
(اغسطس) -؟ ايلول (سبتمبر) 1577؛ وجد جابوتينسكي ان دعواته المتطرفة ونظرياته المتشددة
راحت» الى حد ماء تنقلب عليه, اذ قام بعض تلامذته, الذين بِرُوا معلمهم في تطرفهم, ؛ بمهاجمته
علنا في المؤتمرا"') ل «انعدام اقدامه» و «تردده»ء داعين الحركة الى اتخاذ مواقف عدائية سافرة
تجاه البريطانيين والجناح العمالي الصهيوني» لم يكن جابوتينسكي نفسه على استعداد للقبول
بها لما قد تنطوي عليه من عواقب بالنسبة لوضع التصحيحيين داخل المعسكر الصهيوني بأسره.
وكانت انتخابات اعضاء المؤتمر قد اسفرت عن تشكيل * كتل رئيسية داخله؛ أولاها كتلة
«النشيطين» برئاسة الدكتور فون فايزل, زعيم التصحيحيين في فلسطين؛ التي ضمت ‎٠‏ مندوباً
(من 75١)؛‏ وثانيتها كتلة «الحد الاقصى»» بزعامة احيمئي وضمت 55 مندوباً, اما الباقون فقد
عرفوا على أنهم «معتدلون»: ويرز بينهم مكير غروسمان وريكارد ليختهايمء زعيماً التصحيحيين في
المانيال""). وفيما كان «المعتدلون» يطالبون بطرد مجموعة «الحد الاقصى» من الحركة, كان هؤلاء
يسعون الى حملها على «تصحيح مسارهاء», وذلك بدفعها نحو انتهاج «الاساليب الثورية,
[والاتجاه] للعمل بدل الكلام»'"). وى «انتشالها... من المستنقع الليبرالي»7"). ورد جابوتينسكي
بعنف. خلال مناقشات المؤتمر, على المتحدثين بأسم تيار «الحد الاقصى», موضحا أنه لا يقبل
طروحاتهم, الا أنه رفض. في الوقت نفسه؛ اقترا قتراحات طردهم من الحركة, موضحاً ان للجميع مكاناً
فيهال؟"). فيما كان يعمل جاهدا لمنع انشقاقها. وقد نجح جابوتينسكي في مساعيه هذه؛ مؤقتا.
اتخذ مؤتمر التصحيحيين في فييناء مع اختتام اعماله, قرارين هامين كانا عبارة عن
تسويات تمت بين الكتل المتصارعة المشاركة فيه. فقد صادق المؤتمر على مشروع «العريضة» الذي
تقدم به جابوتينسكي7. على الرغم من ان اكثرية المندوبين لم تبد حماساً بالغأً تجاهه. وقد
اتهمكت الحركة التصحيحية في تنفيذ هذا المشروع خلال سنة 1114 بأسرها('. حيث حمل
الآلاف من اليهرب؛ في دول اوروبا الشرقية خاصة؛ على التوقيع على عرائض.تطالب بفتح ابواب
فلسطين للهجرة اليهودية دون قيود؛ وكذلك الاستجابة لطلبات التصحيحيين الاخرى بشأن
انشاء حكم استيطاني في البلد("". وقد ارسلت نسغ من هذه العرائض الى البركان البريطاني
وعصبة الامم ورؤساء حكومات الدول التي كان اليهود الموقعين على تلك العرائض يعيشون
فيها"). ولكنء في مقابل قرار «العريضة», صادق المؤتمر, ايضاًء على قرارات كاليه» وذلك رغم
معارضة جابوتينسكي, الذي اوضع للمؤتمرين ان ما قام بتمزيقه في المؤتمر الصهيوني السابع
عشر (1911) كان بطاقة العضوية في المؤتمرء وليس ايصال دفع رسوم الشيكل!؛", مشيراً بذلك
الى انه لا يزال يعتبر نفسه عضوا في المنظمة الصهيونية العالمية» ولا يسعى للانشقاق عنها. وقد
3
تاريخ
مارس ١٩٨٥
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17771 (3 views)