شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 235)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 235)
- المحتوى
-
والواضح, ان انشقاق التصحيحيين على انفسهمء اضافة الى انتصار العمال عليهم في
الانتخابات للمؤتمر الصهيوني, ساهما في اضعافهم بشكل ملحوظ عشية انعقاده. ويبدو كأن هذا
لم يكن كافيا لضعضعة مركزهم, اذ اضيف اليه حادث آخر, وقع قبل نحو شهرين من انعقاد
المؤتمر, وكان ثالثة الاثافي بالنسبة لهم. ففي مساء ١7 حزيران (يونيو) 1577/ أطلق شخصان
النار على الدكتور حاييم ارلوزوروف رئيس الدائرة السياسية في الوكالة اليهودية والنجم الصاعد
في الجناح العماليء فيما كان يتنزه مع زوجته على شاطىء تل ابيب/"), فأصاباه بجراح بليغة,
نقل على أثرها الى المستشفى وتوف هناك7". وعلى الاثر. حامت الشكوك حول عناصر من
التصحيحيين كمتورطين في الغملية. خصوصاً وان اولئك انهمكوا خلال الاشهر الماضية في شن
حملة واسعة من التشهير بارلوزوروف, متهمينه بأنه كان القوة المحركة لعقد اتفاقية الهعفراه مع
النازيين7””. وبذلك ساهم في تحطيم المقاطعة اليهوبية للبضائع الالمانية التي جهد التصحيحيون
في تنظيمها (؛")؛ وهي ادعاءات لم تكن خالية من الصحة. وقامت الشرطة بتحقيق واسع لاكتشاف
القتلة, اعتقلت على أثره زعيم «عصية الاشداء» نفسه. آبا. احيمئيس واتهمته بالتحريض على
القتل؛ بينما وجهت تهمة تنفيذ العملية الى زميليه, ابراهام سطافسكي وتسفي روزنبلاطا".
وخلال التحقيق في قضية اغتيال ارلوزوروف, كشفت, ايضاء «عصبة الاشداء». التي
كانت تنظيماً سرياً حتى ذلك الوقت. وقدم عدد من عناصرها البارزة, بينهم احيمثير ويافين؛ الى
المخاكمة بتهمة العضوية في منظمة غير قانونية!7, فأدين ستة منهم وحكم عليهم بالسجن مددا
تتراوح بين * و18 شهرا". وأسفرت محاكمة «عصبة الاشداء» عن تصفية تنظيمهم؛ كما
وضعت حدا لنشاط تيار «الحد الاقصى» في الحركة التصحيحية0). خصوصاً بعد ان ضبطت في
حوزة زعيمهم احيمثير كتابات يفهم منها انه يويد اسلوب الارهاب والتصفيات الجسدية؛ وقام
العمال باستغلالها اعلامياً على نطاق واسع("). غير ان ذلك لم يوّد الى اضمحلال نفوذ «الاشداء»
وتأثيرهم الفكري بين التصحيحيين, اذ انتقلت دعواتهم لاعتماد «الاساليب الثورية» واستعمال
العنف, الموجهة ضد البريطانيين اساساً. باعتبارهم «محتلا اجنبيا» في فلسطين, الى «الشباب
القومي» في منظمة اتسلء التي اتجهت؛ مع اوآخر الثلاثينات, الى استعمال العنف ضد العرب
عامة(:0,
اما محاكمة المتهمين الثلاثة باغتيال ارلوزوروفء فقد استمرت نحو سنة؛ صدر على أثرها
الحكم بتبرئة كل من احيمئير وروزنبلاط!'*), بينما أدين سطافسكي وحكم عليه بالاعدام!؟6). الا
انه استائف الحكم؛ فقضت محكمة الاستئناف ببراءته؛ لعدم توفر الادلة!؟). وبقيت ظروف
الحادث غامضة:؛ ولم يعرف من قتل ارلوزوروف (ولا تزال هذه القضية تثار من حين الى آخر منذ
ذلك الوقت؛ داخل الكيان الصهيوني). ولكن العمالء على الرفم من ذلكء جعلوا من مقتل
ارلوزوروف قميص عثمان, واستغلوه على اوسع نطاق لتضييق الخناق على التصحيحيين وعزلهم.
ومهد هذا الحادث, ربما اكثر من اية واقعة اخرى, الطريق امامهم للهيمنة على المنظمة الصهيونية
العالمية. وفي محاولاتهم هذه وجد العمال «تعاونا» لدى الطرف الاخر. فبقدر ما كانت الاكثرية في
مباي تسعى الى اخراج التصحيحيين من اطار المعسكر الصهيوني المنظم, للتحرر من ضغوطهم
وتحرشاتهم من جهة, وتشكيل قيادة صهيونية متجانسة؛ يكون للعمال حصة الاسد فيهاء من
جهة أخرىء كانت قطاعات ذات نفود بين التصحيحيين تطالب ايضا ب «الاستقلال» عن المنظمة
الصهيونية «القديمة». واقامة منظمة جديدة خاصة بهم؛ تسعى مستقلة لتحقيق أهدافهم؛ بعد
4 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22371 (3 views)