شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 242)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 242)
- المحتوى
-
انه كان للجناح العمالي حصان طروادة داخل المزراحي, ممثلا في التنظيم العمالي للمزراحي , وهى
هابوعيل همزراحيء القريب من مباي والمتفاهم معه, بحكم تمائل المنطلقات والمصالح العمالية بين
الطرفين. ولذلك» راح مبايء في محاولاته لاغراء المتدينين وحملهم على الالتحاق بركبه. يوئق علاقاته
مع هابوعيل همزراحي وبعض قيادات المزراحي القريبة منه في منطلقاتها السياسية, ساعياً؛ في
الوقت نفسه. الى عزل المتشددين في قيادة المنظمة0"07. وإبان انعقاد المؤتمر الصهيوني التاسع
عشر (1570)» عملت الزعامة العمالية جاهدة لحمل المزراحي على العودة الى الادارة الصهيونية,
فاضطرت الى التوصل معها الى اتفاق, تبنت بموجبه وجهة نظرها في المسائل الدينية, رغم معارضة
دوائر في مباي لذلك/#*0. ووافق الموّتمر على ذلك الاتفاق في قرار صدر عنه. الزم بموجبه
المستوطنين في المستوطنات التابعة للمنظمة الصهيونية» اى اي من مؤسسناتهاء «بالامتناع أيام
السبت والاعياد اليهودية عن القيام بأي عمل في البناء... او [ الحقل] او... التجارة والصناعة...
وعلى الادارة [الصهيونية] متابعة تنفيذ هذه القرارات بكل الوسائل القانونية, وفقا لدستور
المنظمة الصهيونية العالمية وقرارات مؤسساتهاء7””". وقد مهد هذا القرار الطريق لعودة المزراحى
الى الادارة الصهيونية. غير انه ارسى» في الوقت نفسه. أسس آلية الاكراه الديني في الكيان
الصهيوني, اذ اصبح نموذجا بالنسبة للمتدينين؛ الذين راحوا يستغلون نفوذهم السياسي؛ عندما
تكون هنالك حاجة لهم, لاحراز المزيد من المكاسب في سعيهم الدائم الى فرض التعاليم الدينية على
الحياة العامة.
وكان قد طرأ ايضاء خلال الفترة نفسهاء تغيير ما على موقف التيار اليهودي المتدين الآخر
من اتباع اغودات يسرائيل. فقد استمر هؤلاء في التمسك بموقفهم العقائدي الديني المناهض
للصهيونية» ولكنهم لم يجدوا في الوقت نفسه حرجا في محاولة التعاون مع الصهيونيين؛ علهم
يستطيعون, بذلك؛ احراز مكاسب دينية خاصة بهم. وخلال سنتي ١1578 و 1970 قام ممثلون
عن اغودات يسرائيل باجراء مفاوضات مع المجلس اللي اليهودي. محاولين التوصل وأياه إلى اتفاق
بشأن اقامة حاخامية رئيسية موحدة في فلسطين!7", من جهة, ومع المزراحي سعيا للوصول الى
صيغة عمل مشتركة معها"77, من جهة اخرى7". ولم تسفر هذه المفاوضات, في نهاية الام
عن نتائج تذكرء الا ان مجرد اجرائها كان بمثابة اقرار من قبل اليهود المتدينين غير الصهيونيين
بالاهمية المتزايدة التي راح المشروع الصهيوني في فلسطين يكتسبها في العالم اليهودي9"©.
ولكن هذا الاتجاه ادىء من ناحية ثانية: الى وقوع انشقاق في اغودات يسرائيل؛ ان انقصلت عنهاء
سنة 1975., العناصر الورعة المعادية بشدة للصهيونية والرافضة لأية تسويات معهاء وأنشات
فيما بعدء منظمة خاصة بها عرفت بأسم ناتوري كارتا (حراس المدينة)» التي لا تزال قائمة حتى
اليوم("03.
ويموازاة هذه التطورات السياسية المختلفة؛ التي صبت جميعهاء بشكل او بآخر, في
طاحونة مبايء دآأب الحزب ايضاء وذلك منذ اقامته سنة ١91١ وتوحيد القوى العمالية المتحالفة
معه خارج فلسطين سنة 1517, على تقوية نفسه وتوسيع نفوذه, منطلقا من مراكز القوى التى
احتلها لجعلها اكثر قوة. وكان من أبرن هذه المراكز الهستدروتء التى ازداد عدد اعضائهاء منذ
تأسيسها سنة 197١ وحتى انعقاد مؤتمرها الرابع في مطلع سنة 1577 بنحو ثمانية اضعاف,
بينما ازداد عدد السكان اليهود في فلسطينء بأسرهم,» خلال الفترة نفسهاء بنحو ثلاثة اضعاف؛
فاصبحت النقابة تضم نحو ثلاثة ارباع العمال اليهود في البلدء الذين شكلواء مع زوجاتهم
عت - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39461 (2 views)